بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
***
فاتنتي السمراء
(3)
حيرةٌ وإدمان
أتذكر دائماً عند إشتداد الحر ؛ ذلك اللمعان والذي يميز جسمها ويزيده تألقاً وسحراً ،،،
بل إن الغرابة كلها تتضح عندما تفوح الرائحة الزكية من بين أحشائها عند إشتداد الحر ،،،
أمرٌ غريب أصابني بالحيرة والإدمان ،،،
لكني أحب زوجتي وأهواها ولا أريد أن أقترن بغيرها،،،
أتذكر تماماً ذلك اللقاء الحميمي الذي دار بيننا في ذلك الركن من الشارع ، في أجواءٍ كغير العادة – (مشمسه) – فكان الدفئ يحيط المكان برمته ،
بل إني أصبحت أُحس به في أركان فؤادي ،،،
في ذاك الوقت كانت تفوحُ منها رائحتها الزكية والتي أدمنها أنفي ،
فامتصت ملابسي بقايا رائحة كانت تبعث منها،
فعدت لقاعة الدراسة والأسى يغطيني لقصر اللقاء بيننا ؛
فقال لي المحاظر:
رائحتك نفاذه وآسره ؛
فقلت له ورأسي مطرق ، ومشاعري لفؤادي تطرق ،:
إنها رائحتها فكيف لو رأيتها وشممتها كما أفعل معها أنا وليس غيري ،،،
(*)
كان يوماً غائماً ، كطبيعة الأجواء الإنجليزية ، والتي لن تملها ولن تنفك تتأملها ،،،
فالطبيعة ساحره ،،،
والأجواء كأنما مزجة برياحين الشوق الآسره ،،،
(*)
كعادتي كل يوم ٍ أصطاد الفرصة تلو الأخرى لكي ألتقي بها ،،،
ولعل محاسن الصدف تأتيك من حيث لاتدري أحياناً، فلقد كان مكانها الذي كنت أزورها فيه ،
لايبعد عن مكان دراستي سوى دقيقتين ،
وهذه الدقيقتين تصير مع السرعة ثلاثون ثانيةً فقط ،
والثلاثون ثانية تصير يوماً بفعل حرارة الشوق ،،،
فأتذكر حينها نظم المحبِ أبي نواس وهو يقول :
يَبتَعِثُ الشَوقَ مِن مَكامِنِهِ وَجهٌ زَها حُسنُهُ عَلى القَمَرِ
(*)
حدث ذات مره أني كدت أتعثرُ من شدة سعيي وكان قلبي قد ضاعف السرعة مرارً
مازجاً مابين سرعتي في السعي ولهفة اللقاء ،
فلما رأيتها فلكأنها تبسمت ، ولرياحين الشوق أطلقت ،،،
فأطرقت قائلاً حلاليكِ ياحبيبه !
فلقد كنت مسرعاً فقط .!
وأحسب أنها قالت إذاً لما أتيت ، ولبابي طرقت ، ولرؤيتي تلهفت .
ولكأني قلت لها : لقد أمسكتِ الحبيب من كلتا يديه فلقد تورما بفعائلك ،
ويبدوا أنك لن تدعيني من دون سهام القلوب وجعلي كصاحبِ عقلٍ مسلوب ؟!
قالت لي : نعم هو ماقلت ،،،
أخذت مرادي منها ؟!؟!؟ ،
ومن ثم انصرفت لحالي ،
فلكأنها جرعةٌ سرت في شراييني وأروأت ضمأي،
وسدت جوعتي ،،،
فقلت لنفسي معزياً : ما تعلقي بها إلا لمرادٍ أردته فيها ،
لكن هذا المراد ماتكاد تحويه بين ذراعيك ويديك وأحاسيسك الجياشة ،
حتى يتبخر بعد ذهاب النشوة،،،
ورجوع نار الجوعة ،،،
للحديث بقية
اللهم صل على محمد وآل محمد