(2)
عزيزي واحد من الناس
لاأخفى عليك مدي حزنى وأنا أقرء رسالتك المؤرخة بتاريخ 17/4/1412هـ..ولا أخفى عليك شدة ذهولى عندما فتحت صندوق بريدي فغالباً لا أفتحه إلا بعد فتره طويلة ولكن ما حدث بذلك المساء شيء عجيب لاأجد له تفسيراً فقلبي يحدثني بالذهاب للصندوق ولا أخفي عليك تجاهلى عده مرات لذلك النداء الآتي من أعماق قلبي فلم أستطع الهرب أو التناسي ووجدت نفسي واقفتاً أمامه وقلبي يخفق خفقان غريب وذهلت عندما وقعت عيناي على ذلك الظرف المتآكل الأطراف ..وحده كان يقبع بذلك الصندوق ولا أعلم مصدرة...فهو لا يحمل سوى عنوان بريدي ولم أجد عليه أي شيء يدل على مصدره ..!!فكرت كثيراً بتسليمه لمأمور البريد فربما وضعه أحد ببريدي بالخطئ، وانتابني نفس الشعور الغريب مصحوباً بتطفل غريب لفتح ذلك الظرف فأسرعت إلى السيارة ورميت أغراضي دون مبالاه وطلبت من السائق أن ينطلق إلى المنزل بسرعة ولكن فضولى هو ما جعلنى لاأنتظر فمزقت الظرف بعنف ولهفة لتسقط عيني على تلك الورقة البالية التى أصابتني بالقشعريرة ولكن فتحتها بتردد وقلبي يخفق بشدة وكم كانت المفاجئة عندما وقعت عيني على توقيعك(واحد من الناس)المفاجئة التى لم أتوقعها بحياتي ولا أخفى عليك فضولي هو السؤال عن كيفية معرفتك بصندوقي البريدي..ولكن هذا السؤال ليس بالمهم بقدر ماهو الأهم من ذلك هو ما تحتويه رسالتك....طلبت من السائق عدم الإستعجال وأن يجوب الشوارع حتى ان أنتهى من القراءة ..وجلست أقرء وياريتي لم أقرء نعم أقولها لك صريحة أنت ذكرتنى بأشياء لم أستطع أن أنساها ولكن صدقنى هي أشياء جميلة حدثت بحياتي لا أستطيع نسيانها تمر علي بين الحين والآخر..ولكن ما أذهلنى هو حالك وشدة ضعفك فهذه النقطة هي من أجهشت بعيني البكاء.جلست أتصورك وأتخيلك منذ اللقاء الأول لنا ولكن وصفك لحالك الآن هو أصعب من ان أتخيله..مررت على شاطئ ذلك البحر الجميل فطلبت من السائق ان يقف لحظة ونزلت من سيارتي وذهبت إلا شاطئ الأحزان أجتر الذكريات ...ذكرى تلو ا الأخرى وكلما وقفت وتأملت يضيق صدري وتذرف عيني...كم هي قاسية الأيام التى تحول دون قلبين ولكن المصير الذي لا يحكمه قلب ولا عقل هو من يحكمنا...رميت بألف حجر بذلك البحر ولم أصحو إلا على صرخات السائق تنبهني بأننا تأخرنا.
عزيزي واحد من الناس
أبشرك بأنى بألف خير وصحة وعافية ...فقد تزوجت بعدك وأصبحت أماً لغلامين جميلين...هما قرة عيني بهذه الحياه ...وأتمنى أن تتحمل هذا الخبر فأنا أعرفك جيداً...ولكن صدقنى هي المشيئة التى تحكمنا ولكن لن انسى حبك مهما حييت وستظل ذكراك بقلبي خالده إلا أن يأخذنى خالقي...وأتمنى أنت أيضاً أن تعيش حياة سعيدة ولو بالقليل من التفائل فالحب ياحبيبي مرض ليس له دواء ولكن تظل المشيئة هي المتحكمة والمسيطرة بهذه الحياة.
محبتك على الدوام
الحقوق محفوظة
®