يا من تعاتبني هل عشت حزني ؟ فأنا لم أعش الحزن بل الحزن هو الذي سجن نفسه داخل قلبي ,هل شعرت بوحشية ألمي ؟ الذي نفذ إلى أعماق أعماقي فما ترك روحا و لا فؤادا و لا ذرة مني إلا و غرس فيها أنيابه فكلي يصرخ بصمت , هل تذوقت المر؟ فضلا عن تجرعه مثلي مع كل لحظة من لحظات حياتك , هل تحطمت أمام خطواتك ؟ فكلما تقدمت خطوة رجعت إلى الوراء خطوات فلا رجاء بوصول , هل قذفت مركبك المرافئ ؟ فلا مرسى عليه مشفق ولا مرسى له حاضن .
أم أنه قد أزعجك صوت آهاتي و نغص عليك أنين أوجاعي . فإن كان كذلك فلا بأس معاتبي سأجعل من صمتي ثالثة الأثافي و أجعل من صرختي نارا تحرق ما بقي من ذكرياتي و نارا تحرق ما بقي من رفات آمالي فإن تألمتُ فبصمت و إن جُرحتُ فبصمت و إن ضاق الكون بي فبصمت و إن عشتُ فبصمت و إن فارقتُ دنياك فبصمت , لكي لا أخدش سمعك و لكن خالقي يسمعني و يراني و رحمته وسعت كل شيئ .
أودعكم أخوتي غفر الله لكم و وفقكم و أسعدكم و حفظكم إنه سميع مجيب .