بسم الله الرحمن الرحيم
مضيفة في الخطوط السعودية تـُسلم لقراءة حصن المسلم وتستقيل بسبب الاختلاط .
أيها الأحبة . السلام عليكم إخوتي ورحمته وبركاته ؛؛
يخبرني أحد الأخوة العاملين في الخطوط السعودية بأن مضيفة فلبينية أسلمت في الجو على بعد آلاف الأقدام من الأرض ، وذلك بعد قراءتها لترجمة كتيب " حصن المسلم " الذي يشتمل على " الأذكار " ، وسبب إسلامها أنها قرأت ترجمة لحديث : ( سيد الاستغفار ) حيث أجهشت بالبكاء بعد أن قرأت ترجمة الحديث ..
ويقول محدثي : بأن المرأة قالت بأنها تريد في إسلامها أن تكون من نوع أولئك النساء المسلمات المتسترات بالكامل ، ثم بعد أيام سمعنا بأنها استقالت من العمل وتزوجت من فلبيني مسلم وعادت إلى بلدها ، وسبب استقالتها من العمل أنه يتنافى مع روح الإسلام ، وذلك لما في هذا العمل من اختلاط وسفر مع أجانب عنها يؤدي لارتكاب الفواحش التي حرّمها الإسلام . انتهى .
قلت : أولاً الحمد لله الذي هداها وأنقذها من النار ونسأل الله أن يثبتها ، وثانياً : والله ما استقالت هذه المرأة _ _ وتركت لقمة عيشها مع حاجتها لها إلا لصدق توبتها نحسبها كذلك ، وفوراً علمت بالفطرة السليمة والدين الخالص أن هذا الاختلاط حرام في الإسلام ، وهي التي عايشت هذا الاختلاط قبل إسلامها فعلمت يقيناً بأنه يؤدي لارتكاب الفواحش ...
ولي وقفة مع هذا الحديث الذي أسلمت المرأة بسببه وهي على بعد آلاف الأقدام عن الأرض : ( سيد الاستغفار ) ..
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت : اعتراف وتصديق وإيمان بالله الرب الخالق جلّ جلاله وحده لا شريك له .
خلقتني وأنا عبدك : إحالة سبب وجودك لموجدك سبحانه والخضوع له بالعبودية المطلقة .
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت : هنا عقد مبرم بينك وبين الله ، وهذا العهد هو ما جاء في الآية الكريمة قال اللهتعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْوَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَاأَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )
وهي الأمانة التي عرضها الله على مخلوقاته بأن جزائها الجنة فرفضتها السموات و الأرض والجبال وقبلها الإنسان طمعاً بالجنة ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِفَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُإِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) (72) سورة الأحزاب
ولهذا يقول الموحد في هذا الاستغفار العظيم : وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت ، أي أبذل وسعي واستطاعتي للثبات على هذا العهد معك يا ربي وهذه الأمانة التي حملتني إياها ..
أعوذ بك من شر ما صنعت : ألوذ بجوارك يا ربي وأتبرأ من فعلي وكل صنيعي السيئ الذي مضى ..
أبوء لك بنعمتك علي : أي أعترف لك بنعمك التي أنعمتها عليّ من الخلق والصحة والعافية والرزق والهداية والخير ..
وأبوء لك بذنبي : وبعد أن ذكر وشكر نعم الله النازلة عليه ، يتذكر المؤمن الصادق هنا ذنوبها الصاعدة على مولاه فيعترف لربه بذنوبه منكسراً لمولاه ..
فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت : جاء في الحديث الصحيح (العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه ) .
وسمي هذا الدعاء ( بسيد الاستغفار ) وفضله عظيم جداً جاء كما في رواية البخاري في صحيحه ( من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )
وموقناً بها : أي خاشعٌ به لله ، وحاضرٌ فكره في معناه ..
نسأل الله أن يهدينا جميعاً ، ويثبّتنا على الحق ، ويحرّمنا على النار فهي شرّ محذور ، ويرزقنا الجنة فهي خير مطلوب . اللهم أهد ضال المسلمين ، اللهم ردهم إليك رداً جميلا ، اللهم أهدنا ووالدينا وإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا وحبب إلينا وإليهم الإيمان و زينه في قلوينا ، وكرّه إلينا وإليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا وإياهم من الراشدين و المهتدين ، اللهم ومن أرادنا وأرادهم بشر أو أذى أو فسق أو انحلال فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره وفرق شمله وحكمه . اللهم أنت عضدنا وأنت نصيرنا ومولانا لا مولى لنا سواك اللهم اكفنا شر المنافقين بما شئت ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
[align=center]
منقوول[/align]