[grade="00BFFF FF6347 008000 4B0082"]سالفة من ديوانية النسوة..!
تجاذبتا اطراف الحديث جلستا في ركن قصي بعيدا عن فضول الحاضرات من كوكبة من النساء
اللاتي يحضرن ملبيات دعوة خاصة للعشاء.
قالت هامسة لصديقتها الوفية القديمة وهي تطلق زفرة عميقة من صدرها:
لقد مللت .. تعبت من رسم ابتسامة في وجوه العامة ..كل يوم!!
_وماذا تفعلين غير ذلك؟..لا بد من هذا ياعزيزتي .. قالتصديقتها.
_لا استطيع ان اخدع نفسي واوهم من حولي بذلك!
_لماذا؟..ماذا حصل؟
_سوف اخبرك بكل شيء لانك صديقتى الوحيدة التي تعلم من اكون!
بل انت صندوق اسراري المقفل!!
نظرت اليها صديقتها متعجبة..نظرت اليها بتأمل..
وأومأت برأسها طالبة متابعة حديثها.
_اعرف انه غير وفي..!! واعلمك انني ابادله الشعور..!
فوجئت صديقتها وقالت: ماذا تقصدين؟!..عمن تتكلمين
_عن زوجي!!اقول انه يخونني!!
ماذا تقولين؟ وما ادراك؟
احساس المرأة الذي لا يخطىء!
وعلى اى شيء دلك احساسك ذالك؟
_دلني على طول غيابه عني وهروبه من واجباته كزوج!!
ربما انه..ربما يعاني من ظرف ما؟
عزيزتى ان زوجي بصحة جيدة ولا يعاني من اي مرض..
_اذن لعل العمل هو السبب.. يقول زوجي ان ظروف العمل تكون احيانا منهكة القوى..ترهق الانسان!!
ربما هذا صحيح!!لقد اعتقدت في البدايهان سبب ابتعاده عنى يعود لهموم ومشاغل العمل وضغوطه!!لذا فانه لمجرد عودته
الى البيت احاول ان اوفر له جو من الراحة والهدوء ليستريح..وابدو امامه مستقرة خافية عنه الكثير من مشاكل الاولادوالبيت
حتى لا ازعجه في تلك الامور التى تسببله الارهاق والازعاج
_ولكن ماذا حدث؟اخبرينى حسب علمي فأنت قد عشت معه قصة حب رائعة يضرب لها المثل!!وانه انسان رائع نبيل تثقين به وتفخرين
هكذا دائما ترددين!!
_نعم عشنا معا قصة حب لطالما حلقنا اثناءها بعالم وردي ملىء بالسعادة لكن فجأة تبدل الحال .. لم يعد الانسان الذي اعرفه من قبل !!
لقد تغير من ناحيتي كليا.. لم يعديطيقنى برغم انني كريمة معه للغاية مهتمة بنفسي.. ادللها كثيرا لأجل عينه !!
لأجل حبيب الامس ورفيق اليوم!!
بدت صديقتها مهتمة ومنصتة باهتمام تابعت المرأة حديثها بعدما التقطت أنفاسها: اكتشفت انه على علاقة بامرأة اخرى غيري اكتشفت ذلك عن طريق الصدفة!!
كنت قد قررت في ذلك اليوم ان اهاتف والدتي واذ بي افاجأ عبر السماعة الاخرى من الهاتف الاخر الذي بالمكتب بصوت زوجي العزيز عبر الاسلاك
وهو يضحك عاليا ويتكلم بطريقة ذكرتني بأيام خطوبتنا قبل الزواج!!
كان يتكلم مع صوت ناعم..له بحة جميلة صوت امرأة تبدولي غريبة تدل نبرات صوتها على انها امرأة تعرف ما تريد!!
أسمع زوجي يقسم لها بانه لم ير في حياته اجمل وارق منها وانه يعشقها بجنون!!
ولا يعرف المسكين ماذا سوف يحل به عند فراقها!!
_ الصديقة مفجوعة: يا الهي الى هذه الدرجة!!
_ نعم نعم يا عزيزتي بل وهناك المزيد لقد قررت مواجهته بما سمعت منه فكان رده بالانكار رغم انني سمعت كل شيء!!
وبعد محاصرتي له اعترف لي اخيرا.. قال وهو يصرخ بوجهي: نعم ..صحيح انا على علاقة بأخرى..كما علمت
وانت تتنصتين علي!!كمالا يحق لك ان تتجسسي على خصوصياتي..
انا لا اسمح بهذا هل تفهمين ذلك جيدأ؟
نعم قال ذلك..ثم خرج بعدها ولم يعد الا في اليوم التالي هل تصدقين؟!!
توقفت برهة وانهارت الدموع من عينيها ..
حاولت صديقتها تهدئتها ونجحت في ذلك وبعد ان هدأت من روعها وحزنها واستكانت عادت لتستأنف ما تقول:
_لقد اصبت بمقتل بعد اعترافه لي.. توقعت انه سوف يعتذر ويطلب السماح ويرجع ثقتي بنفسي وبه!!
الا انه معالاسف صدمني بقوله.. بأسلوب الجاف والقاسي معي بدون مبرر تمنيت حقا ان اعرف سبب نفوره مني
بعد كل هذه السنوات الطويلة التي جمعتنا تحت سقف واحد؟
_صديقتها: بل انا التي صدمت حقا!! لم اكن اتوقع ان تكون حياتك يا صديقتي بهذا الوصف!!
نظرت اليها وما زال الحزن يلفها: ماذا عساني فعلت؟
صدقيني كنت وما زلت احبه واحترمهواقدره في حضوره وغيابه.. كنت خيرالزوجه المطيعه الوفية له ولحقوقه وحقوق ابنائه وبيته!!
هل استحق كل تلك القسوة منه بعد كل هذه الرفقة الطويلة من العمر والتجارب التي واجهتها معه في اصعب الظروف واحلكها؟
تحملت كل الاهانات من اهله واهلي بسببعدم التكافل الاجتماعي في ما بيننا كما يقولون!!اختلاف الطبقاتما بين البشر!!
كنت اظن ان الطبقات موجودة فقط بين السماء والارض.. ولكنى اكتشفت انها بين البشر ايضا..
هل تصدقين ذلك؟.. لكنني تحديت الجميع بقراري وقبلت به زوجا رغم كل التحديات والعقبات.
صمتت برهة ثم قالت: لكن.. اود ان اصارحك في امر يخجلني وزوجي العزيز هو السبب فيه!!
_صديقتها: وما هو هذا الامر يا عزيزتي؟!!
_انه الفراغ الذي وضعني فيه زوجي.. ادخلني في متاهة كبيرة واوقعني في فخ محرج مع نفسي... ومع احلامي ايضا..
في تلك الليله.. حلمت بجرس الهاتف يرن فرفعت السماعهوانا في اسوأحالة من اليأس..كنت انتحب. فاذابصوت هادىء ووقور يحيينى بهدوء..
سألته: ماذا يريد؟
قال بدون مقدمات: اريد ان اتقدم لخطبتك.. دهشت لطلبه الغريب.. وعاتبته بأدب..ثماغلقت سماعة الهاتف.. الا انه واصل اتصاله
بي وهو يؤكد لى انى لست متزوجة.. واني عازبة انتظر العريس.. فارس الاحلام!!
صاحت صديقتها: ما هذا يا سلوى ماذا تقولين؟ هل جننت؟
_ لا .. لم اجن فقد حلمت انني لم اخبره بأمر زواجي.. بل انه يعتقد انني عزباء لم اتزوج بعد!!
_انك تؤلمين نفسك وتؤذينها الا تشعرين بذلك؟!!
_لم اعد اشعر بنفسي.. لقد حفرت قبرا عميقا لتدفن تلك الاحاسيس الباردة.. مع .. حب الامس!!
لم اعد تلك المرأة التى تعرفين فقداصبحت عبارة عن اشلاء امرأة محطمة.. امرأة محطمة حتى في احلامها!
بعد فترة من الصمت والدهشة والحزن ممزوجة بالامل.. سمعت الصديقتان صوت المضيفة تنادي الجميع الى مأدبة العشاء العامرة.[/grade]