[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align][/align]
[align=justify]كان أكرم حلف وأفضله في العرب في الجاهلية ، وسببه أن رجلاً من قبيلة ( زٌبيد ) باليمن قدم مكة ببضاعة ، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي وأبى أن يعطيه حقه ، فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف : عبدالدار ، ومخزوماً ، وجٌمحاً ، وسهماً ، وعدي بن كعب ، فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه ، فلما رأى الزبيدي الشر صعد على جبل أبي قٌبيس عند طلوع الشمس ، وقريش في أنديتهم حول الكعبة ، فاستصرخهم لرد ظلامته قائلاً :
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ********** ببطن مكة نائي الدار والنفر
إن الحرام لمن تمت كرامته ********** ولا حرام لثوب الفاجر الغَدر
فقام الزبير بن عبدالمطلب فقال : ما لهذا مترك . فاجتمعت بنو هاشم ، وزهرة ، وبنو تَيم بن مرة في دار عبدالله بن جٌدعان ، فصنع لهم طعاماً ، وتحالفوا في شهر حرام ، وهو ذو القعدة ، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكونن يداً واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يرد إليه حقه ما بلّ بحر صوفة ، ومابقي جبلا ثبير وحراء مكانهما .
فسمت قريش هذا الحلف (( حلف الفضول )) قالوا : لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ، ثم مشوا إلى العاص بن وائل ، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي ، فدفعوها إليه .
وقيل إنما سمي حلف الفضول لأنه أشبه حلفاً تحالفته جرهم على هذا : من نصر المظلوم وردع الظالم ، وكان دعي إليه ثلاثة من أشرافهم اسم كل واحد منهم ( فضل ) وهم : الفضل بن فضالة ، والفضل بن وداعة ، والفضل بن الحارث ، فيما قال ابن قتيبة ، وقال غيره : الفضل بن شراعه والفضل بن بضاعة ، والفضل بن قضاعة .
وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف الذي رفعوا به منار الحق ، وهدموا صرح الظلم ، وهو يعتبر من مفاخر العرب وعرفانهم لحقوق الإنسان ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لقد شهدت بدار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت ))
من كتاب ( السيرة النبوية ) للدكتور / محمد بن محمد أبو شهبه .[/align]