أتذكر
منذ طفولتي
كانت غرفتي بلون البحر
وكنت أستعيد كل ما أريده في لحظه
حال أريد
أمزج به موج البحر
وضوء القمر
وحدي
أفتح النوافذ
فيأتي البحر
ويأتي القمر
وتأتي النسائم
حتى ستائري كانت تصدق مجيئهم
فترتعش وتزفر الهواء من رئتيها الشفيفة
أنا اليوم
أستعيد وحشة الطفلة فيّ
غموض حزنها
وكتمانها لشكوى لا تعرف كيف تقرأها
ولألم عميق في صدرها لاتعرف مصدره
الآن كبرت وكبرت و.....
وصرت أعرف جهة واحدة على الأقل
أكيدة يأتي منها الحزن
قبالة ذاكرتي معك
يا (.........)
أشعر بالبرد قارسا في دواخلي
فأتغطى بك
وحين تدفئ مشاعري بك
أشعر بأنك صرت تعرف
فأرفعك عني
وأتظاهر لوهمك بأني لا أهتم لك
أشعر بالبرد الآن
هل يمكنني أن أستعيدك الليلة فقط ؟!!
لأجلسك على مقعدي الأبيض الصغير بجوار النافذة
وأسألك
لماذا زرعنا ورود كثيرة في شرفاتنا
وأتانا الصباح بها حقول من الشوك ؟!!
لماذا ذهبنا لقراءة الشعر
وعدنا لنجد غزاة في مراقد أرواحنا
يأكلون ما أدخرنا لليال الشتاء ؟!!
لماذا أنت موغلا في الأختلاف عن فارسي
ومع ذاك أحبك
مشلولة كل أنحائي معك
لن أستطيع أن أفعل شيء تجاهك
سوى أنتظار معجزة
تحولني من تمثال داخل دائرة سطوتك
لأمرأة تقاتلك فيها
لن تجلسك على مقعدك ذاك
قرب الأباجورة
قرب السرير
قرب النافذة
قرب القمر
لن تترك لك ان تجوس ببصرك المتعب غرفتها
وتدق وتد في سقف الغرفة
تعلق به حبل قاس
تربط به ملامح كونها معك
وتغير لك العالم
بل ستسرع خلفك تمحو الأثر
وتغير الشراشف
ولون سقف الغرفة
* * *
12/2/2020
الساعة 9:47 مساء
الخُبر