تبذل البلديات في معظم الدول المتحضرة مبالغ طائلة على التخطيط السليم لمواجهة وتوقع أي مشكلة مستقبلية...ومن الأمور التي تستحوذ على الكثير من الاهتمام لدى مخططي البلديات هي توفير مواقف سيارات كافية خصوصاً في منطقة وسط المدينة والتي دائماً ما تعاني من مشكلة بهذا الخصوص. وسأستعرض معكم كيف أن أمراً مهماً للغاية كتوفير مواقف للسيارات تم تجاهله في بريدة وفي معظم مدن المملكة كذلك مما مكّن من صنع مشكلة قابلة للتفاقم ومن نتاج أيدينا. وسأستعرض معكم فيما يلي كيف تعمل هذه المشكلة في بريدة وفي شارع الخبيب على وجه التحديد:
عندما تسير في شارع الخبيب متجهاً جنوباً مروراً بمبنى البلدية فإنك ستلاحظ مشكلة مواقف مزمنة في المحلات التي على اليسار: حلويات الأرياف ومحلات قطع الغيار وهذه بنظري تعود لعدم وجود نظام يحدد عدد المواقف الكافية المطلوبة بحسب النشاط، فمحل حلويات ناجح جداً كحلويات الأرياف لابد له من توفير مواقف كافية أو نقل المحل إلى مكان أوسع، ولا يكتفى بتوسيع المحل من الداخل. أقول هذا الكلام وانا اعلم جيداً نشاط صاحب المحل الاجتماعي ودعمه للمدينة، وتوفيره لخدمة توصيل الطلبات وفتح فرع وحيد في شمال المدينة، ولكن هذا لايكفي بنظري. ونفس الكلام ينطبق على محلات قطع الغيار المجاورة.
وعندما تكمل سيرك ستفاجأ بأكبر مبنيين في المدينة دون مواقف كافية، فعمارة العويضة وبمكاتبها الكثيرة ومواقف قليلة في الخلف مع أنه من المفروض توفير مواقف أرضية لمبنى مكون من 11 طابق!!! وبنك الرياض على اليسار يشمله نفس الانتقاد با وأشد حيث أن البنك لم يوفر سوى مواقف الشارع نفسه. وأنا هنا لا ألوم البنك فقط ولكن ألوم مؤسسة النقد السعودي والتي لم تلزم البنوك السعودية بتوفير مواقف ليس فقط للعملاء بل للموظفين كذلك وأبشع مثال على ذلك هو بنك الراجحي فرع الصفراء.
وعندما تسير قليلاً ستجد نفس المشكلة ولكن من محلات مختلفة في هذه المرة: محلات زينة السيارت والتي جعلت من طرف شارع مهم ومزدحم ميداناً لتزيين وتظليل السيارات، وكأنه لا يمكن عمل ذلك إلا في هذه البقعة، هذا بالاضافة إلى مشاركة تلك المحلات في توسيخ الشارع ةيمنك التحقق من ذلك بعد منتصف ليل كل يوم!!!.
ونكمل المسير ونفاجأ بأكبر شركات الشحن الدولي Fed Ex , DHL وغيرها وقد افتتحت محلات صغيرة وقذرة في وسط البلد دون توفير مواقف ليس لعملائها فحسب بل لسياراتها والتي دائماّ ما تملأ المواقف المقابلة لها.
وبنطبق ما قلناه سابقاً على جميع البنوك الأخرى التي لها فروع هناك خصوصاً فرع الراجحي للتحويل لاته دائماّ ما يكون مزدحماّ بالوافدين للتحويل وسياراتهم تملأ المواقف المجاورة.
وبنتهي كابوس مواقف السيارات قبل الإشارة على اليسار حيث تستغرب من عدة شركات لتأجير السيارات وقد احتلت سياراتها جميع المواقف هناك ويشكل مزعج وكأنه لابد من ركن السيارة أمام كل محل.
ختاماً: المشكلة بنظري كبيرة ومؤرقة وتحتاج إلى شجاعة من البلديات والمديريات البلدية عن طريق الوزارة لوضع نظام للمواقف حسب نشاط كل منشأة خصوصاً البنوك والمستوصفات الأهلية، والشقق المفروشة والجوامع ومطاعم العائلات والمدارس وغيرها. مارأيكم؟؟؟
العرض الشجري