[align=center][align=right] نادية صالح العودة
* زوجة الشهيد طلال المانع _ عنيزة
اين أبي!
ماذا أقول لك ياولدي..؟!
وكيف أرد على سؤالك..!
من أين لسنواتك الخمس أن تدرك الأمر..
وكيف لعينيك البريئتين ان ترى الواقع المر المؤلم..
بابا لم يعد معنا..
مات أبوك يانواف .. مات أبوك ؟1
لم يعد هنا لكي يأخذك في حضنه لتحتمي به من الخوف والحزن والمرض ..لم يعد موجوداً لكي يشاركك لعبك ونزهاتك..
لم يعد هنا لكي ينبهك إلى الخطأ ويدلك على الصواب ..
كفكف دموعك بني .. لملم جراحك يا صغيري .. واكتم عبراتك .. فواقع اليوم مر ومؤلم..
غداً عندما تكبر سوف تفهم .. سوف تعرف .. والأهم أنك سوف تفتخر ..
أبوك شهيد يابني .. مات في ميدان العز والشرف
دافع عنك .. وعن ملايين الأطفال مثلك ..
كان يسهر على حمايتك وحماية أبناء وطنك ..
كان يرابط لكي يذود عن حياض الوطن الغالي ..
ألغام التخلف .. وقنابل الغدر..وصواريخ الظلم..نعم يابني قتلوه
قتلوا أباك..
وهاهو يشع نوراً في سماء العز والشرف..
كان يريدك أن تعتز به وأن تفتخر باسمه وأي اعتزاز يا بني ..
فأبوك كان أحد سيوف الحق المسلطة على رقاب أصحاب الفكر الضال وأهل البغي والظلم والعدوان..
أفخر يا نواف .. والدك أقسم على نفسه وأبر قسمه ..
أقسم أن يعيش شجاعاً كريماً .. وكم تمنى أن يموت بطلاً شهيداً ( أنا نواف طلال المانع ابن الشهيد البطل ) ماأجملها حين أسمعك ترددها ..
دون أن تدرك معناها .. وغداً عندما تكبر ستقولها وكذلك عزة وشموخ بإذن الله ..
( لما أكبر أبي أصير عسكري زي بابا وأضرب الحرامية )
بفضل الله ثم بفضل جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن مثل والدك ستكبر بإذن الله دون وجود هؤلاء الأوغاد..
فجر يا بنتي .. لم تري أباك .. ولم يرك .. كان ينتظر قدومك بفارغ الصبر وكنت وقتها أقول كم أنت محظوظة بهذا الأب ..
فجر يا بنتي لاتحزني .. فأنت لم تشهدي فرحته بك .. ولم تنعمي يوماً بحنانه ..
فقد مات قبل أن ترى عيناك النور..
ولكنه أعطاك أعظم هدية.. آهداك عقد الفخر .. وهامة العز والشرف
نواف .. فجر .. احمد الله على نعمة انتمائنا لهذا الوطن المعطاء ..
وطن يقدر أبناءه المخلصين .. ويشكر جهودهم .. ويضمد جراحهم فكل أنسان مخلص في هذا الوطن هو بمثابة أب لكم..
أعدك ياوطني أن أربي ابني على مامات أبوه عليه..
أعدك ياوطني أن يكون فارساً في صحراء البطولة وقائداً في ميدان الإخلاص والعز والشرف .. بإذن الله.
وطني الحبيبي دمت عزيزاً شامخاً .. وآمناً رغم أنف الحاقدين.
[/align][/align]