مررت على وطني لا يزال
تبلله وحشة الاحتلال ...
يلملم من صبره ما تبقى
وينحت افقا جديدا ليبقى ..
يدثر بالبرد احزانه ..
ويغسل بالصمت شطآنه
فيبدأ الاحتفال .
• * * *
وخلف المساء نشيد الرصاص
يسلي الصغار
ويفضح اسراره للكبار ..
ويذبح طعم الاغاني ..
ويسترجع الفرح المستعار ..
وكنا نصيح ..
وكان يمر القطار
ودخان يلف الطريق ..
وفجر سيصحو ..
على باب بيت عتيق
وبقايا سحر وجمال ..
ومن الخوف جفت حتى اوردة البرتقال ..
مررت على وطني لا يزال
تبلله وحشة الاحتلال
ومثل نبي تقلد تاريخه بجلال
يمر بأحزاننا شاهدا
ويجمعنا حوله والدا
ويحرثنا واحدا واحدا ..
ويزرع في كل وجه سؤال
وكان يلامس نبضي
يطمئن شمسي ..
يبارك ارضي
ولكنه كان يدري ..
فكان يصيح تعال .
واجلسني على عشبة قمح قديم
وقال:
أمثلي يؤرقك الاحتلال ؟
فقلت بلى ..
يا ايها الجبل المبتلى ..
ومضى بكبرياء منقوص
وعاد ..
يفتش عن ظله ..في بقايا البلاد
وعاد ..
فقد انكرته الدروب
واتعبه حزننا
وقد احرقت عمره اغنيات الجنوب
فخبأ اطفاله في الظلال
وعلق جبهته للنبال
وظل يصيح وحيدا
تفتح ..ولبيك يازمن الاشتعال
والقى شذاه
ففاحت بلاد مواجعها كرنفال
ولكنه لا يزال ..
تبلله وحشة الاحتلال