1/ حكى بعضهم قال دخلنا الى دير هرقل فنظرنا الى مجنون في
شّباك وهو ينشد قائلا:-
لما اناخوا قبيل الصبح عيسهمو
----------------- وحمّلوها وسارت بالدمى الابل
وقلبت بخلال السجف ناظرهــــا
---------------- يرنو إلّي ودمع العين ينهمـــــل
وودعت ببنان زانه عنـــــــم
---------------- ناديت لا حملت رجلاك ياجمــــل
ياحادي العيس عـّرج كى اودعهم
--------------- ياحادى العيس فى ترحالك الاجل
إنى على العهد لم انقض مودتهم
--------------- يا ليت شعري لطول البعد مافعلوا
فقلنا له ماتوا
فقال : والله انا اموت , ثم شهق شهقة فاذا هو ميت
لما علمت بان القوم قد رحلوا
--------------- وراهب الدير بالناقوس مشتغــــــــل
شبكت عشري على رأسي وقلت له
--------------- يا راهب الدير هل مرت بك الابـــــل
فحن لى وبكى بل رق لى ورثـــى
-------------- وقال لى يا فتى ضاقت بك الحيل
إن الخيام التي قد جئت تطلبهم
-------------- بالامس كانوا هنا والان قد رحلوا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
2/ مراسلة على حجر
قال الاصمعي :-
بينما انا اسير في البادية اذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله خبّــروا
------------------ إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟
فكتبت تحته :-
يداري هواه ثم يكتم ســـــــره
----------------- ويخشع في كل الامور ويخضع
ثم عدت في اليوم الثانى فوجدت مكتوبا تحته :-
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى ؟
---------------- وفي كل يوم قلبه يتقّطـــــــع
فكتبت تحته :-
اذا لم يجد صبراً لكتمان امــــره
------------------ فليس له شيء سوى الموت انفع
ثم عدت في اليوم التالي فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً
فقلت , لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وقد كتب قبل موته:
هذا البيت :-
سمعنا واطعنا ثم متنا فبلغوا
---------- سلامي على من كان للوصل يمنع
=======