وقبل أي ردة فعلٍ ممن يحملون هم تعليم البنات ، أتمنى أن تكون ردة فعله الحقيقية في تقصي ما سيكتب وملاحقة كل من له يد طولى في تكرار هذا الأمر وجعله مستساغاً للكل .
اقرأ هذه القصة :
قدمت نجلاء مسرعةً … أمي أمي … لقد نجحت … وأين الشهادة يا نجلاء ؟ … أمي وماذا ستهدينني بمناسبة نجاحي ؟ … ولكن أين الشهادة ؟ … وإن شاء الله تجدين ما يسرك … هذه شهادتي … نجلاء .. ما هذه الورقة … تعلن قرية جرين لاند عن وصول !!! … وهل هذه شهادتك ؟ … لا لا يا أمي … لقد سلّمتنا المدرسة شهادات ودعايات … ولماذا يسلمونكن دعايات ؟ … أمي لا عليك … لقد نسيت الشهادة في جيبي … خذي هذه شهادتي …
لا تستبعدوا أبداً حدوث مثل هذه القصة في ظل ما يحدث في مدارس البنات أثناء توزيع شهادات نجاحهن . وقد ذكر لي أحد الأخوة ممن يهتمون لأمر تعليم البنات ، أنه خاطب مسؤولين من إدارة تعليم البنات عن حدوث مثل ذلك الأمر وأجابوه بجوابٍ لا يذكر هنا !! فهل وصل الجشع بالتجار إلى هذه الدرجة ؟؟ فلم يجعلوا للعلم منزلةً ولا مقاماً . فالمهم عندهم هو تسويق سلعتهم التي لا تروج إلا في داخل أسوار مدارس البنات !! إنهم قارنوا بين الشهادة والدعاية بحيث إن الفتاة التي تتسلّم شهادتها تنتظر بطبيعة الحال دعايتها التي خصصت لها ، هذا إن لم يكتب عليها اسمها !! عجباً والله لهذا الجشع الذي استشاط وانتشر في مدارس بناتنا ، ولا عجب إن سمعنا غداً عن وجود أركان بيع داخل المدارس للمحلات النسائية !!
أتمنى من كل الإخوّة والأخوات الوقوف بوجه كل من تطال يده الجشعة مبادئنا وعاداتنا ، علينا جميعاً الوقوف ضد أي إجراء يهدف إلى انتقاص العلم في مواطنه ، بحيث نقف سداً منيعاً في وجوه كل من تسول لهم أنفسهم الوصول المباشر إلى عملائهم عن طريق وأد العلم وانتقاصه في عزة دياره .
جزى الله خيراً كل من وقف في وجه ذلك الطمع ، حيث حدثني أحدهم أنهم عملوا على استئصال ذلك العفن من جسد مدارس بناتنا ، وقد وعدوا خيراً في العام ما قبل الماضي 1422 هـ ، ولكن تكرر ما كان في ذلك العام لتطال يد الطمع عزة العلم هذه السنة الدراسية 1423هـ ، ولا نريد انتشار ذلك الورم وزيادته على حساب براءة ساحة العلم عندنا في العام الدراسي القادم .
نريد وقفةً صادقةً للوقوف في وجه الطمّاع الذين اختلطت عندهم أماكن البيع بأماكن تلقي العلم النافع .
بارك الله في الجميع
التاج في 7/7/1424هـ