[align=center]السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصيدة الشاعر إيليا أبو ماضي (فلسفة الحياة) كما وردت في ديوانه كاملة دون نقص، وأظنك لن تجدها كاملة في موقع آخر. هي من أجمل قصائد الشاعر برأيي .. ومثلها قصيدة (ابتسم) وغيرها..[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيهذا الشاكي وما بك داء = كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس= تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى = أن ترى فوقه الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل = من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال = لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مرا = ويظن اللذاتِ فيه فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس = عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه = لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أطل رأسك هم = قصر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الروابي = فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها = تخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى والصقر قد ملك الجو = عليها، والصائدون السبيلا
تتغنى وقد رأت بعضها يؤ = خذ حيا والبعض يقضي قتيلا
تتغنى وعمرها بعض عام = أفتبكي وقد تعيش طويلا ؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو = سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات = تلقط الحب أو تجر الذيولا
كلما أمسك الغصون سكون = صفقت للغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الصيلُ الروابي = وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فاطلب اللهو مثلما تطلب الأطيار = عند الهجير ظلا ظليلا
وتعلم حب الطبيعة منها = واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتقي العواذل يلقى = كل حين في كل شخص عذولا
***
أت للأرض أولا وأخيرا = كنت مَلْكًا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السماء لحيّ = فلماذا تراود المستحيلا
كل نجم إلى الأفول ولكن = آفة النجم أن يخاف الأفولا
غاية الروض في الرياض ذبولا = كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلا = فتفيأ به إلى أن يحولا
وتوقع إذا السماء اكفهرت = مطرا في السهول يحيي السهولا
قل لقوم يستنزفون المآقي = هل شفيتم مع البكاء عليلا ؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى = فاريحو – أهل العقول – العقولا
كل من يجمع الهموم عليه = أخذته الهمومُ أخذا وبيلا
كن هزارا في عشه يتغنى = ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدود في الارض = وبوما في الليل يبكي الطلولا
***
كن غديرا يسير في الأر = ض رقراقا فيسقي عن جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى = كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاءً يقيد الماء حتى = تستحيل المياه فيه وحولا
***
كن مع الفجر نسمة توسع الأز = هار شما وتارة تقبيلا
لا سموما من السوافي اللواتي = تملأ الأرض في الظلام عويلا
ومع الليل كوكبا يؤنس الغا = باتِ والنهرَ والربى والسهولا
لا دجىً يكره العوالمَ والنا = سَ فيُلقي على الجميع سدولا
***
أيهذا الشاكي وما بك داء = كن جميلا تر الوجود جميلا[/poem]