لنحكم بتجرد على تجارب الآخرين
لا أحد يستطيع تحديد مساره العاطفي المخبأ في سرادق الحياة . ومهما حاول الإنسان وعمل المستحيل لإدراك وتفهم الحياة بعين الرضا لن يستطيع تجلية الشعور والوقوف على مكامن الأمن فيها . إنه عندما يفكر بحصر الأحاسيس المتدفقة يكون بذلك قد استنزف الكثير من عقله بدون جدوى تذكر . ومهما قيل عن وصول بعض الناس إلى درجات مذهلة في تفسير الشعور لن يكون ذلك الكلام كفيلاً للحكم على جميع المجريات العاطفية بين الناس . كل إنسان يفتعل الأحداث الشعورية هو بذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام من أحب التجديف في نفس الاتجاه ، فهو بعمله هذا يخالف الكثير ممن تستهويهم التجربة العاطفية بكل متناقضاتها بما فيها من إيجابيات وسلبيات . إن هذا الشخص هو الأجدى باقتراف الممنوع بحسب الرغبة التي يوجهها لامتصاص غضبه الشعوري المتقد ليصل إلى أعلى درجة يخالف بها ذلك الإنسان الذي يزعم أن الجميع يتبعونه ويحسون شرابه . إذاً ما المانع من قراءة تجربتهما على حد سواء بحيث لا يقدم شخص على آخر إلا بعد صدور الحكم وإعلان النتائج فلعلنا ندرك في نهاية المطاف أن الإنسان الذي يسعى لكسب رضا الناس هو الأحق بإطلاق لقب المتبوع ، والذي بدوره يجاوز عمل الممنوع . لنجرد أنفسنا من سيطرة التمسك بالماضي لنجعل تجاربنا في واد ، وما نحكم عليه ونتعامل معه الآن في واد آخر كي نصل إلى الهدف المرجو بأوجز وقت وأفضل طريقة . ومن ثمّ نعطي كل ذي حق حقه .