الكل في هذا العالم الذين يجيد التحدث مع بعضه ..
الحياة من حولنا كلها تتخاطب .. تتحـــــاور ..
وربما تتسابق وتتصارع للبقاء...
هاهي الشمس الساطعة .. تحاور الريح العاتيه .. وتحدث كلاً منهما الآخرى ..
0
0
0
قالت الريح بلغة الواثق :
أتتحدينني يا شمس ان أنزع عن ذلك الشيخ جلبابه ...
وبكل اتزان اجابت الشمس :
نعم اتحداك!!
هاجت الريح ثائرة في وجه هذا التحدي ..
واخذت تضرب الشيخ بأذنابها من هنا وهنا .. علها أن تنزع عنه رداءه ..
وكلما ازدادت الريح في قوتها ..
ازداد ذلك الشيخ تشبثاً في جلبابه ....
حنقت الريح ... ضاعفت سرعتها ....
يمنة ويسرها .. من فوقه .. ومن تحت أرجله ...
إلا أنها لم تزد الشيخ إلا تمسكاً برداءه المهتريء ..
عندها تعالت ضحكات الشمس....
فصمتت الريح .. وتراجعت بكل هدوء قائله : لم استطع .
تقدمت حينها الشمس من الشيخ ... وهمست في أذن الريح :
انظري .. كيف سأجعله ينزع رداءه ... بل ويلقي به ..
وبدأت الشمس بإرسال نسيجها الذهبي ...
وخيوطها الدافئه .. شيئاً فشيئاً ..
أحس الشيخ بالحر .. وانحدر من جبينه العرق ...
فما كان من الشيخ إلا أن قال : آآآه .. الشمس ساخنه ... لا بد من نزع الرداء ..
هذه حكاية الطبيعة .. إنها تقول :
إننا لا نستطيع السيطرة على الشخص وتسييره بالقوة ..
إنه أسلوب الضعفاء ...
إننا بقليل من الحكمة .. وشيء من الذكاء ...
يصحبه حسن خلق وابتسامة عريضه ..
نستطيع أن نغير وجه العالم .. ونقود الانسانيه ..
أننا نتستطيع بصوتنا المرتفع أن نسكت الجميع ..
ونستطيع بقوتنا أن تفرض عليهم مالا يريدون ..
إلا أن ذلك لن يكون إلا في حضورنا ..
وفي غيابنا سيفعل الجميع ما يروق له ..
إن علينا أن نستوعب الدرس من الشمس والريح ..
وأن نغير لغة الخطاب مع كل الموجودات من حولنا ..
لم لا نبدأ بالإقناع ..
خيرلنا من الضجيج الذي لايجعلنا نفعل شيئاً .. إلا أن نضع أيدينا في آذاننا ..
تحياتي للجميع ..