السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وبعد فهذه القصيدة لها قصة .. حيث أن الشيخ مر بمنزلنا في بريدة وكان المنزل يحتوي على ملعب كرة قدم ونحوه وقبل أكثر من عشر سنوات كنا نجتمع مع بعض أبناء الأقارب للعب حتى منتصف الليل أو أكثر .. وقد خرجت أنا وابن خالي له عندما نادى الشيخ فتكلم بعض الكلام في الكرة وشتمها وتكلم على أبي لأنه وفر لنا ذلك الملعب الذي يصد عن الذكر .. إلخ .. وحدث موقف لا أنساه حيث أن ابن خالي مد يده اليسرى لأخذ القصيدتين ( كان مع الشيخ قصيدتان ضاعت إحداهما وكانت على لسان ناصح ومطلعها : لعبت بعقلك جلدة منفوخة وتظن أنك عاقل بل كامل " المهم أن الشيخ قال لابن خالي " وهل نحن يهود حتى تمد يدك اليسرى هذا الذي تعلمتموه من المدارس " فقال ابن خالي : " ومادخل المدارس " فقال الشيخ : .... على المدارس مابقي إلا أنت تجادل .. " وأعطانا الأوراق وذهب مغضباً ...
هذه القصيدة منظومة على لسان الكرة .. وأهديها إلى كل من يتعصب لكرة القدم ...
[poem=font="Simplified Arabic,4,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنا لعبة حفت بكل نذالة =ولذاك لا أهوى سوى الأنذال
بل ليس يهواني سواهم حكمة= هي ألفت بيني وبين رجالي
ولقد أتيت من الديار عديمة ال=إيمان بالرحمن ذي الإجلال
وبهدم دين الحق صرت كفيلة= بوسائل شتى بلا إقلال
مثل التعصب للفريق ونحوه= الجاهلية قد أوت بظلال
وكذا الموالاة التي لفريقنا= رغم الفسوق وسيئ الأعمال
ليست لأهل الدين دون سواهموا =فالدين ممتهن ولست أبالي
بل إن يعارض ديّنٌ ألعابنا =فهو المصاب بحكمنا بخبال
ياويله من شتمنا وسبابنا =والطعن فيه بفاحش الأقوال
أما معاداة الكفور وبغضه= فمن المحال حلولها بحيالي
أومارأيتم ما جرى بجراءة= تلك العظائم سيئات فعالي
أغري بلعبي من أخاف صلاحه= وأأزه أزاً إلى الإضلال
إذ أستخف العقل منه مقدّما =لأنال منه مفاسد الأحوال
الشتم أهون خصلة أغري بها= وأكشّف العورات للأنذال
أما الصلاة فلا تسل عن حيلتي= في جعلها كالسجن والأغلال
وإذا يصلي لاعبي فبجسمه =والقلب في منأى وفي أشغال
واللهو عن ذكر الإله هدية= للاعبين قريبة المنوال
والفحش واللغو الذي هو ساقط= أحثوه حثواً ليس بالمكيال
أنا لست وحدي جئت مرسلة إلى= هذي الديار لدعوة الإضلال
بل جاء آلاف سواي وكلهم =مثلي وأعظم مفسدوا الأجيال
وأتى سواهم مايفوق بعده =حسبان حسّـاب بلا إرسال
والكل يهدم ما بناه محمد =بمعاول التبشير بالدجال
والكل يلقى من يساعده هنا= بل من ينوب بسائر الأعمال
أنا لعبة إبليس ينفخ باطني= وعليّ يعقد معظم الآمال
حققت آمالاً عراضاً كلها =ترضيه لا يبغي بها أبدال
إن الذي أحكيه بعض معايبي =ليس المفصل بل هو الإجمال
ولذاك لم أذكر بليغ إساءتي= للجار في صبح وفي آصال
كم ضربة كم صرخة كم لعنة =للوالدين وغير ذا أشكال
فمجاوري بالسوء يبشر دائماً =حق الجوار أذىً بلا إقلال
أنا لعبة قد جئت أفسد دينكم= وعقولكم هذا تمام مقالي [/poem]
كتبها عبد الكريم بن صالح الحميد
ربيع الأول 1415 هـ