أرز الجنوب
أرزُ الجنوب عرائسٌ تتبخترُ
وهوى الجنوب على القلوب مسيطرُ
ظمـأَ الترابُ لأهلـه ولطالمـا
روَّى مناهلـه الشـبابُ الأنضـر
واسـتيقظ التاريخ مـن إغفائـه
ولعـزّه عـاد الزمـان الأغبـر
وصحا على وقع البطولة خالدٌ
وأطلَّ من حجب الزمانِ الأشـتر*
ولَّتْ ليالي الانكسار وأشرقتْ
شمس ُ الجهاد من الجنوب تنوّر
فرَّت جموعُ الغاصبين ذليلةً
فكتـائب الإيمـان لا تتـأخرُ
هربوا على قلقٍ وقـد أزرى...
بأشـباه الرجـال الخانعين المَعْبر
بـلغـتْ قلوبهم الحناجرَ رهبةً
والخـوف مـن وقع المنايـا أكبر
وإذا الجنـوب يـعيـد ترتيب العروبـةِ وحده...
ويشـيدُ مـا قـدْ دمَّروا
*** *** ***
يُـملـي أوامـره عـلى حكامنا
بـالقهـر ذاك العالـم المتحضِّر
جلـدوا بسـوطِ عذابهم أعمارنـا
وتـهـودوا و تأمركوا وتجبروا
وجـهُ العروبـةِ واحـدٌ ولربمـا
يندسُّ فـي قلـب البـلادِ مزوّر
يـا قامـةَ الشـمـسِ الأبيـةِ يـا جنوبُ
ويـا بحـاراً بالبطولـةِ تزخر
دارتْ حـواليكَ العروبـةُ تسـتضيءُ مـن
الإبـاء فأنت فيهـا المحـور
عشـرونَ عـامـاً أو يـزيـدُ وأنـتَ فـي وجـه
الطغاةِ مزمجرٌ ومكبّر
والرايةُ الصفراء تشرقُ في الدجى
ويطـلُّ في الوجدان وعـدُ أخضر
ودَّتْ بـلاد الـعربِ لـو كانتْ
بيارقُهـا يلّونهـا البهـاءُ الأصفر
دارتْ وحـزبُ الله فـي ميدانها
يَنهى بأفـواهِ الرصاصِ ويـأمرُ
تـرنو إلى القدس الجليل بنادقٌ
ظمـأى يناديهـا الـترابُ الأطهر
مسـحوا بآياتِ الجهـادِ عيوننا
فـرؤى البطولـةِ فوق ما نتصَّور
*** *** ***
حسـنٌ ونصـر اللهِ أنتَ ويشــهدُ
الإيمـانُ والـميـدانُ والمسـتعمـر
تـومي إليـكَ قـلوبنـا ولطالما
عشـقتكَ نجمـاً في المآقي يَسهر
فـاغلظْ عليهم يـا أبا الهادي فما
زالتْ قبائُـلنـا برأيـك تُبصـر
مغسـولةٌ بنـدى النضالِ جباهكمْ
وهضابُنـا بـدمائـكـمْ تتعطَّـرُ
كـم أنجبتْ هذي البلادُ مشـاعلاً
وتـرابُ هـذي الأرضِ لا يتغيّر
شـبحُ الشـهادةِ مـرعـبٌ ومـصيـرُ
أمتنـا بظـلِّ نضالكـمْ يتقـرَّر
رسمتْ على أرضْ الجنوبِ دماؤكمْ
وجَـه الجهـادِ فجلَّ ذاك المنظر
خـجـلى قصائـدُنـا أمام جهادكم
والشـعر في كفِّ البيـان مقصّر
·