نعم أغلقوا الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ..
فبسببها تفرق المسلمون في العالم واختلفت مناهجهم ..
بل وفسق بعضهم بعضا ..
اغلقوها .. فبسببها ارتد مسلمون عن دينهم في الخارج بسبب تلك التراشقات الفكرية والمنهجية ..
لقد وجدت بالمجالسة مع بعض الأخوة الدارسين من العجم الحديثي الإسلام ..
قد هاجروا إليها بغية البحث عن العلم الشرعي وهم يحملون البراءة الطاهرة والحب لكل المسلمين وسلامة الصدر ليرجعوا إلى قومهم ناصحين وداعين ..
فما لبثوا في ديارنا حتى عادوا إلى بلادهم متوحشين على إخوانهم فليست الأنفس هي الأنفس وليس الرجال هم الرجال ..
لتبدأ مرحلة جديدة في الصدام والخصام الإسلامي الإسلامي وتهدر الأوقات في حروب داخلية وأموال طائلة لتشويه سمعة بعضهم بعضا ..
فرجعوا إلى أهليهم حاملين الحقد على إخوانهم فهذا جامي وهذا إخواني وذاك سلفي وهذا سروري أما ذاك فهو مرجئي وغيره مبتدع وهكذا دواليك ..
التقيت باحد الإخوة النصرانيين من أوروبا والذي أسلم قبل ما يقرب خمسة سنوات جاء بعدها لهذه البلاد ليدرس في تلك الجامعة المأزومة .. ولا يسعفني الحال لوصف المعاناة التي وجدها إبان دراسته .. وهو الان على مشارف الرحيل لبلاده ليحمل معه فيروسات خطيرة ضد إخوانه ويقول هكذا علمونا المشائخ ...
وحدثني عن التنافس بين قيادات التيارات في المدينة في لحظة قدومه بغية احتوائه كل في صفه ..
ومن يكن في صفه من الطلاب فإنه يدعم بالنفقة والإعانة ..
بل واصبح الطلبة يعادي بعضهم بعضا بسبب اتجاهاتهم..
بل وعند عودة هؤولاء إلى بلادهم ياسسون مدارس ومناهج ولا يقبلون من الدعاة هناك إلا من هو على منهجهم وحزبهم .. ويأججون العامة ضد مخالفيهم ويحذرونهم منهم ؟
يحدثني صاحبي وهو يتألم لماذا نحن المسلمين هكذا السنا مسلمين .. لماذا المسلمون في الخارج يدخلون طرفا في مشاكلنا .. هم لا يريدون إلا عبادة الله وتوحيده فقط ..
أهذا ما جنيناه من تلك الجامعة التي حادت عن طريقها !
ليتني أسمع خبر طي هذه الجامعة وإنشاء جامعة اخرى في الرياض أو غيرها ويوضع فيها علماء عقلاء محايدون ...