[align=center]الأسود .. في الأبيض !
هل تغيرت ثوابت الأمريكيين ؟ وهل لهم ثوابت أصلا ؟
أوباما يكسر كل أنظمة التحكم , ويغيّر كل قوانين الانتخاب وأعرافه ..
ويفوز بالانتخابات الأمريكية ..! فكيف فاز ؟
أولا .. أنا لا أسنطيع أن أخفي مشاعر السرور والسعادة بفوز أوباما
لا لأنه سيحدث تغييرا في منطلقات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية
ومشكلات الشرق الأوسط , والصراع العربي الإسرائيلي وغيرها .. ولا لأنه سيعيد للعراق
مكانته واستقراره وأمنه , ولا لأنه سيسحب جنوده من أفغانستان وغيرها .. ولا لأنه
سيوقف سياسة التدخل السافر في بلدان العالم الثالث , ويوقف غطرسة الهيمنة الأمريكية
في كل شؤون الحياة في تلك الدول .. ولا لأنه سيوقف عربدة اليهود في فلسطين المحتلة
وينتصر لحقوق المستضعفين هنا وهناك .. لا هذا ولا ذاك .. فهو مجرد رئيس وليس ملكا
والرئيس موظف تنفيذي لا علاقة له برسم السياسيات أو تغييرها ..
فاز أوباما .. وأعلن دخول أمريكا عهدا جديدا .. فقد حقق المستحيل بدخول الأسود للأبيض !
وأمريكا العنصرية التي لم تتشاف بعد من ظلم التمييز العرقي العنصري على المستوى الشعبي بالطبع
والشعب هو الذي ينتخب ويعين الرئيس .. فكيف فاز أوباما ؟
أتصور .. أن هناك عددا من العوامل أسهمت بشكل قوي ومؤثر في انتصار أوباما .. منها :
مواهبه وديناميكيته وتوقده قياسا إلى خصمه الضعيف الهرم جون مكين الذي لم يستوعب
متطلبات التغيير الملحة في أمريكا بعد إحباطاته من سياسات بوش المدمرة ..
ومنها أن مكين ينتمي لحزب بوش وهو الحزب الجمهوري , وهو الحزب الذي حكم أمريكا
عشرين عاما خلال الثمانية والعشرين عاما الأخيرة منها عهد بوش المجنون
الذي امتد لثمان سنوات خلت ..
أما أكبر العوامل التي أتاحت له الفوز , فكان عاملا ساقه الحظ التعيس لمكين , السعيد لأوباما
وهو الأزمة الاقتصادية التي هزت أمريكا مؤخرا فاهتز العالم بأجمعه لاهتزازاها ..
إذ لم يستطع مكين بحكم قدراته الضعيفة ـ عقلا وعمرا ـ أن يوظفها لصالحه , ويجعلها
منطلقا لشعارات براقة تأسر الناخب وتغريه بالتصويت لصالحه ..
لقد كان مؤشر نبض الشارع الأمريكي في الاستفتاءات المتواصلة التي تجريها وسائل
الرصد الإعلامي الأمريكي , يدل على فوز باراك منذ البداية .. ولكن المؤشر غير الحقيقة
وكان كثير من المتشائمين , وأنا منهم , يرى أن مكين سيفوز .. لقد كنت مقتنعا تمام الاقتناع
بأن الشعب الأمريكي لا ينتخب إلا من لا يريده العرب والمسلمون .. وكان ميل العرب
والمسلمين لأحد الناخبين مؤشرا على أنه الشخص المرفوض لدى الناخب الأمريكي ..
لكن الأمور تغيرت وفاز أوباما , وتهاوى الحزب الجمهوري بسبب تفضيله للحلول الدموية
وخصوصا خلال العقدين الأخيرين , وبسبب حماقات الرئيس الحالي , وبسبب ملل
الشعب الأمريكي , ورغبته في التغيير والتجديد ..
نرجو أن يكون عهد أوباما فاتحة خير للعرب والمسلمين , وتدشينا لمرحلة جديدة من
التعاطي المتعقل للسياسات الخارجية , مرحلة تقوم على احترام الإنسان احتراما يحفظ له
حقوقه في العيش وتقرير المصير . وأن يكون بداية لعصر تنشغل فيه أمريكا بشؤونها
الداخلية , وتترك التدخل السافر ودس أنفها في شؤون الآخرين ..
أوباما فاز .. يالسعادة الأخبار !
تعسا وبعدا وسحقا لكل جمهوري متطرف ..!!
أسأل الله أن يصلح شأن العرب والمسلمين , وأن يكتب لهم في عهد أوباما
التوفيق وصلاح الأحوال في كل المجالات ..[/align]
العرض العادي
