[grade="8B0000 008080 F4A460 A0522D"]نشأنا معًا .. نحتمي ببعضنا .. وتلوذ احدانا بالأخرى ..
قبل الغداء تضع لنا أمنا الطعام في صحفة واحدة .. لتتخلص من شكوانا من الجوع .. فنأكل معًا ونتسابق في انهاء طبقنا ..
وحين دخلنا المدرسة .. كنت أختفي خلف ظهرها كلما حدثني شخص غريب .. وأسرع اليها في الفسحة لتحميني من شراسة طوابير المقصف .. وأعاونها على التنكيل بأقرانها المؤذيات ..
كنا معًا .. في كل شيء .. نتشارك حتى في وقت تبديل الثياب .. فلا تنزوي احدانا في غرفة وحدها .. بل ندير لبعضنا ظهرينا ونبدل ثيابنا .. وقد أعمت الثقة كلانا ..
حتى الكوابيس التي تجتاحنا كنا نقتسمها .. وحتى الدمعات الحرى كنا نتبادلها .. وحتى الضحكات العميقة كنا نطلقها في نفس اللحظة وبنظرة واحدة .. وأحياناً .. في جوف الليل بينما كل أفراد الأسرة ينامون ..
وما أسرع ما تشعبت بنا السبل .. فاختلت كل واحدة بمشاكلها .. طموحاتها .. ومشاغلها ..
وسرعان ما تكونت حولي شبكة من الأعداء تطاردني في كوابيسي .. وتكيل لي المقالب .. وتسخر مني ..... وحدي ..
أجل .. وحدي وجدت نفسي .. التمستها .. أين أنت يا شقيقتي لتشاركيني خوفي .. حيرتي .. انني لا أحسن التصرف بمعزل عنك .. انني مغتربة .. ولم أعتد الخوض في الشوك بدونك .. أين أنت ؟؟
هي بلا شك .. مثلي .. ضائعة في خضم أمواج الحياة العاتية .. لا يد تمسك بها سوى يدها الأخرى ..
قد يكون عودي الآن أصلب .. بسبب اعتمادي على نفسي حتى في التفكير .. لكنني بلا شك أشعر بخنجر الحسرة كلما صعبت علي المواقف فأوليتها ظهري الى ....
مرآتي ...
فلا شقيقة أيمم وجهي اليها ... يا شقيقتي ..
ومهما اهتبلت أصحابًا يشاركونني أساي .. فلن أجد مثل من شاركتني رحم أمي ..
وثوبي وقلمي ..
وكل ذكرى في عمري ..
قبل الفراق ..
[/grade]