لو كانت مدينة بريدة تعج شوارعها بمثل هذه الوجوه الجميلة ؛ لكان كلامنا وتعاملنا أرق من النسيم العليل .
لو كان شباب بريدة يعرفون فتيات مثل هذا الجمال لكان حالنا على غير حالنا اليوم , حيث نجد الحب والحنان مصوب إلى الفتاة الحسناء , بل إلى الفتيات عمومًا , فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع كما يقال .
حين أرى مثل هذا الجمال أمام ناظري أكاد أصعق مما أرى , بل أبيت ليلتي بين يدي الطبيب المعالج وما هو بمعالج .
هذا الجمال يعطينا صورة الحياة الحقيقية , ويبث فينا مشاعر الحب والأخلاق الحميدة , ويعلمنا كيف نحترم الجمال ونشكر صاحبته .
هذا الجمال هو الإلهام الحقيقي لنبل الروح , ولسعادة الأيام ولياليها , ففيه نجد النفس ترتاح وتطمئن , وتنسى متاعب العمل , إنه الجمال الذي نستقي منه قطرات الحياة الجميلة .
هذا الجمال هو ملهم الشعراء والكتاب , ويعلم المجرم كيف يكف عن إجرامه , ويعلم غليظ الطبع كيف يكون حنونًا , ويعلم سريع الغضب الطريق إلى احترام الجمال الذي يراه فلا يصدر عنه الغضب .
إنه جمال الفتاة العابق بالحسن حين يكون آخذًا بالاستدارة , فالجبين كالشمس لحظة الغروب , والخدود كالبدر ليلة تمامه , والعيون كأبواب البساتين المفتوحة على مصراعيها , والثغر أقحوان يعطر بشذاه قلب البائس الأرق .
كم هي جميلة الفتاة حين تسكب علينا من جمالها , وتمنحنا شيئًا من صنع الله بها , إذ يغشانا ويشتمل علينا شكر الله على نعمائه , فنتعلم من حسن تصويره حسن تعبده .
إنني أغبط الفتاة على جمالها , وأتحسر على غيابه تحت تلك الأقنعة , لكن الإسلام له رأي ونحترم رأيه .
أشواقي .