كان قدوتنا ـ صلى الله عليه وسلّم ـ من أوفى الناس لزوجاته ؛ ومن وفائه لزوجته خديجة بعد موتها أنّه كان يذبح الشاة عنها ، ثم يقطعها ويبعثها إلى صديقاتها ، ويثني عليها كثيرا بقوله : (إنها كانت وكانت...) [البخاري]
ثم انتهت المسابقة .. والنتيجة في 26 من هذا الشهر ..
1/12
الحلقات الأخيرة من حياة قدوتنا صلى الله عليه وسلّم :
خرج حاجا عام 10 هـ وخرج معه قرابة 100 ألف ، وقد أسلم معظم أرجاء الجزيرة فكان يقول ـ مستشعرا دنو أجله ـ (يا أيها الناس خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا )
ويبادله أصحابه ذلك الشعور حين قال لهم : (وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ) ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلّغت وأديت ونصحت ..
2/12
وفي عرفة يتنزل عليه القرآن : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) في إشارة واضحة لانتهاء مهمته وقرب رحيله للقاء ربه ..
ثم في طريق العودة تنزل عليه : (( إذا جاء نصر الله والفتح ...)) إلى آخر السورة
قال ابن عباس في تفسيرها : هو أجل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أعلمه الله له [البخاري]
في شهر صفر سنة 11 هـ (قبل وفاته بشهر) خرج قدوتنا ـ صلى الله عليه وسلّم ـ إلى (أُحد) فدعا للشهداء كالمودع للأحياء والأموات .. ثم صعد المنبر فقال : (أنا فرطكم [سابقكم] على الحوض )
وخرج ليلة أخرى إلى أهل البقيع وقال: (( ...إنا بكم للاحقون)
رجع قدوتنا ـ صلى الله عليه وسلّم ـ من جنازة بالبقيع وهو يشتكي رأسه ، وبدأ المرض يدهمه حتى اشتدّ به وجعه ، وهو في كلّ يوم يمرّض في بيت إحدى نسائه بحسب قسمهن ، وكان يقول: (أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ) يريد يوم عائشة فأذن أزواجه يكون حيث شاء [متفق عليه]
خرج قدوتنا صلى الله عليه وسلّم من بيت زوجته ميمونة قاصدا بيت عائشة ؛ ليقضي فيه آخر أسبوع من حياته ، فخرج بين رجلين واضعا يديه على أكتافهما ، عاصبا رأسه بخرقة ، ما يقوى على حمل نفسه ، تخطّ قدماه الأرض ، حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها وعن زوجاته أجمعين .
ازدادت حرارته واشتدّ به وجعه فقال: (اهريقوا عليّ من سبع قرب من آبار شتى ...) ففعلوا فوجد في نفسه خفّة ، فخرج حتى جلس على المنبر ـ وكان آخر مجلس جلسه ـ فقال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وقال: (أوصيكم بالأنصار) ، (إن الناس يكثرون وتقلّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام ) [ رواه البخاري]
7/12
وكان مما قال في آخر خطبة له : ( إن عبدا [ يعني نفسه صلى الله عليه وسلّم ] خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ماشاء ، وبين ما عنده فاختار ما عنده )
فبكى أبو بكر ، ولم يتفطّن لمراده غير أبي بكر ، فقد فهم أنّ رسول الله اختار الرحيل للقاء ربه
-ثم أثنى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ على أبي بكر ، وأمر أنّ تسدّ أبواب المسجد الصغيرة إلا باب أبي بكر .
وفي يوم الأثنين 12-30-11هـ آخر يوم في حياته صلى الله عليه وسلّم ـ فديناه بآبائنا وأمهاتنا ـ تحامل قدوتنا على نفسه ، فكشف ستر حجرته ، وبدا لهم وجهه الكريم كأنه ورقة مصحف فودعهم بنظرة كادوا يفتتنون بها ، فنظر إلى أصحابه نظرة أبّ رؤوف قد هده التعب والإعياء ، ثم تبسّم يضحك ، واشار إليهم ليتموا صلاتهم ؛ فليس يقدر على الخروج ..
وفي آخر كلماته قبل وداعه يقول: (الصلاة ، الصلاة ، وما ملكت أيمانكم) حتى جعل يغرغر بها في صدره ، وما يفيض بها لسانه
ولما رأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلّم من الكرم الشديد قالت : وا كرب أباه
فقال لها : (ليس على أبيك كرب بعد اليوم )
ودعا الحسن والحسين فقبّلهما ، وأوصى بهما خيرا ، ودعا أزواجه فوعظهنّ وذكّرهن .
كان قدوتنا يقول وهو صحيح : (لا يموت نبي حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة )
... دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ، ومعه سواك ، فنظر إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وفهمت عائشة أنه يريد السواك ، فقالت : أعطني السواك يا عبد الرحمن ، فقضمته ثمّ مضغته فأعطته رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فاستنّ به وبين يديه ركوة فيها ماء ، فيمسح بها وجهه ويقول: (( لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ))
ا.هـ
اللهم هوّن علينا سكرات الموت ، واجعل آخر كلامنا من الدنيا كلمة التوحيد : لا إله إلا الله ..
سبحان الله ردّك نسخة طبق الأصل من ردّ لحظة .. لكنه مع ذلك دعاء بالبركة ..
فهل يضير تكرار االدعاء بالبركة ؟
بالتأكيد لا ..
فزيدوني بارك الله فيكم دعاء لي ولأمي بالرحمة والمغفرة ..
مرحبا بك أخي الكريمة ..
مررتِ فشرفتُ بذلك ..
وأنا أثني مناك .. ومازلنا ننتظر النتائج ..
وأما الأهداف .. فالحمد لله أنا متفائل أنّه تحقق من أهدافها الكثير والكثير .. ويكفي من ذلك ما استفدته من رسائل لعلّك قرأتيها من المعرّف الرديف ..
أي فائدة ترجى من المنتديات إذا كنت تراني أخطأت بما لا يحتمل الصواب ثم فضّلت السكوت ؟!!
* موضوع صالح للنقاش وددت لو أجد الوقت لتفصيله في هذا المنتدى تحديدا ، لكن ،،، انتهى المسموح به من حرف التوقيع