(2) المتهافتون على مائدة مولانا السلطان ..

[محمد المعتق]

[align=center]


قصور السلاطين منيعة ..
لا يدخلها المغضوب عليهم لا من بين يديها ولا من خلفها ..
ولا يجرؤ العامة على الاقتراب من أسوارها ..
أو الوقوف ( أمام ) باحاتها ..
فهي محرمة على الناظرين ..
هكذا هي قصور السلاطين ..
وبالأخص قصر ( مولانا السلطان ) ..


في ذات مساء غابر ٍ ..
كنت أجلس على شرفة ٍ تطل على حانوت ..
كان يجتمع فيه أناس ..
يتحاورون ..
يتهادون ..
يؤجرون عقولهم بكأس خمرة ..


كنت أستمع إلى أحاديثهم ..
يصدقون .. يكذبون ..
يضربون الأيمان بالكم ..
ينافقون حتى أجزاءهم ..
لم يكن شيئا محرما على ألسنتهم ..
لا يبالون .. ولا يرعوون ..
وكان الشيء الذي يفيق عقولهم ..
أن يسمعوا فقط باسم ..
( مولانا السلطان ) ..



هؤلاء ..
كانوا من المتهافتين على مائدة ( مولانا السلطان ) .. !!
صبح .. مساء ..
صيف .. شتاء ..
كانوا يملؤون بطونهم في قصر ( مولانا السلطان ) ..
ثم يأتون إلى الحانوت ..
ليشربوا ..
ويفرطوا في الشرب ..
.. يتحدثون ..
ويضحكون ..
ويبكون ..
ثم يرقصون ..
حتى تأتيهم صفعة توقظهم ..
أو يأتي اسم ( مولانا السلطان ) ..



كانت الأثواب ..
بقايا أثواب ٍ جميلة ..
كانت ..
ملطخة بغير سكرهم ..
بما كانوا يطؤونه وهم يخرجون من قصر ( مولانا السلطان ) ..



كنت مازلت على الشرفة ..
وأتساءل ..
ترى ماذا يقدمون كي يدخلوا هذا القصر الحصين ..؟!
وماذا يفعلون إذا ما ولجوا .. ؟ !
و لمَ يتدافعون لحظة خروجهم وعيونهم زائغة .. ؟!
ثم أخيرا لمَ يزدرون المارة ..؟؟!
ويرمونهم بالسباب والشتائم ..
وبشيء في أيديهم ..
؟؟ !!
كانت الأسئلة تثقل كاهلي ..
كفتى غر ..
لا يدرك ما خلف أسوار ..
قصر ( مولانا السلطان ) ..



هؤلاء ..
هم المتهافتون على قصر ( مولانا السلطان ) ..
الذين لا حول لهم ولا قوة ..
غير الغناء والرقص ..
وما يطلبه منهم ( مولانا السلطان ) ..
فهم يسبحون بحمده ..
ويركعون من الباب إلى الباب ..
وعيونهم تفرز قذارة أرجلهم ..
لا ينبسون ببنت شفة ..
حتى يبتسم ( مولانا السلطان ) ..
فيتنفسون الصعداء ..


يقال بأنهم كبراء ..
ولكن ليسوا وزراء ..
ولامن الطبقة العاشرة حتى ..
بل هم مجموعة من مهرجي ..
( مولانا السلطان ) ..



المتهافتون ..
يدفعون كل شيء ..
( كل شيء ) ..
لأجل ( مولانا السلطان ) ..
ليسمح لهم بتقبيل قدمه اليسرى ..
ليسيروا خلفه ..
في الطابور الخامس ..
ليلتقطوا بقايا أسنانه ..
وأظافره ..
وشيء آخر ..



المتهافتون ..
يخرجون سكرى بلا سكر ..
يحملون كل رذائلهم في ( قصر مولانا السلطان ) ..
ويطلبون من الناس أن يحملوها لهم ..
!!
يضربون بأيديهم ..
وسياطهم ..
و ألسنتهم ..
ويركلون بأقدامهم ..
واعتادوا أن الناس تصمت على مضض ..
ذلك لأنهم تحت حماية ..
( مولانا السلطان ) ..

كنت مازلت على الشرفة ..
ولكني ..
ترحمت على القوم ..
وقلت بصوت سمعوه ..
( الحمد للذي عافاني مما ابتلاهم به ) ..


مما قلت :
( حظك ان الراس راس ومايدنق للصغير
شمت عن مثلك ومثلي مايفك أبوابها
هيه مثلك لا وردنا البير يارد للشعير
فرق الله بين خلقه روسها واذنابها )






* سأكون معكم قريبا في مشاركتي الثالثة .. [/align]