لم تكن ليلة دافئة ..
رغم كل الملاءات ..
و بخار المدافيء ..
و صوت القهقهات في عيد ميلادك ..
كان البرد قارسا ..
حد التجمد ..
و حركاتك الثملى نافذة مشرعة ..
تتغلغل من خلالها ثلوج تجمد القلب ..
ترهقه حد الاصفرار ..
كنت هناك على شرفة منزلك ..
يشاهدونك شعلة نابضة بالحرارة ..
و لم تكن عيني تشاهد غير طريق العودة ..
الرصيف المبتل بماء المطر ..
و قد توشح ظلمة تحيك الخوف ..
و منازل أسطحها تثمله ماء مدعوكا بالأغبرة ..
وفانوس أطفأته رياحٌ تهب من جسدك ..
كنت هناك جسدا .. شبحا .. تمثالا ..
زاغت عيونه لتجعل الذهول سكنا ..
و اللوعة مشربا ..
و آه مكبوتة مأسورة ..
لا لشيء .. سوى الفضيحة ..
عيد ميلادك ..
على أرصفة الطرقات ..
لم يبارحها ..
يقبع على كراسي الانتظار ..
المبللة بالمطر ..
و قبعتك ..
لم تستطع ستر خصلات شعرك ..
ليسترقها كل المارة تحت مظلاتهم ..
و لتسقي ملابسك من الخلف بنهر ..
وفستانك القصير ..
آه ٍ منك ..
عيدك القارس ..
كان عيدك وحدك ..