العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > مدونـــــات الأعضـــــاء

الملاحظات

مدونـــــات الأعضـــــاء موقعك الشخصي .. تدون فيه خواطرك وما يدور في بالك ..

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 17-02-09, 11:41 pm   رقم المشاركة : 1
oldman
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية oldman





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : oldman غير متواجد حالياً
للكون إلاهـ .. قراءة في كتاب الله المنظور


السلام عليكم

أولاً أنا خويكم سلمان اللي كوكتيلي هذاااااك>>>
اعجبني التقديم لهذا الكتاب الذي لم اقتنيه بعد وإن شاء الله سأبحث عنه رغم ان صاحب التقديم لهذا الكتاب وهو ابووافي من منتدى خاص بالاسهم المهم خوينا يقول انه بحث عن هذا الكتاب ولم يجده في الرياض في جميع المكتبات وانا سأبحث عنه واللي يلقاه يخبرني أين وجده ....

بسم الله نبدأ

قبل .. أشهر .. قليلة .. وبالتحديد في شهر رمضان الكريم .. شاهدت .. حلقات برنامج .. " قذائف " .. من خلال قناة الرايه .. والذي كان يقدمه .. الدكتور محمد العوضي .. جزاه الله خيراً .. وكانت بداية مشاهدتي لتلك الحلقات .. متأخرة بعض الشئ .. وبدايتها .. كانت مع .. الدكتور واستاذ علم الطبيعة .. صبري الدمرداش ... الذي أذهلني .. بعلمه .. وسعة إطلاعه .. وأسلوب تقديمه للمعلومه .. وماشدَني .. أكثر ..للمتابعة .. هو تفسير آيات القرآن الكريم .. وإثباتها علمياً .. وحسب ماسمعت .. منه .. أن هناك .. أكثر .. من .. 1200 .. آيه .. أو معجزة قرآنيه .. ثبت .. صحتها ..وستجدون على الرابط التالي .. تلك الحلقات .. وفيها .. أيضاً .. تقديم .. وتعريف بالمؤلف :




وخلال أحدى الحلقات .. عرض .. الدكتور .. صبري الدمرداش ..كتابه .. ومؤلفه ... الرائع .. " للكون .. إله .. " .. وهو فراءة في كتاب الله المنظور .. بحثت .. في شهر شوال عن الكتاب .. في مكتبة جرير .. والعبيكان .. ولم أجده .. وبالصدفة .. وفي أول يوم .. في إجازة الحج .. وجدته .. في أحد المكتبات ..الصغيرة .. وحتى الآن .. لم أنتهِ .. من قراءته ...!!

للكون إله .. كتاب .. ممتع .. سأحاول .. بمشيئة الله .. عرض .. ملخص .. للكتاب .. ومحتواه .......!!

********************************

الكتاب .. : للكون إله .. قراءة في كتاب الله المنظور
المؤلف : الدكتور صبري الدمرداش .. أستاذ علم الطبيعة بجامعة الكويت
يقع الكتاب في 660 صفحة .. مجلده ..

تمهيد :
يأخذك الكتاب في رحلةٍ مع عائلة مكونة من أبٍ عالم وأم معلمّة فيزياء وولد طالب في كلية العلوم وبنت في كلية الآداب وخالهما أستاذ الشريعة ، في خمس أمسيات يناقشون فيها كل ما تريد معرفته عن الأرض والشمس والقمر والكواكب والمجرات والشهب والنيازك والنجوم وغيرها الكثير جدًا.
وذلك باستخدام الدين والعلم والفلسفة والمنطق ، وتبيان أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
يخصص الكاتب الأمسية الأولى : جولة في السماء الدنيا
لمناقشة الأرض والقمر والشمس والكواكب في المنظومة الشمسية .
في الأمسية الثانية : باتوراما الكون
عن النجوم والمجرات والثقوب السود والكون بأكمله. كما يتم التطرق في حديث شيَق خلال هذه الأمسية إلى نهاية الكون والأحداث الكونية لاقتراب يوم القيامة.
أما الأمسية الثالثة : للكون دستور
فتتعلق بنواميس الكون كالجاذبية والحرارة والحركة والضوء والنظام والنسبية.
وأما الأمسية الرابعة : هل نحن حقاً وحدنا
فيتم الحديث فيها عن إمكانية الحياة في الكواكب والمجرات الأخرى ووسائل الاتصال بسكان الكواكب والصعوبات التي تحول دون الاتصال بسكان الحضارات الأخرى وبعض الظواهر العجيبة في الفضاء والأطباق الطائرة وغيرها.
وفي الأمسية الخامسة: الله خالق الكون ومبدعه
يختص الحديث بالله عز وجل ونظرة العلماء والفلاسفة له، في نقاش يهدف إلى إقناع شخصٍ حائر بوجود الله

*********************************


مقدمة :

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
وبعد ...
لم هذا الكتاب ؟:
ولعت منذ حداثتي بمطالعة ذلك الكتاب المنظور فقد كنت ولا أزال دائم أتأمل في هذا الكون الغريب العجيب ودائم النظر في كتب علم الفلك .
كم كان يهزني أن أعلم أن بمجرتنا وحدها مالا يقل عن مائة ألف مليون شمس! وأن بالكون أكثر من بليوني مجرة ..!
كما كان يهزني أن أعلم أن شمسنا قدر أرضنا بنحو مليون وثلاثمائة وعشرون ألف مرة حجما ونحو ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ألف مرة وزنا ..! وأنا الذي حسبت في طفولتي أن قريتنا بريف مصر هي أكبر مافي الوجود.. ! ..نعم أرى القمر وأرى الشمس ولكن كم يبلغان كما أبصرهما بالنسبة لقريتنا حجما ووزنا ..؟!
كما كان يهزني أن أعلم أن بعض الشموس تكبرشمسنا في الحجم والوزن بملايين المرات ..! وأنا الذي حسبت في صباي أن شمسنا الوحيدة في الكون.. !. كما كنت أرتعد من حرارات النجوم التي تستعر في بواطنها إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية ..! .. كما كنت أتوه في المسافات الرهيبة بينها والتي تقصر السنين الضو ئية عن قياسها فلجأوا إلى مايسمى الفراسخ الفلكية!.
وأما عن الأعمار عمر الأرض وعمر الشمس وعمر المجرة فكنت أبحر في بحر من ماض ليس له قرار ناهيك عن عمر الكون الذي يبلغ سبعة عشر ألف مليون من السنين فأصاب بالدوار .
وأما عن كيف تنتظم كل هذه ((العظمة))في وحدة تجمعها وكل لا يرفض أيا منها فلم يكن دواراعاديا ينتابني بل كان أكبر دوار ...
ورحت من داخلي أتساءل : من أوجد كل هذا ؟ .. ولم .. ؟ .. وكيف ..؟ .. وبكل ما في قواميس اللغة من علامات للاستفهام .. كيف السماء رفعت .. ؟ .. والأرض سطحت ؟ .. والجبال نصبت؟ .. والخلائق خلقت ؟ .. علمني معلمي في الدروس الأولى من العلوم والجغرافيا أن الأرض تدور ورفضت هذا الدوران طفلا فما أشاهد غير ما يقولون! .
رفضته في نفسي وإن كنت أعترف به بالطبع وأزكيه في أوراق الامتحان ! ... .واحترت راشدا فيما رفضته طفلا :
كيف تدور الأرض حول نفسها وحول أمها الشمس وحول جدتها المجرة ومع الجدة حول نفسها وفي سبحها فالمجرة هي الأخرى سابحة وكل ما في الكون سابح ... ورحت أسأل عن السكون بل وأفتش عنه تفتيشا علي أجده في ذلك الكتاب المنظور كله من ذراته إلى مجراته .... وعلمت أن الحركة طاقة فراح عقلي يسأل : ومن أين هذه الطاقة ؟
من الذي يمد كل هذه ((العظمة)) بعظمة أكثر فتسيرها وليس أي تسيير وإنما في خطوط مرسومة ومدارات مقسومة وآجال معلومة !
وأذهلني الدقة الهائلة التي تعمل بها كل تلك العظمة وكيف أن الأرض مثلا في دورانها حول نفسها تعتبر من أدق الساعات التي يعرفها الإنسان حتى الساعات الذرية فلا يتجاوزتأخيرها ستة أجزاء من مائة مليون جزء من الثانية الواحدة في اليوم الواحد!.
كما رحت أتساءل :إذا كان المجرات تتدافع عن بعضها بسرعات يكاد يكون بعضها لنصف سرعة الضوء أقرب فإلى أين ؟ .. وإلى متى ؟
وراح عقلي يشطح كثيرا فتجاوز صفحات الكتاب المنظور كله ليسأل عما وراءه أي بعد أن تنتهي المادة والطاقة كل المادة والطاقة فماذا بعد ..؟
كما راح يشطح أكثر وأكثر : هل هو يا ترى كونا واحدا أم أكوان ؟ما المانع ؟ ولم لا ؟!.. ألف سؤال وسؤال...
ولكن السؤال الكبير كان دائما هو الذي يبدأ بأداة الاستفهام : ((من)) من وراء كل هذا ؟ وقالت لي نفسي واحد من اثنين : إما أن يكون ((كل هذا)) أوجد نفسه وسير نفسه بنفسه وإما أن يكون هناك موجد له ومسير .
ورفضت عقلا وقلبا الاحتمال الأول لأسباب لا تخفى على كل بديهة صافية وفطرة سوية الموجد والمسير جزء من تلك العظمة ؟ووجدتني أرفض مرة أخرى وعلى الفور أن يكون كذلك فهو يجب أن يكون أعظم كما لا يجب أن يكون جزءا منها بحال وإلا احتاج هو الآخر إلى موجد له ومسير ورفضت للمرة الثالثة تسلسل الموجدين والمسيرين فلا بد أن يكون موجدا ومسيرا واحدا.
وفي كتابي هذا رحت أبحث من خلال قراءتي في الكتاب المنظور عن ذلك الموجد والمسير .
التقدم المادي .. ذلك ((الإله)) المهم :
وبدل أن يحاول بعض الناس خصوصا في عصرنا ..إدراك ذلك الـ((من)) ليعبدوه ويقدسوه فإذا بهم يعبدون ((منا))آخر.
وكان الـ((من))الجديد هو التقدم المادي ذلك التقدم وحيد الاتجاه حيث لا يرى إلا بعين واحدة ((المادة))بينما يفتقد العين الثانية((الروح))التي تبصر البعد الروحي للحياة فهو تقدم تعوزه المحبة وعلم بلا دين وتكنولوجيا لا تعرف الأخلاق وثورات بغير زعيم حكيم ... ورحت أدقق في بعض هذه الثورات :
الثورة الذرية وما وضعته في أيدي البعض من أسلحة تفتح على الإنسان ألف جهنم وجهنم حيث تكفي لتدمير الكوكب كله وكما يقال خمس مرات وفي رواية ست مع أن مرة واحدة فقط تكفي !.
كما توقفت كثيرا عند الثورة البيوتكنولوجية لأقيم مخرجاتها في سنوات عشر ناهيك عن معطياتها في القرن القادم وما قد يتلوه من قرون فأبصرتها أفرزت للبشر مفاهيم غريبة عجيبة:
أطفالا للأنابيب بنوكا للمنويات بنوكا للبويضات الأرحام المؤجرة الأم البديل الأم الجدة الرحم الاصطناعي معارض الأجنة الاستنساخ وما خفي كان أعجب مما جعل صورة الحياة في في مستقبلها غامضة ومشوبة وجعل الباقي غيم وغيب . وكل هذا إن لم يوضع في إطار الحكمة فهو تقدم أعور .
إن مشكلة إنسان هذا الزمان تكمن في جوهرها في أنه قد نمت لديه المهارة بشكل أكبرمما نمت لديه المحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) واستطاع ذلك المسخ الشائه ذو العين الواحدة وعن طريق العلم أن يبهر الناس فقد تمكن من أن يسبرأغوار المحيطات وأن يخترق أجواز الفضاء وأن يهبط على سطح القمر وأن يغزو الكواكب الأخر وأن يخرج من خلال مراكبه الفضائية خارج منظومتنا الشمسية وأن يفجر الذرة محدثا طاقة مدمرة أو منتجة.كما استطاع أن يسمع في آن ما يدور في أقصى الأرض .

وأمام هذا الاستعراض غير المسبوق للقوى المادية للغرب بمختلف جوانبها فقدنا نحن أهل الشرق ثقتنا بأنفسنا .وفي حمى الشعور بالنقص والتخلف تصور بعضنا وخصوصا الشباب من أبنائنا أن دياناتنا إن هي إلا ضرب من الخرافات المخجلة التي يجب التخلص منها لنلحق بركب التقدم وندخل في رحاب المعبد الجديد معبد العلم لنعبد الإله الموهوم الذي هو في المادة !.
وسجد بعضنا مبهورين فاقدي الوعي وقد اختلطت عليهم الوسيلة بالغاية فجعلوا من التقدم المادي غاية ونسوا أنه في الحق مجرد وسيلة .

العالم أصبح مسرحا مجنونا يهرول فيه الموتورين في اتجاه واحد نحو التقدم المادي المسيخ الدجال معبود هذا الزمان ومع الإيمان المطلق بالمادة توارى الإيمان بالله الحق وأصبحت الصورة الفلسفية لما نعيشه بمثابة غابة يتصارع فيها المخلب والناب !.
وينسى الإنسان في هذا التيه الذي أضاع فيه عمره أنه أخطأ مرة حينما تصور أن الكون بلا إله وأنه قذف به إلى الدنيا بلا نواميس تحكمه ورب يسأله . وأخطأ مرة أخرى حينما عبد التقدم المادي إلهه الذي صنعه بيديه وجعل منه مصدرا لسكينته وراحته فإذا به هو نفسه الذي يسلبه سكينة النفس وراحة البال بل إنه يصبح في نهاية الأداة التي تقصف عمره وتهد المعبد على بانيه وعلى ما فيه ومن فيه.
الدين ..علم العلوم :
وأخطأ الإنسان مرة ثالثة حينما تصور أن علوم الطبيعة من فيزيقيا وكيمياء وبيولوجيا وطب وفلك هي العلوم الحقة وأن الدين أفيون الشعوب ..ولو أنه فكر قليلا لأدراك أن هذا العلوم في الواقع علوم جزئية تبحث في الجزئيات والعلاقات والمقادير والكميات بينما الدين علم كلي يبحث في الكليات والماهيات بل هو منتهى العلم لأنه يبحث في البدايات الأولى للأشياء والنهايات المطلقة لما هو كائن والغايات النهائية للوجود والمغزى الكلي للألم والمعنى العام
للحياة .
إن علوم الطبيعة هي العلوم الصغيرة أما الدين فهو العلم الكبير الذي يشتمل في باطنه على كل العلوم .ومن ثم لا تعارض بين دين وعلم لأن الدين في ذاته منتهى العلم المشتمل بالضرورة على جميع العلوم .
والدين ضرورة لا غنى عنها لأنه هو الذي يرسم للعلوم الصغيرة غاياتها ويحدد وظائفها في إطار الحياة المثلى .إن الدين هو الذي يقيم الضمير ويوقظه ويجعله يفعل فعله وهو الذي يدلنا على أن كل العلوم غيره وسائل وليست غايات كما أن التقدم المادي وهو الذي نتاج تلك العلوم هو في ذاته وسيلة وليس غاية. والمادة ذاتها مخلوقة مثلما نحن مخلوقين وليست إلها يعبد وأنها لا تستطيع وحدها أن تمنح الإنسان سكينته وراحة باله لأنها ناقصة شأن كل مافي الكون .
والدين لا يرفض التقدم المادي ولكنه يضعه في مكانه الصحيح كوسيلة وليس غاية . والدين لا يرفض العلم بل يأمر به ويحض عليه ولكنه يعتبره مهما كان شأنه وشأؤه مجرد وسيلة للمعرفة ضمن وسائل أخرى عديدة يملكها الإنسان كالفطرة والبداهة والبصيرة .ورفض العلم ورفض الأخذ بالتقدم المادي وأسبابه سيء سوء عبادة هذا التقدم سواء بسواء.
وإننا لنجد في مشرقنا أحد إثنين:من يرفض العلم اكتفاء بالدين ومن يرفض الدين عبادة للعلم .وكلا الإثنين خطؤه فادح فهما لم يفهما المعنى الحقيقي للدين ولا المعنى الحقيقي للعلم .
القران الميمون .. !.:
والدين من منطلق أنه علم العلوم لا يرفض التقدم لأنه لا يرفض العقل كما لا يرفض الحياة .
والإسلام بالذات ينطلق من مبدأ حب الحياة الكريمة والحرص عليها ويحض على احترام العقل وعلى طلب العلم ويقدم شريعة عصرية توحد بين الروح والجسد في التئام فريد يتوازنان ويتكاملان ولا يتصارعان أو يطغيان فالإسلام لا يطلب من المؤمنين به أن يميتوا شهواتهم وإنما يدعوهم لترشيدها وصرفها مصارفها المشروعة .
ومعيار التقوى عنده ليس الانقطاع للعبادة في خلوة أو رهبانية يبتدعونها وإنما معيارها العمل فالعمل في نظره حق والعمل واجب والعمل شرف والعمل حياة. تسبيح الروح لا بد أن يقترن بعمل اليدين وسعي القدمين من أجل خير الإنسان ونفعه . والصلاة لا يكفي فيها خشوع النفس وإنما أيضا خشوع الجسد بالركوع والسجود .
وبهذا يعيد الإسلام إلى الإنسان التئامه روحا وجسدا ويعيد إليه سكينته المفقودة وراحة باله المنشودة فينتهي ذلك الصراع الأزلي بين الشهوة والعقل النقيضان كما تتوحد العاطفة مع الفكر والباطن مع الظاهر فلا نعود نرى ذلك المخادع الذي يخالف قلبه وعقله ويخالف عقله قوله ويخالف قوله فعله .
إنه كما قلنا عصر المادية ذلك الذي نعيش فيه والإسلام يقدم للإنسان باب النجاة الوحيد فهو يقدم إليه كل تراثه الروحي دون أن يكلفه أن ينزل عن شيء من تقدمه المادي . وكل ما يريده الإسلام هو أن يحقق ذلك التزاوج الناجح بين المادة والروح لتقوم مدنية جديدة مدنية ((المادروحية ))أو((الروحمادية)) إن صح التعبيران حيث لا تكون المادة مسخا معبودا وإنما تكون وسيلة لدى قلب رحيم .
وبهذا وحده يتم تحطيم المسيخ الدجال وتقوم دولة الإنسان بكل معنى تحمله كلمة إنسان .


الإيمان بالإله الحق من أوجب الضرورات:
ولا تنزل السكينة على قلب الإنسان ولا تعمر روحه بالأمن والأمان إلا بوسيلة واحدة هي الاعتقاد بأن للكون إلها كاملا قادرا عادلا وأنه هيأ للكون نواميس تحفظه وقدر كل شيء فيه بدقة بالغة وإننا إليه راجعون.وأن آلامنا وعذاباتنا في حياتنا الدنيا لن تذهب عبثا وأن الفرد منا حقيقة مطلقة وليس مجرد ترسا في آلة ومصيره التراب !.
وهذا اليقين الديني تنزل السكينة على القلب ويصل الإنسان إلى حالة من العمار الروحي والاتزان الداخلي ويشعر أنه حقيقة أقوى من الظلم بل ومن الموت والذي جرب هذا الشعور النادر يعلم أنه حالة من الاستنارة الداخلية الفعلية وليس افتعالا أواستجلابا زائفا لعزيز منه محروم .
وإنا لنعلم أمر هذا اليقين من حال نقيضه من حال كثرة الناس الذين لا يؤمنون بأن للكون إلها أو يعبدون الدجال مسيخ العصر الذري ذو المخ الإلكتروني . في مقابل حال القلة التي نزلت على قلوبها السكينة وعمرت روحها بإدراكها أن للكون إلها.إن تلك الكثرة دائما في قلق وفي حيرة لأنها لا تدري من أمرها الشامل شيئا فهي لا تدري من أين جاءت وإلى أين تسير ؟ كما أنها لا تدري أبدا وما ذا بعد؟ .


*************************************


الإله الحق ليس من هذا العالم :
انظر حولك ..
وفعل الأمر هذا موجه إليك أيها القارئ الكريم لتتأمل ثم تجيب :
هل النور أبيض ؟ ..وهل السماء زرقاء ؟ .. وهل المروج خضر ؟ .. وهل الرمال صفر ؟ .. وهل العسل حلو؟ .. وهل العلقم مر؟ .. وهل الماء السائل والجليد جامد ؟.. هل الزجاج شفاف ؟.. وهل الجدار أصم ؟ .. هل الحجارة موات ؟ .. هل النجوم التي نراها أنا وأنت في صفحة السماء في ليلة ظلماء هي موجودة فعلا ؟.
ألف هل وهل.. وباختصار :هل نحن حقا نرى الدنيا على حقيقتها ؟.
قد تجيب قارئي الكريم معترضا أو حتى رافضا .. ولكن مهلا الحديث بيننا يطول ويطول إنه سيمتد إلى ما يطاول الصفحات الستمائة ويزيد فلتكن من الآن حليما صابرا.
إننا في الحقيقة لا نرى الدنيا على حقيقتها وإن ما أشرت إليه هو ما نراه فعلا ونحسه فعلاومع ذلك فما نرى وما نحس ليس هو الحقيقة !.
فالنور مثلا ليس أبيض كما نراه بدليل أننا إذا مررناه خلال منشور زجاجي فإنه يتحلل إلى ألوانه الحقيقية السبعة : الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبفسجي .فإذا حاولنا معرفة ماهية هذه الألوان لما وجدناها ألوانا بل كانت موجات تتماثل في كل شيء إلا في طولها وترددها وتتأثر الخلايا العصبية في قاع العين بكل من تلك الموجات بطريقة مختلفة وتتولى مراكز البصر في المخ ترجمة هذا التأثر العصبي على شكل ألوان معنى هذا أن
اللون في الحقيقة لا لون له !بل هو مؤثر يفرقه المخ عن غيره بهذه الطريقة الا صطلاحية بأن يلونه . هذا عن السؤال الأول وماذا عن السؤال الأخير ؟.
إن النجوم التي نراها أنا وأنت ترصع في السماء ليلا هي في الحقيقة غير موجودة !
فمثلا قد نرى نجما يبعد عنا مائة سنة ضوئية ةنحن بالطبع لا يمكننا رؤيته إلا من خلال رسالة يرسلها لنا معلنا عن نفسه وهي ضوؤه ومن ثم فرسالته هذه تحتاج إلى مائة سنة لتصل إلى أعيننا ومن ثم فالضوء الذي نلمح النجم به هو ضوء خرج منذ مائة سنة .
إذن فنحن لا نرى حاضر النجم في الحقيقة بل نرى ماضيه أما أين النجم الآن بعد مائة سنة فلا علم لنا فربما يكون قد اختفى أو أرتحل أو حتى انفجر فحاله الآن لا يمكن أن يصلنا خبره إلا بعد مضي مائة سنة من هذا الآن ! وكم حملقنا أنا وأنت في ((شيء)) يلمع في السماء من غير أن يكون له بالمرة وجود !.
وقس على هذا الإجابات عن مختلف الأسئلة البينية المثارة آنفا فلا السماء زرقاء ولا المروج خضر ولا الرمال صفر ولا ولا...
إن عالم الظواهر حولنا قارئي الكريم عالم مخادع يتلون كالأكاذيب ويتحرك إلى زوال وكأنه الرسم على الماء أو النقش على الرمال تذروه الرياح .
إن الشمس تأفل والزهور تذبل والربيع ينتهي إلى خريف والصحة يعتريها السقم والحياة ينهيها الموت والإمبراطوريات تزدهر وتندثر والقارات يبتلعها المحيط والنجوم تزول .
ومن وراء كل ذلك إله حق وهو ليس من هذا العالم بل ((متعال ))عليه وهوالله تبارك وتعالى فلا يمكن أن يمرض مثلا أو يتعب أو يزول أو يموت ولا يصح أن نتصوره وهما مثل سائر الأشياء في كوننا هذا فهو متعال على كل ذلك .
العالم زائل والله دائم العالم متغير والله ثابت العالم حبيس الزمان والمكان والله متسام على الزمان والمكان ولتساميه على الزمان فليس له بداية أو نهاية وليس له ماض وحاضر ومستقبل وإنما هو حضور مطلق وآن مستمر وديمومة أبدية ماثلة في الغيب والشهادة على السواء وعلى الدوام ولتساميه على المكان فلا مساحة له ولا حجم ولا يقال له فوق أو تحت أو عن يمين أو عن شمال أو داخل أو خارج وهو لهذا لا يحل في بدن ولا يتحيز ولا يتجسد.
ولأنه الله الإله الحق منزه عن الزمان والمكان ومنزه عن كل نقص ومتصف بكل كمال وجمال وجلال فهو صامد وكل ما عداه يضطرب ولهذا فهو الملجأ والأمان من خضم الاضطراب تلقى النفوس إليه مراسيها كما ترسو السفن وتلقى بمراسيها إلى القاع الساكن وتستمد ثباتها من ثباته فهو الصمد الذي يصمد كل ما سواه إليه .
نحن في القيد (في الزمان والمكان ) والله في الإطلاق (الأزل والأبد) وهو اللطيف أي الخفي خفاء مطلقا حيث ظهر لنا الحق سبحانه وتعالى بصفاته وأخفى علينا ذاته ومع هذا فهو محيط بكل شيءفي حضور كامل وفي استسرار تام متناه .
لا تدركها الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو معنا أينما كنا قريبا منتهى القرب بحيث لا نراه لشدة قربه منا وهل يرى الواحد منا سواد عينيه أو حتى حامة أذنه ؟!.
وهو ((واحد)) هو الذي ينفع وهو الذي يضر.وهو الذي يضع السم في العقرب وهو نفسه الذي يصنع العطر في الزهر هو ذات الفاعل الواحد الذي يفعل كل هذه الأشياء وهو (( الظاهر)) بأفعاله و((الباطن)) بذاته.
وقد دلتنا دراستنا للكون في كل لبناته من ذراته إلى مجراته على إقامة النظام فيه وما دام هناك نظاما فلا بد أن يكون له منظم وينبغي أن يكون المنظم من غير نوعية النظام كما يجب ألا يكون جزءا من النظام نفسه بل خارجا عنه وقيما عليه .سبحانه ((ذو الجلال والإكرام)) . تعجز الحروف والكلمات وتنقطع العبارات عن بلوغ مقامه حيث هو: حيث لا حيث وعند لا عند وحيث تبهت العقول وتكف الألسن وتجف الأقلام وترفع الصحف .

الجوهر الأسمى:
كذلك دلتنا دراستنا للكون على أنه مؤلف من جواهر أربعة هي :
الزمان والمكان والمادة والطاقة .. والحق أن كل علم تجريبي لا يمكن البحث فيه إلا من خلال هذه الجواهر الأربعة أو من تداخل بعضها في بعض .والسؤال:أليس هناك جواهر سيد يهيمن على كل تلك الجواهر ؟

أو بصيغة أخرى : إذا كانت لدينا القوة الكاملة والفرصة المناسبة والرغبة الصادقة وأوتينا هذه الجواهر الأربعة
الأساسية فهل بمقدورنا أن نركب كونا مثل كوننا ؟ أم سنشعر بالعجز جميعا كبشر عن تحقيق ذلك ؟
وأننا محتاجون بالضرورة إلى جوهر خامس كي يركبه لنا ؟
وأما أن يكون هذا الجوهر الخامس موجودا فهو ما لا شك فيه وهو يختلف تماما عن كل تلك الجواهر ويسمو عليها وهو الله سبحانه.
لقاءات مع المنكرين :
كم رتب القدر لي من لقاءات معهم وعلى غير موعد.
في إحدى المرات لقيني شاب منهم في معرض الكتاب في إحدى الدول العربية في قيلولة الثانية ظهرا وأبواب المعرض لن تفتح قبل الرابعة والنصف عصرا وبادرني الحديث الذي فهمت من أول كلماته أنه شاب (ملون) فلما اعترضت على بعض ما قال من تهكمه على الإسلام والمسلمين وتقول على الدين بما ليس فيه دعاني إلى مناظرة فقبلت واشترط علي شرطا وهو ألا أحدثه بآية ولا حديث فقلت له :
لك هذا .. وكان لي عليه كذلك شرط شرط أول ما قلته له وأصررت عليه نصرني الله عليه بالضربة القاضية من قبل أن تبدأ الجولة الأولى. ماهو ذلك الشرط يا ترى ؟ ذلك ما ستستنبطه قارئي الكريم من اطلاعك على كتابنا هذا .

وأخرى قادتني ظروفي لأن أحضر محاضرة في نادي أعضاء هيئة التدريس بإحدى الجامعات العربية وبعد الخروج جمعتني الصدفة بمجموعة من الأساتذة الزملاء في أحد الأقسام المشهورة بالجدل وسألوني وسألوني على طريقتهم العلمانية وامتد بنا اللقاء حيث الله له أن يمتد .
وثالثة ورابعة .. ومن منا لم يصادفه علماني أو جاحد معاند أو حتى مجادل مكابر أو غير ذلك من أولياء الشياطين :}وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوهم {(الأنعام :121)وقد أوردنا كل أسئلة هؤلاء وهؤلاء في الأمسية الخامسة من أمسيات الكتاب ليتولى كل من العالم والفقيه تفنيدها .
والواقع أن مواقف هؤلاء المنكرين من علمانيين وملحدين إما أنها تولدت عن جهل أو جحود أو مكابرة وفي كل ظلم للنفس عظيم .
كما أن هذه المواقف المريضة لها في التاريخ جذور فقد حرمت الكنيسة في أوروبا على الإنسان في العصور الوسطى التفكير في الكون فأقامت بين عقله وعالمه الخارجي سدا ومن يضبط ((مفكرا)) فالويل له والثبور وعظائمالأمور .
وهكذا كان مصير كوبرنيكوس عندما فكر في موقع الشمس من الكون!ومصير جاليليو عندما صرح بأن الأرض تدور فكان جزاؤه فقأ عينيه !
وأما حظ جيناردو برونو فكان أتعس الحظوظ فقد أحرقوه حيا عندما نادى بتعدد العوالم كما كان الموت هو العقاب الفوري بأمر الكنيسة لكل من يحاول تشريح جثة إنسان فهو في عيونها لص يحاول اختلاس سر الحياة ومنازعة الله في أمر الروح !.
وهكذا كان العداء بين الجبهتين رجال الدين ورجال العلم قائما وظل كذلك حتى القرن الثامن عشر حين بدأت إحدى الكفتين تثقل على الأخرى وترجح .



انتهت المقدمة .. ولم ينتهي .. الإبداع .. والإعجاز .. فالقادم .. أبهى .. وأجمل ...!!







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 08:46 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة