قبل أشهر
وصلني نعي إحداهن
كانت مجرد صديقة إلكترونية
من أحد الدول العربية
عبر صفحات الفيس بوك
وحتى الآن لا أعلم حقيقة وصحة خبر نعيها
ولكن كل ما أعرفه
أني أجهشت بالبكاء يخالطه دعواتي حتى أصبحت
وكأني فقدت قريبا لي
رغم أني لم أكن أعرف منها سوى اسما وأحرفا كانت تسطرتها
وهاهو محور حديثنا
إنها تلك الأحرف
عرفتها من خلال حرفها البسيط جدا
كانت تملك قلما مبتدأ جدا
لا يتقن من الفصحى الكثير
مليئا بالأخطاء الإملائية
ولكنها مليئة بكل من هو صواب وصحيح
كانت دائما تكتب لنا عن كل ما يجول بخاطرها
وعن أي خطأ تجده سواء ديني أو اجتماعي أو تربوي
بذاك الأسلوب العامي والبدائي
لم يخجلها ضعف أسلوبها
واعوجاج حرفها الذي استقام لصحة وقوة المعنى والهدف المنشود
بل كان حرفها يفعل الأفاعيل في قلوبنا
وله وقع أقوى من الصواعق
فقط لأنها وببساطة
أمسكت بقلمها
وجعلت منه متحدثا رسميا لقلبها
فما كان من القلب حتما ولابد أن يصل إلى القلوب
بينما وجدت ع تلك الصفحات
من يجيد حرفنة الحروف وصياغتها
حتى تشك وكأنه قد رافق أرسطو وأمثاله حقبة من الزمن
وتجد منه التكلف والتصنع
لدرجة أنك لا تشتهي أن تختم قراءة حرفه
وكأنه يريد بذلك (يعني إني مثقف وفيسلوف)
وقد تجد أنه حتى هو لا يفقه مصطلحاته وكلماته
لذا أيها الأحبه
أنا أثق تماما أن هنالك من هم بيننا يمتلكون كما هائلا من الأفكار والإبداعات والطرق المنهجية والتربوية التصحيحية
لكل ما هو ينتمي لواقعنا
ولكنه يرى أنه لا يملك الأسلوب والمقومات التي تدفعه للكتابة عنها
ظنا منه أن الأقلام لا يمتلكها سوى أولئك المثقفون المنمقون
بينما الحقيقة والواقع يقولان عكس ذلك
فالقلم ملكا للجميع
ولرب كلمة من قلم بسيط خرجت من قلب صادق
بلغت أفاقا مالم تبلغه معلقات من كلمات أحد أولئك
ولربما كانت مفتاحا لخير ومغلاقا لشر
لذا (وبكل بساطة )
ليمسك جميعكم بمحبرة (كيبورده) ويسن أصابعه
ليرسم لنا أجمل لوحة قلبية تخالج ذاته
حتى وإن لم تتجاوز تلك اللوحة بضعا من الكلمات
وقليل من السطور
يكفي أنك تكتب لتفيد
ولا تقل أن ذاك الموضوع قد كتب عنه الكثيرين
ولا يمكن أكتب عنه
لربما من خواطرك وحروفك يجعل الله لها قبولا مالم يجعله بأحرف الأخرين
فاكتبوا ولا تتوقفوا
. . .
لم أكتب هذا الموضوع
إلا بعدما رأيت عددا من المواضيع هاهنا
يميزها البساطة والكثير من قناعة الحروف
فوصلت قلبي وأحببتها كثيرا
واستفدت منها الكثير والكثير
فجزى الله كتابها خير الجزاء وزادهم من خيراته وفضله
العرض الشجري