الطائف المأنوس
ســـــكــــن الــــقلـــوب مــدللاً تدليلا *** وبـــــــه سرى بردُ النسيم عليلا
الـطائـــف الــمــأنــوس يــنـشر ورده *** ولـــــــزائــــريــــه يــقدم الإكليلا
أحــلى الـمـصائــف منذ عهد مؤسسٍ *** الـــــمـجــدُ فــيـه مــــؤثلٌ تـــأثيلا
قِــــمـم الـــجبال مع السحاب تعانقت *** وتـــــســــاقط المطر المفيد بليلا
فزرْ المرابع في (الشفاء) وفي (الهدا) *** إن رمــــت ظـــلاً وارفـــــاً وظليلا
أمـــــا الـــــمــــــزارع والخيول تزينها *** فــــــهــي الجنان وفصِّلت تفصيلا
الــــتـــــــيــن والــــرمان طاب مذاقه *** لا تـــــرض عـــن عنبٍ هناك بديلا
الـــــخــــوخ والــــشوكي ينضج ينعه *** والــــبـــائـــعون يـــقــدمون دليلا
الـــماء مـــــن (برَدٍ) يـفـيـض عــذوبةً *** يـــروي ويـــشـفي صـادئاً وغليلا
فــــــــي (برحة العباس) سوقٌ قائمٌ *** للــطيـب والــكـادي صـــار كميـلا
قــــفْ بـــــالحوية مع نواحي سيسدٍ *** تــــلـــــق الـــربيع مؤثراً وجميلا
يـــبـــدو (عكاظ) الـسوق حين تزوره *** عــــــرس الثقافة ماعرفت مثيلا
طــــــــف(بالمسرّة) والروابي حولها *** تــــجــد الـــمرافق أُهلت تأهيلا
عسلُ ومــــاءُ الـــورد فـــي أكشاكه *** يبــــــدو فــــيغري سائحاً ونزيـلا
فـــــــي(قصر شبرا) متحفٌ متكاملٌ *** يــــحـــوي تـــراثاً رائــعاً وأصـيلا
الصــبــحُ فـــــــــي وادي ثقيف أبلجٌ *** والليل أفــراحٌ تـــضــــيء الليـلا
فــــــيه الــمساكنُ والحدائق عُمّرت *** خــطــط الأمـــانة فعّلت تفـعيـلا
(الكرّ) مــــشروع الـــــسيـاحة رائعٌ *** بالــمنــظر الـــخلاب صار جـليـلا
يــــــا طائف الـــــورد الذي علقت به *** كــــل القلوب وترفض التحـويـلا
يـــــــا جـــنـــةً بـــالقرب منها مــكةً *** أُم الــحـــجـاز وفضّلت تفضـيـلا
نــــــــهوى المــصيف وأهله وجباله *** فـيه الـــــجمال مؤصلٌ تأصيــلا
ذاك الـــــــمــصيف بـــأهله متجملٌ *** هم جمَّلوه فأحسنوا التجميـــلا
إبراهيم بن سليمان الوشمي
بريدة