يذكر أن رجلا سأل عبد الله بن المبارك رضي الله عنه عن مرض أصابه
في ركبتيه منذ سبع سنين وقد عالجه بأنواع العلاج وسأل الأطباء
فلم ينتفع ... فقال له ابن المبارك :
اذهب واحفر بئرا فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم
ففعل الرجل ذلك فبرأ
( وردت هذه القصة في صحيح الترغيب )
* ويذكر أن رجلا أصيب بالسرطان فطاف الدنيا بحثا عن العلاج
فلم يجده فتصدق على أم أيتام فشفاه الله ..
* وقصة أخرى يرويها صاحبها لي فيقول : لي بنت صغيرة أصابها مرض
في حلقها فذهبت بها للمستشفيات وعرضتها على كثير من الأطباء
ولكن دون فائدة فمرضها أصبح مستعصيا وأكاد أن أكون أنا المريض
بسبب مرضها الذي أرّق كل العائلة وأصبحنا نعطيها إبرا للتخفيف فقط
من آلامها حتى يئسنا من كل شيء إلا من رحمة الله إلى أن جاء الأمل
وفُتِح باب الفرج ، فقد اتصل بي أحد الصالحين وذكر لي حديث
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " داووا مرضاكم بالصدقة "
فقلت له : قد تصدقت كثيرا !!
فقال : تصدق هذه المرة بنية شفاء ابنتك .. وفعلا تصدقت بصدقة متواضعة
لأحد الفقراء ولم يتغير شيء ، فأخبرته فقال :
أنت ممن لديهم نعمة ومال كثير فلتكن صدقتك بحجم مالك
فذهبت للمرة الثانية وملأت سيارتي من الأرز والدجاج والخيرات
بمبلغ كبير ووزعتها على كثير من المحتاجين ففرحوا بصدقتي
ووالله لم أكن أتوقع أبدا أن آخر إبرة أخذتها ابنتي هي التي كانت
قبل صدقتي ! فشفيت تماما بحمد الله ، فأيقنت بأن الصدقة
من أكبر أسباب الشفاء ، والآن ابنتي بفضل الله لها ثلاث سنوات
ليس بها أي مرض على الإطلاق ومن تلك اللحظة أصبحت أُكثر
من الصدقة خصوصا على الأوقاف الخيرية وأنا كل يوم أحس بالنعمة
والبركة والعافية في مالي وعائلتي وأنصح كل مريض بأن يتصدق
بأعز ما يملك ويكرر ذلك فسيشفيه الله ولو بنسبة
والله لا يضيع أجر المحسنين ..
* وخذ قصة أخرى ذكرها صاحبها لي حيث قال :
ذهب أخي إلى مكان ما ووقف في أحد الشوارع وبينما هو كذلك
و لم يكن يشتكي من شيء إذ سقط مغشيا عليه وكأنه رمي بطلقة
من بندقية على رأسه فتوقعنا أنه أصيب بعين أو بورم سرطاني
أو بجلطة دماغية ، فذهبنا به لمستشفيات عدة ومستوصفات
وأجرينا له الفحوصات والأشعة فكان رأسه سليما لكنه يشتكي من ألم
أقض مضجعه وحرمه النوم والعافية لفترة طويلة بل إذا اشتد عليه الألم
لا يستطيع التنفس فضلا عن الكلام فقلت له :
هل معك مال نتصدق به عنك لعل الله أن يشفيك ؟
قال نعم ..
فسحبت ما يقارب السبعة آلاف ريال واتصلت برجل صالح
يعرف الفقراء ليوزعها عليهم وأقسم بالله العظيم أن أخي شفي
من مرضه في نفس اليوم وقبل أن يصل الفقراء شيء
وعلمت حقا أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج ..
والآن لأخي سنة كاملة لم يشتك من رأسه أبدا والحمد لله
وأنصح المسلمين أن يعالجوا مرضاهم بها ..
* وهذه قصة أخرى حدثني بها صاحبها فقال :
لقد اشتكت طفلتي من الحمى والحرارة ولم تعد تأكل الطعام
وذهبت بها لعدة مستوصفات فلم تنزل حرارتها وحالتها تسوء
فدخلت المنزل مهموما لا أدري ما أصنع فقالت لي زوجتي لنتصدق عنها
فاتصلت بشخص له علاقة بالمساكين وقلت له أرجو ان تصلي العصر
في المسجد و تأخذ مني 20 كيس أرز و 20 كرتون دجاج
وتوزعها على المحتاجين ، وأحلف بالله ولا أبالغ أنني بعد أن أقفلت
سماعة الهاتف بخمس دقائق وإذا بطفلتي تركض وتلعب وتقفز
على الكنبات وأكلت حتى شبعت وشفيت تماما بفضل الله تعالى
ثم الصدقة ، وأوصي الناس بالاهتمام بها عند كل مرض ..
وإذا لم يحصل لك الشفاء التام فاعلم أنك شفيت ولو بنسبة قليلة
فتابع و كرر الصدقة وأكثر منها قدر استطاعتك فإن لم تشف فلعل الله
يطيل بلاءك لحكمة يريدها أو ربما حجبت معاصيك الشفاء عنك فسارع
بالتوبة إلى ربك منها وأكثر من الدعاء في الثلث الأخير من الليل ..
أما أنت يا من أنعم الله عليك بالعافية فلا تترك الصدقة بحجة أنك سليم
فكما المريض يصح فإن الصحيح يمرض وقد قيل :
الوقاية خير من العلاج
فهل تنتظر المرض حتى تتداوى بالصدقة ؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين