[justify]
حبيبتي ♥ عندما تداعبني حروفكِ ... وتنساب من بين شفتيكِ كانسياب الماء العذب ... متناغمة ... منمقة ... مرتبة ... مزخرفة بطيبِ أنفاسكِ ... عندما تنساب تلك الحروف وتداعب مسامعي ... تجدد اشتياقي ... تعانق أفراحي ... ترسم ابتسامتي ... تبدد يأسي ... تجلو همي ... تمسح أدمعي ... تنير ليلي ...
حبيبتي ♥ عندما تتهادى حروفكِ في خلوتي ... تنثر الورود ... ترسمُ التصاوير ... تجسدُ التماثيل ... تستدعي الوجوه ... تبني الجسور ... تثير عزيمتي للقاؤكِ ... تجدد طاقتي ... تبني قصور آمالي ... تحطم أسوار يأسي ...
حبيبتي ♥ عندما تنحفر حروفكِ في صفحاتي ... تكون كما قطرات الندى عندما تتجمع على الزهور ... كما حبات المطر عندما تنزل على أوراق الشجر ... كما زخات البرد عندما تضرب سطح الماء ... كما هبوب النسيم عندما تجتاح الروابي ... تنحفر حروفكِ في صفحاتي ... لترسم أهداب عينيكِ ... لتصور شفتيكِ ... ترسم عيوناً ناعسات ... طرفٍ كحيل ... وجهٍ مستدير كاستدارة البدر ... باشرقة شمس الضحى ... تلك الحروف تخضع لملامح وجهكِ باستدارته ... بإشراقتة ... خاضعةً له لما إحتواه من جمال ... وكأنها فاضت من بين نسماته ...
حبيبتي ♥ عندما تزورني حروفكِ في مناماتي ... تسدل الستائر ... تطفئ الأنوار ... توقد الشموع ... تعزف الألحان ... تعطرُ المكان ... تنساب حروفكِ في مناماتي كأنها سحابٌ يرفعني ... يحلق بي فوق روابي خضراء ... يداعب شلالات الماء ... يراقص نجوم السماء ... تحمل عيوني إلى الإبحار في كوامنكِ ... إلى الغوص في أشباهكِ ... إلى تمجيد ذكراكِ ... إلى تخليد صورتكِ ... إلى تجسيد طيفكِ ...
حبيبتي ♥ عندما تنبعث حروفكِ في ذاكرتي ... وتتناثر بين عينيّ كتناثر الدرر ... وتعبق في أنفاسي كما عبيق العنبر ... وتجتاح مخيلتي كقوس قزح ... لتصنع كلمات أشبه بالعقد ... عقد زمرد وألماس ... متلألأة كلألأ المحار ... بارقة كبرق الغمام ... عندها تهم روحي لمعانقتكِ ... تسارع بالرحيل إليكِ ... تسابق الخطوات بحث عنكِ ... تنسابُ مع الرياح حتى تتلذذ بمسامرتكِ ... روحي المحتاجة إليكِ المتعلقة بحروفكِ العاشقة همسكِ ...
حبيبتي ♥ عندما تصلني حروفكِ في أول نهاري ... تكون كما حكم البراءة للمسجون ... كما تذكرة العودة للمغترب ... كما الأمطار للصحاري ... كما النور للمستوحش ... حروفكِ حبيبتي ... زادي الذي يسير عظامي ... فلا أعدمني الله هذه الحروف ...[/justify]
العرض الشجري