أيها الكوكب المطل من علياء سمائه أأنت عروس حسناء تشرف من نافذة
قصرها وهذه النجوم المبعثرة حواليك قلائد من جمان ؟ أم ملك عظيم جالس
فوق عرشه وهذه النيرات حور وولدان ؟ أم فص من ماس يتلألأ وهذا
وهذا الأفق المحيط بك خاتم من الانوار أم مرآة صافيه ؟ وهذه الهاله
الدائرة بك أطار أم عين نابعة ؟ وهذه الأشعة جداول تتدفق ؟
أيها القمر المنير:
أنك أنرت الارض وهادها ونجادها وسهلها ووعرها وعامرها وغامرها
فهل لك أن تشرق في نفسي فتنير ظلمتها وتبدد ماأظلمها من سحب الهموم
والاحزان ؟
أيها القمر المنير :
ان بيني وبينك شبها وأتصالا أنت وحيد في سمائك وأنا وحيد في أرضي
كلانا يقطع شوطه صامتا هادئا منكسرا حزينا لايلوي على أحد ولايلوي
أحد عليه وكلانا يبرز للأخر في ظلمة الليل فيسايره ويناجيه يراني الرائي
فيحسبني سعيدا لأنه يغتر بابتسامة في ثغري وطلاقة في وجهي
ولو كشف له عن نفسي ورأى ماتنطوي عليه من الهموم والاحزان
لبكى لي بكاء الحزين أثر الحزين ويراك الرائي فيحسبك مغتبطا مسرورا
لأنه يغتر بجمال وجهك ولمعان جبينك وصفاء أديمك ولو كشف له عن
عالمك لرآه عالما خرابا وكونا يبابا لاتهب فيه ريح ولايتحرك شجر ولاينطق أنسان .
أيها القمر المنير :
كان لي حبيب يملأ نفسي نورا وقلبي لذة وسرورا وطالما كنت أناجيه بين
سمعك وبصرك وقد فرق الدهر بيني وبينه فهل لك أن تحدثني عنه وتكشف
لي عن مكان وجوده ؟ فربما كان ينظر أليك ويناجيك مناجاتي ويرجوك
رجائي .
وها أنا ذا يخيل ألي أني أرى صورته في مرآتك وكأني أراه يبكي من أجلي كما
أبكي من أجله فأزداد شوقا اليه وحزنا عليه ....... فابق في مكانك طويلا
تطل وقفتنا ويدوم أجتماعنا .
أيها القمر المنير :
مالي أراك تنحدر قليلا الى مغربك كأنك تريد مفارقتي أو كأنك سئمت
شكواي وضقت بي ذرعا
ومالي أرى نورك الساطع قد أخذ في ألانقباض شيئا فشيئا وما هذا
السيف المسلول الذي يلمع الى جانب الافق على رأسك ؟
قف قليلا لاتغب عني لاتفارقني لاتتركني وحيدا فأني لا أعرف غيرك
ولاآنس بمخلوق سواك .
آه لقد طلع الفجر ففارقني مؤنسي وارتحل عني صديقي فمتى تنقضي وحشة
النهار ويقبل لي أنس الظلام ؟؟!!!!!!