تختصر الحياة في رقم ....!!!
حينما يغلق السعد بابه و يسجنك خارجه و تتكالب عليك جيران السوء و غربان البين و بوم البؤس فلا تسمع إلا صراخا و لاتلمس إلا شوكا و لا تتجرع إلا مرا , حينما يكون هندامك اليأس و صوتك الآه و صمتك الحزن و نظرتك الحسرة , عندما تكون عاجزا عن إسعاد أولادك لتوكن الضعيف الذي يظنون فيك القوة و البائس الذي يرون فيه الأمل كيف تكون لهم بيت الأمن و الرعب من القادم يملأ قلبك آه و ألف أه على أب أخجله الزمن أمام أبنائه فلا سماء تظله و لا أرضا تقله , هائم على وجهه , خارج عن نطاق الزمان و المكان يحفر في الصخر فتقطع يداه ولا يجني إلا صخرا و يحفر في الصخر فيسيل الدم من رأسه و لا يجني إلا صخرا وتدمى قدماه و لا يجني إلا صخرا صرخ من أعماقه فما عاد إليه حتى الصدا تتلقفه الأيدي و الأفواه و الأعين بين مشفق فلا تزيده الشفقة إلا غبنا و بين ضاحك على من فارقت روحه الحياة و بين عابث لا يراه إلا كما يرى قطعة أثاث بالية ألقى بها أصحابها على قارعة الطريق .
حينما يكون مصيرك و قرارك بيد غيرك فكم من الأغلال تقيد حتى دقات فؤادك وهذا الغيرلا يراك أنت و من تعول بكل أحلامهم وأمانيهم وسعادتهم و ضحكاتهم و دموع أيامهم إلا رقما .