[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=right]لا أعلم أصلَ المثلِ السائر «خُذ الحكمةَ من أفواه المجانين»، وهل هو قولٌ أصاب الحقَّ أم حادَ عنه؛ إلا أنني أظن أنَّ لبعض المجانين مسرحًا للفكرِ يصل فيها الخيال إلى آمادٍ بعيدة قد تقصُر عنها عقولُ العقلاء، ولعلَّ ذلك بسبب فراغ قلب المجنون وغياب الضرورات العقليَّة عنه –والله أعلم-.
وقد تسمع من أحدهم أسئلةً عن أمور في مصير الخلائق، تدل على أنَّ في قلبه أفكارًا تدور وأوهامًا تجول ولا تقف عند حد، وقد تسقط من لسانه كليمة في هذه الشؤون تكون حكمةً تستحق الوقوف والتأمل !
ومن أخبارهم ما قاله الكاتب عباس محمود العقاد إذ يقول: «قلَّمًا مضى أسبوعٌ في أيام عملي بالصحافة اليوميَّة لم أتلق فيه خطابًا من مجنون يعرضُ عليَّ فيه بعضَ المقترحات أو يشير عليَّ ببعضِ الموضوعَات.
وأعجب ما تلقيت من ذلك ولا أزال أتلقَّاه أنَّ أحدهم تصدَّ لإصلاح الكون كله وأوحي إليه أنني مطالبٌ بكتابة مقالات ثلاث أبشِّر فيها برسالته وإلا حلَّتْ عليَّ لعنةُ الله وبطلت مهمة الإصلاح، وأنا المسؤول !!»اهـ.
اللهم احفظ عقولنَا من الخبَل، وسلوكنَا من سمتِ المجانين ![/align]
[align=center]ناصر الكاتب
ليلة: 19 / 10 / 1427هـ.[/align]