[align=center]
نتابع .. من أمسية .. للكون دستور ....
تضافر النواميس وتعطيلها وعكسها
أولاً : تضافر النواميس
:
النواميس لاتعمل منفردة بل تتضافر معاً وتتآزر لديمومة الحياة واستمراريتها ولنأخذ مثلاً لذلك :
تنزيل الغيث
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) لقمان 34
ويمكننا النظر الى القدرة التي تحكم نزول الغيث من ناحيتين أساسيتين هما :
الخلق من العدم :
1- خلق أسطح مائية هائلة بالنسبة لما يحدها من أرض يابسة .
2- إيجاد مصدر حراري هائل ( الشمس ) لتسخين المساحات المائية فيتم تبخير كميات مناسبة من بخار الماء.
3- تحريك الكتل الهوائية على هيئة رياح تبعد الطبقات الجوية ، بعد تشبعها بالبخار عن الأسطح المائية ليحل محلها هواء جاف نسبياً كي يأخذ نصيبة من البخار المتصاعد ، وجعل دوران الأرض حول الشمس لتوزيع الحرارة على مساحات مختلفة.
4- إيجاد أعداد هائلة من نويات التكاثف السابحة في جو الارض لها القدرة على إجتذاب جزيئات الماء وحملها على التماسك في صور قطرات مائية .
إيداع الناموس في الأشياء وهي في مسألة تنزيل الغيث :
1- ناموس الإستجابة ويتمثل في إستجابة المياة بتركها لأجزاء منها لتنفصل وتتحرر على هيئة بخار بفعل الشمس ، ولوشاء سبحانه لجعلها صامدة لاتتأثر بالحرارة .
2- ناموس فروق الكثافة والذي يتسبب في إرتفاع بخار الماء في الجو لأعلى ، فوزن حجم البخار أقل من وزن الهواء الجاف ، ولذا يرتفع بخار الماء الخفيف الى طبقات الجو العليا ، ولو شاء الله لجعله أثقل من الهواء .
3- ناموس الجاذبية الذي يعمل على محاولة لإسقاط قطيرا الماء الى سطح الأرض .
ثانياً : تعطيل النواميس
1- عرش بلقيس :
فقد توقف ناموس السرعة القصوى الذي لايجيز لأي جسم مادي أن يتحرك بسرعة الضوء وإلاَ تحول الى طاقة ، فقد تم نقل عرش بلقيس من مأرب باليمن الى فلسطين بسرعة تفوق سرعة الضوء ، قال تعالى :
(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) النمل 40 وهكذا
أستقر العرش بعد أن تم نقله من غير ان يتحول الى طاقة أو ان يتغير شئ من شكله أو تركيبه .. (
فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ) النمل 42 .
2-
حوت يونس :
أي كائن حي من عادته ال يتوقف عن هضم الطعام ، لكن العناية الإلهية تدخلت وعطلت ناموس الإنقباض في بطن الحوت ، فلبث سيدنا يونس في بطن الحوت 3 أيام بلياليها في تسبيح دائم .. والحوت صائم ...! (
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 139 إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ 140 فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ 141 فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ 142 فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ 143 لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 144 ) الصافات 139 – 144 وبعدها جاء الأمر الإلهي بالفرج : ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ 145 وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ 146 وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ 147 فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) الصافات 145 – 148
3-
إحياء العزير بعد إماتته :
فالميت لايحيا في الدنيا ولكن الله أمات عزيراً وحمارة مائة عام ثم أحياهما .. قال سبحانه : (
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة 259 ..
والذي حدث أن عزيراً دخل أحد المقابر المهدمة ولما أحس بقوة الموت ووحشة الصمت وثقل الخراب أخذ يتسائل .. كيف ان الله يقدر على إحياءها بعد موتها ..!!.. فلم يكد يقول كلماته هذه حتى أماته الله كما تمدد الحمار الى جوار صاحبه ومات هو الآخر من الجوع ، وكان الى جانبهما طعام العزير وشرابه ، خبز وعصير عنب ، ومرت السنين حتى بلغت مائة عام ثم أحياه الله وسأله الملك كم لبثت ..؟؟ قال يوم أو بعض يوم فرد عليه بل لبثت مائة سنه .. فأ صيب بالدهشة وعندما أمره الملك بالنظر الى طعامه وشرابة وبأنهما لم يتغيرا .. شعر بالدهشة مرة أخرى : مئة عام ولم يتغير الخبز والعصير ... فأشار له الملك أن أنظر الى حمارك .. فنظر عزير الى حماره فلم يجد غير التراب فالحمار مات من مائة عام .. قال له الملك : هل تريد أن ترى كيف يحي الله الموتى ...؟؟ .. أنظر الى الأرض الى التراب الذي كان قبلاً حمارك .. ثم نادى الملك بإذن الله عظام الحمار .. فاجابته ذراته وراحت تتسابق وتتجمع من كل ناحية .. ثم امر الملك العروق والأعصاب واللحم .. وهكذا حتى عاد الحمار كما كان لحظة موته ...!! وشاهد عزير هذه الآية الكبيرة تقع أمامه فقال : (
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .... سبحان الخالق ...!!!
4-
إسراء محمد ومعراجه فقد تعطل الزمن وتم إيقافه بأمر الله .. فمحمد صلى الله عليه وسلم إنتقل في إسرائة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد القصى بفلسطين ، (
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير1 )
ثم عرج به من صخرة بيت المقدس الى السموات العلا .. (
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى 1 مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى 2 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى 3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى 4 عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى 5 ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى 6 وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى 7 ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى 8 فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى 9 فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى 10 مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى 11 أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى 12 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13 عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى 16 مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى 17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 18 )
ويرجع الى مكانة في مكة ولم يزل فراشه ساخناً ...!!
ولايمكن مقارنة سرعة البراق الذي كان يركبه الرسول في معراجه وسرعة الضوء أو بعض منجزات التكنلوجيا المتقدمة .. فلو فرضنا أن سرعة البراق مثل سرعة الضوء .. فإنه يحتاج الى 80 الف سنة حتى يصل الى نهاية مجرتنا .. ولكي يصل الى حدود أقرب مجرة يحتاج الى أكثر من 2 مليون سنة من سنواتنا على الأرض .... وتخيل كم سنة يحتاج الى الوصول الى سدرة المنتهى وجنة المأوى .. !!!!
لقد كان صلى الله عليه وسلم يسير بالسرعة " الكنَية " أي بأمر " كن فيكون " ....!!!
ثالثاً : عكس النواميس
1- نار إبراهيم علية السلام ..
فقد إقتضت حكمة الرحمن على أن تعكس ناموس النار من الإحراق والإيلام لأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم .... (
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) الأنبياء 69 .
2-
دوران كوكب الزهرة :
هذا الكوكب الذي عبده الأغريق على انه إله الحب والجمال ، وعبده العرب في جاهليتهم وأسموه " العزى " هو الوحيد الذي لم يعرف العلماء كيفية دورانه حول نفسه ، وأفترضوا أنه يدور حول نفسه كما هي الكواكب وفي نفس الإتجاه حول الشمس ...!! .. ولكن في عام 1962 م أكتشف العلماء أن هذا الإله الكاذب .. قد خدع العرب والأغريق .. والعلماء معهم ...!! فتحت مظهره البراق واللامع يخفي حقيقة دورانه .. إنه يدور حول نفسه في إتجاه معاكس لذلك الذي تدور فيه الكواكب الأخر ... وبأن يومه يبغ 243 يوم وسنته لاتزيد عن 225 يوماً أرضياً .. أي أن يومه أكبر من سنته ....!!
[line]-[/line]
في
الأمسية الرابعة ..
(( هل نحن حقاً وحدنا ؟
سابعاً : بعض الظواهر العجيبة في الفضاء
ظاهرة عدم امكانية معرفتنا أي شئ عن " حاضر " السماء ....!! ))
عندما ننظر الى السماء فأننا دوماً ننظر الى ماضيها لا الى حاضرها .. بعض الأمثلة :
أقرب المجرات الينا مجرة " المرأة المتسلسلة " أو "الأندرو ميدا " .. تبعد عنا نحو مليوني سنة ضوئية .. وهذا يعني أن الضوء الذي يصلنا منها الآن قد صدر منذ نحو 2 مليون سنة ...!! أي أننا نراها الآن في الحالة التي كانت عليها قبل مليوني سنة .. وربما قد أرتحلت أو إنفجرت من غير أن نعلم ...!!
مثال آخر .. أغرب .. وأعجب .. أحد أشباه الكوازار يبعد عنا أكثر من 15000 مليون سنة ضوئية .. وبما أن العمر المقدر لمنظومتنا الشمسية هو 5000 مليون سنة .. فهذا يعني أنه تكون قبل أن تنشأ مجرتنا بـــ 10000 مليون سنة ...!
والحقيقة أن ماضي الأشياء ليس مقصوراً على أجرام السماء ولكنه يحدث لنا كل يوم ومع كل الأشياء ...!!
فنحن لانستطيع أن نرى الحدث إلاَ بعد أن يقع ويصبح ماضياً .. وعندما نتكلم عن الأحداث التي حدثت الآن فإن كلمة " الآن " ليست دقيقة تماماً ، لأننا نتكلم عن الحدث الذي حدث منذ برهةِ مضت .....!!
ما السبب في ذلك ..؟
السبب هو سرعة الضوء ..!!.. فعندما ننظر الى جسمِ ما على بعد عدة أمتار ، 3 أمتار مثلاً ، فأننا نراه كما كان منذ جزء من مائة مليون جزء من الثانية ، وهو الزمن اللازم كي يقطع الضوء المسافة التي تفصل بين هذا الجسم وبين أعيننا ...!! .. وهو فرق ضئيل جداً لانحسه في حياتنا العادية على الأرض ... ولكن عندما ننظر الى نجم يبعد 2 مليون سنة ضوئية فإن الفارق يصبح في غاية الوضوح والأهمية .
[line]-[/line]
سبحان الله وبحمده
؛؛ عدد خلقه ؛؛ ورضا نفسه ؛؛ وزنة عرشه ؛؛ ومداد كلماته ؛؛
؛؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
؛؛
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه[/align]