السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عادة لا أقرأ الصحف حتى لو تكدست أمامي
ناهيك عن أن أجشم نفسي شراء واحدة منها
لكن للسفر أحكام
كنت في طريق طويل وأحتاج إلى شغل هذا الوقت الممل بشيء ما
فكانت صحيفة الوطن هي الأقرب
بعد أن أنهيت قراءتها سألني المُمسك بمقود السيّارة
ما الأخبار
قلت: لا شيء يسرّ ولكن اسمع هذه القصة في مقال الكاتب صالح الشيحي
قال: هات
قلت:
( تقول الحكاية التي حدثت القرن الماضي إن رجلا لديه إبل كثيرة تصدَّق بواحدةٍ منها لجارٍ له فقير، ليشربَ من لبنها، فلما جاء الصيف، وبدأ البدو يرتحلون؛ بحثاً عن الماء، رحل معهم فوجد حفرةً في الأرض توصل إلى أقبية مائية تحت الأرض فدخل فيها ـ وأولاده الثلاثة في الخارج ينتظرونه، فتاه تحت الأرض، ولم يعرف الخروج. وانتظر أبناؤه دون جدوى، حتى يئسوا من حياته وبعد فترة ذهبوا إلى جارهم الفقير وأخذوا منه الناقة التي منحها والدهم له!
ـ فسألهم عن أبيهم فرووا له الحادثة فذهب للمكان وأحضر حبلاً، ونزل يبحث عنه وإذا به يسمع أنين الرجل، فأخذ يزحف تجاهه، فقام وجره، ثم أخرجه معه خارج الحفرة، وحمله على ظهره، وجاء به إلى داره، وأولاده لا يعلمون، فقال: أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعاً كاملاً تحت الأرض ولم تمت؟
فقال: "سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت، وتشعبت بي الطرق، ولم أستطع الخروج، وبعد ثلاثة أيام، وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستلقٍ مفوضاً أمري إلى الله، وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي، فاعتدلت في جلستي، وإذا بإناء في الظلام لا أراه، يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم، ولكنه انقطع قبل أن تَعثُر عليّ بيومين، ولا أعلم سبب انقطاعه!
ـ يقول: فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت، ظن أولادك أنك مت، وجاءوا إلي، وسحبوا (الناقة) التي كان الله يسقيك منها..! )
ملحوظة: ما بين القوسين نقلا عن الوطن.