
إدارة التربية الاجتماعية في بريدة
بقلم > د . عبدالرحمن بن صالح العشماوي
يسعد القلب حينما يرى ثمرةً لأعمال متميزة في المجتمع، ويزداد سعادةً حينما يرى نماذج من أبناء الوطن تفتح أبواب الإبداع في العمل على مصاريعها بعيداً عن الروتين القاتل، أوالنمطية الرَّتيبة التي لا تضيف جديداً.
حدثني د. إبراهيم الضبيب مدير دار التربية الاجتماعية ببريدة عن أساليب التجديد التي اعتمدها في عمله في هذه الدَّار، مستفيداً من تجارب عالمية لها أثرها الإيجابي في فئة من أبناء الوطن لهم ظروفهم الخاصة التي جعلتهم من نزلاء هذه الدور.
إنه أسلوب الدَّمج في الحياة العامة دمجاً يمسح من القلوب الشعور بالغربة، ويزيل من النفوس أساها وألمها، وما قد ينتج عن ذلك من أحقاد على المجتمع قد تؤدي إلى مالا تحمد عقباه.
لقد سمعت مِنْ بعض مَنْ لقيت مِن مثقفي بريدة ورجال أعمالها ما أثلج صدري من نجاح في أسلوب (الدمج الاجتماعي) حققته دار التربية الاجتماعية في بريدة.
اندماج في المجتمع، وكسر لكل الحواجز النفسية والاجتماعية التي تقيمها الرتابة في التعامل مع فريق من أبناء الوطن وجدوا أنفسهم بلا أسرة ولا أهل لأسباب كثيرة معروفة لدى العاملين في هذا المجال.
الأسلوب المتميز يستحق الإشادة، ويستحق من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تدعمه، وتعمِّم العمل به على دور التربية الأخرى في مناطق المملكة الأخرى.
ماذا صنعت دار التربية الاجتماعية في بريدة؟
لقد أذابت الجليد، وكسرتْ حِدَّة الروتين، وحوَّلت الدار إلى قرية اجتماعية، لا تخضع للأساليب الرسمية المؤسسية، وقرَّبت سكان هذه القرية من الناس بصورة مشهودة تستحق التقدير، فلا لوحات توحي بأن ساكن هذه الدار منفصل عن المجتمع، ولا مسميات وظيفية تزيد من شعورهم بالعزلة، فالجميع إخوة، وفريق عمل واحد، ليس في الدار - من الناحية العملية - مدير ولا وكيل، ولا موظف، وإنما هم سكان قرية مفتوحة، حتى البوابة الخارجية التي اعتادت دور التربية الاجتماعية أن تجعلها صغيرة، أصبحت بوَّابة كبيرة، تُدخل الزائر إلى حي من أحياء مدينة بريدة فيه المواقف، والساحات المفتوحة، وهذا الأسلوب نقل الدار نقلةً كبيرةً من انغلاقها الذي يؤذي نفوس ساكنيها إلى انفتاحها الذي ظهرت آثاره واضحة في اندماج أبناء هذه القرية الاجتماعية مع جميع أبناء المجتمع في صورة إسلامية حضارية بديعة، وقد أنتج ذلك عناصر فاعلة في المجتمع، وحقق قدرةً على التفوق الدراسي والوظيفي لسكان هذا الحيِّ من أحياء مدينة بريدة.
هنا يكمن نجاح التجربة، وهنا يتجلى سبب إشادتنا بهذا العمل الجميل الذي أتى ثماره اليانعة بصورة جعلت سمو أمير القصيم يشيد به ويعرف قيمته.
بقي دور وزارة الشؤون الاجتماعية في تعميم هذه التجربة على جميع دور التربية الاجتماعية في المملكة بعيداً عن الروتين المعتاد الذي يرسِّخ العزلة، ويحول دون الاندماج الاجتماعي المشرق.
[glint]* إشارة: [/glint] دعْمُ التجارب الناجحة دليل على رقيِّ المجتمع