قصيدة رائعة أعجبتني جدا للرائع الدكتور : سعد الغامدي فآردت أن أشرككم فيها معي
المصدر صحيفة الجزيرة الثلاثا 7ــ 7 ــ 1427 هـ
البيع
د. سعد عطية الغامدي
آن لنا أن نقف صفاً واحداً للدفاع عن المقدسات والحرمات، وفي نداء خادم الحرمين ما يوقظ الهمة ويشعل العزم..
بعتم فلسطين بيعوا اليوم لبنانا
واستعجلوا الثمن المقبوض خذلانا
مصائبٌ لم تزل بالوهم تشغلنا
وتحجب الفجر عن آفاق دنيانا
وما المصيبة في أنفاسنا قدر
نحياه أو شيمة تعلو سجايانا
لكنه العجز نرضى أن يسامرنا
وأن يكون إماماً في مصلاَّنا
نراه يسبقنا حيناً ويتبعنا
حيناً ويحملنا جذلان أحيانا
حتى أفقنا على الأوطان تسألنا:
ما حكم من باع باسم العجز أوطانا؟!
أو ارتضى الذل في أهل وفي ولد
وراح يطعمهم بؤساً وخسرانا؟!
تحرَّرت أمم من نير مغتصب
وجرَّبت حظها علماً وإتقانا
حتى أطلَّت على الأيام من أفق
أنقى بياناً وأعلى في الورى شانا
ما بال أمتنا في الجهل غارقة
تبتاع من مالها سجناً وسجانا
ولا ترى غاية تسمو بهيبتها
عن الهوان الذي يزداد إمعانا
تخطفتكم عصابات تمزِّقكم
حتى غدا دينكم في الأرض أديانا
أما العراق فتكفيكم مؤونته
إيران مذ حالف الطغيان إيرانا
تساق بغداد للتطهير صاغرة
لم يتركوا عُمَراً فيها وعثمانا
يمضي بها الناس يبتاعون في هلع
أسماء تدفع بالتزوير طغيانا
أما المآذن في كابول فهي لمن
غدا يطارد بالأفغان أفغانا
يعلو الصليب على حكم الهلال بها
وربما غيَّر الإنجيل قرآنا
وفي فلسطين جيش البغي في صلف
مضى يلاحق بالتنكيل صبيانا
لكنَّ آلته لا بدَّ آيلة
إلى انكسار إذا الإيمان أحيانا
لم ييأس الحق من نصر يتوق له
يرى بشائره تنساب ألوانا
أو يَخْشَ عاقبة والموت فاتحة
لعزةٍ تعمر الوجدان رضوانا
أو يَطْوِ صفحة ذكرى والزمان رؤى
تظل تلهب أوجاعاً وأحزانا
ما بال من جعل الأفران ذاكرة
للناس يوقد للأطفال أفرانا
ويهدمون بيوت الله شامخة
تهدي المنارات أبصاراً وآذانا
وينسفون بيوت الناس عامرة
بأهلها كيف يحي العدل من خانا
لا يحفظون مواثيقاً وقد نكثوا
عهودهم وغدوا للغدر عنوانا
ولا يقيمون وزناً للحياة وقد
أعلوا من البغي بين الناس ميزانا
هم يأسرون وقد صاحت جوانتنمو
فما سمعنا بها أصوات أسرانا
حتى إذا وقع الجندي في شرك
منهم غدونا لهم أسرى وأعوانا
ويشعلون على درفور مكرهم
كي يوقعوا في جحيم الحرب سودانا
وينشرون على الصومال فتنتهم
وقد أذاقهم الصومال خسرانا
يحاصرون وأولى أن نحاصرهم
حتى نحرِّر إخواناً وأوطانا
يقاتلون وأولى أن نقاتلهم
شتَّان ما بين قتلاهم وقتلانا
ويرهبون وأولى أن نقاومهم
وأن نواجه بالعدوان عدوانا
من يرهب الموت لن يلقى الحياة سوى
ذل يعيش به فقراً وحرمانا
بعتم فلسطين والتاريخ أورثكم
ذلاً عريضاً فبيعوا اليوم لبنانا
العرض العادي
