بريق ذلك الأمل الذي طالما رافق أحلامي
رأيته يتجهّم بادية عليه علامات الضجر والملل
في حينها لمت ذاكرتي التي رفضت لي طلباً في استعادة ما مضى
وقفت حائراً بين مجابهة عناد ذاكرتي وبين اضطراب نظرات ذلك البريق
قد ينخدع الإنسان كثيراً في مظاهر تبدو عليها علامات الرضا
ولكنه سرعان ما يكتشف سوء الحال وتتبدّل بعدها الأحوال
لست ذلك الإنسان الذي استعجل هدفاً فضاع في طلبه
قد أكون مستعجلاً في أمور تهمني
ولكنني في هذه الحال أرفض استعجالي
ومع علمي بقدرة انزياح أي همٍ في أي ساعةٍ كانت
يزداد تمسكي برأيي ويفرض عليّ لزاماً لذلك تعنتي في وجه المطالب
ذلك البريق الذي خالط صفحات لها عظيم امتنان في حياتي
استوقف ذاكرتي عابثاً ومختبراً قدرتي على تحمّل مجريات عنادي
من الجميل أن تجد من يسعف ذاكرتك حظاً فتتذكر
والحال هذه لم أجدها تنقاد لي في مقابلة ذلك البريق الخافت
يحتمي الإنسان من ملامات نفسه بغيره
وفي أحايين كثيرة لا يجد من يضمن له الاحتماء
هنا أحسست وكعادتي بموقظ داخلي
يهز أركان قلبي ويحرّك أطراف لساني
" لا تدع هذا البريق يرحل
تنجذب أراضيك مطيعة لأوامره
وتختفي نجوم سمائك في متاهاته
وبلمعانه تزول آثار أقدامك القديمة
ذلك البريق هو جزء من ماضيك
هو حلقة وصل بين ما أنت عليه الآن
وبين مراراتٍ عشتها في أصعب قراراتك
يبدو لك صديقاً وفياً
وإذا أمعنت النظر
وجدته فاتحاً يداً
وقابضاً يده الأخرى
إنه بريق الأمل القادم
فلا تفكر أبداً في تعجيل رحيله "
الإنسان بمقدوره مغالطة نفسه في كثير من المواضع
عجباً كيف لواحد مثلي قدرة على إبطاء سير أملي ؟
تتهافت حسرات وسرعان ما تزول
باستطاعتي كشف خبايا ذلك البريق
ولكن متى يحن موعد حقيقته ؟
أغرق في ذكرياتي باحثاً عن شبيه
أتنفّس هواءً طالما أوجع صدري
محاولات تبؤ بالفشل
بالقدر الذي أنا فيه بحاجة قصوى لاستعادة أنفاسي
تتنحى ذاكرتي حزينة
وآخذ نفساً عميقاً
ها قد عزمت على إراحة بالي
أغطس مغمضاً عيني
عسى أن أجد تفسيراً واحداً لتغيّر حالي
تعلق ذاكرتي في مصيدة الأمل
وتتأرجح أفكاري من جديد
ها قد عاد الأمل القديم
ها قد عاد الأمل القديم
تحياتي للجميع