إلى الاخ الصديق .. د. محسن العواجي
شهادتي في أبي هشام مجروحة . في لقائه مع قناة الجزيرة ،
استوقفتني عبارته عن المناهج :
((انها تجري في دمائنا)) .
لقد بدى ابو هشام في موقفه ذاك نقيا .. نقيا ،
بعيدا عن (الوسطيه) ،
التي كثر فيها (الغرباء) ، و صار فيها (الأنقياء) ، مثل شيخ ريفي ..
ظل طوال عمره ملازما لروضة مسجده الطيني ، و افاق يوم جمعة ،
ليجد نفسه في (البطحاء) ..
غريب الوجه و اليد و اللسان ..
بدى أبو هشام كما عرفته في سنوات (...) التي جمعتنا ..
يوم كنا نصرخ من خلف الأبواب الرماديه الثقيلة ..
العهد .. العهد ..
الدم .. الدم ..
الهدم .. الهدم ..
تجري في دمائنا ..
كأنما أوقفتني هذه العباره على حافة خندق ، ليس وراء ظهري شيء
يحميه..
فأما أن أقف ..
و أما أن أهوي ..
تجري في دمائنا ..
و استيقظ (الثائر) في داخلي ، الذي طالما قمعته ، و هربت إلى
(القصة).. بعيدا عنه ..
استيقظ (الثائر) ، و أخذ يتلمظ .. يتقلب .. مثل مقاتل ..اسير محاصر ..
تقلب أشلاءه قذائف الطائرات ..
و رصاص الخونة ..في قلعة
(جهانجي) ..
تجري في دمائنا ..
و عدت أنبش في أوراقي القديمة ..
هكذا أنا ..
قديم .. (ماضوي) ..
أحب القديم .. و أتعلق به ..
حينما التفت الى الماضي أجد الأشياء الجميلة ..
حبي الأول ..
صولاتي و جولاتي الفكريه و السياسيه ..
أجمل الرجال في تاريخ امتي ..
أعظم المواقع الفاصلة في تاريخ أمتي ,,
كلها (ماضويه) ..
الحاضر كله أمريكي ..
و أبواق أمريكيه ..
و (أحذية) أمريكيه ..
تدوس .. تدوس .. تدوس ..
على قيمي .. أخلاقي .. ثقافتي .. سيادة وطني ..
و أحلامي ..
أن يقرأ أطفالي ..
سورة الفاتحة إلى آخرها ..
((غير المغضوب عليهم ، و لا الضالين )) ..
نبشت أوراقي القديمة ..
فوجدت بينها دعوة لـ (تغيير المناهج):
مازلنا نسمعُ في المثل النحوي المنقول
زيدٌ يضرب عمراً
لم نسمع في هذا العصر بأن زيداً
يضرب حنَّا.
أو يضرب أشكول
لو كان الامر كذلك
لانتصب الفاعل وارتفع المفعول
وسمعنا من أشياخ النحو التخريج يقول
هذا عند العرب على لغة :
خرق الثوب المسمارا
....أعذار تتبع أعذارا
لو كان الامر كذلك
لانتصب الفاعل بالفيتو
وارتفع المفعول بصاروخ مصقول
يا شيخ النحو:
جورجٌ يضرب زيدا.
قال الشيخ:هذا رأي الجمهور فلا
يا شيخ النحو:ما قولك في اشكول يضرب احمد في القدس
قال:في حرف جر,والقدس اسم مجرور.
يا شيخي:
القدس تحتاج إلى إعراب بل تحتاج إلى تعريب.
في حيفا أو في يافا
لا في تل أبيب.
قال الشيخ :هذا أمر صرفي قد يحتاج إلى تأويل
قد يحتاج لرأي المجمع.
والمجمع لا يقدر أن يعقد نفسه حتى
يعقده المسئول
يا شيخ النحو:
فاطمة في البوسنة تبكي.
الشرف الضائع بالقلب المثكول
تستصرخ معتصما مات على
عتبات التاريخ المدفون
تبكي ماكان وما سيكون
تبكي المعقول ولامعقول
قال الشيخ:ملف البوسنة في الرف
يكفي أني أدخلت سراييفو الممنوع من الصرف
فالفاعل يستتر وجوبا في زمن الزيغ المهبول
مافي البوسنة لا يعنيني
مازالت في حكم التأجيل
قد تبكي فاطمة كثيرا
فالأمر بدائرة الأمن النحوي
وسوف يعالج بالتفصيل
وسيحكم فيه نحاة النحل
على رأي النحو المغلول
ياشيخ النحو:ما قولك في عبد الرحمن؟
هدموا مسجده في الشيشان
قتلوا الأطفال وذلوا الإنسان
هدموا مجدهموا المأمول
قل لي ياشيخ النحو فمازلت تقول
قال الشيخ:الشيشان وعبدالرحمن.
ألفاظ لم تدخل معجمنا اللغوي ولا النحوي
ما أعرفه أن التركيب إضافي
ياشيخ الجر وشيخ الجزم:
بالأمس :عرضت أجهزة النصب
صورة عبدالله بن سلول
عرضتها في أبهى صور المجد فهذا
يبكي والآخر يلطم ,والثالث في ندب وعويل
قالوا :قد مات شهيدا
لولا قول الله تعالى في التنزيل(غير المغضوب عليهم )
بالأمس كان ابن سلول لصا
نصبوه على أعواد مشانقهم
جروه بساقطة الشعر وأسمال النثر
واليوم أراهم قد رفعوه على عاتقهم
انظر ياشيخي :هذا ابن سلول مرفوعا
بالضمة والدمعة والتقبيل
قال الشيخ:هذا خطا في الطبع لأن
المقتول من انساب ابن سلام
لامن انساب ابن سلول
عاش المقتول ,عاش المقتول
نم هادئ بال يابن سلول
فدماؤك تجري في أوردة أخرى
مازالت تجري في
أوزان الصرف وحرف العطف
وميزان القرن العشرين
ياشيخ النحو:أهذا النحو؟
ماكان النحو كذلك.
سيبويه يموت بمسالة العقرب والزنبور
ونحن نقول:فإذا هو إياها
ما أوهاها ما أوهاها
أعذار تكشف فحواها.
لو كان النحو كذلك فلنا أن نرسب في هذا النحو المنحول.
سجل في كشف الدرجات باني
دون المقبول
وأنا اعلم يا شيخ النحو باني سأموت
فالراسب في درس النحو الممقوت يموت
سجل يا شيخي الدرجات وهات التابوت
لست المقتول
لست المقتول
من سجل في مدرسة النحو المنحول
هو المقتول هو المقتول.