العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 22-10-02, 08:02 pm   رقم المشاركة : 1
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً
(مـحمود شاكر) ...!!! (لابواكي له) ....واحر قلباه ممن قلبه شبم).(1/6).


بسم الله الرحمن الرحيم

قالت العرب : وماضر الورود وماحوته ## إذا المزكوم لم يطعم شذاها .
أمزكوم أنت فلم تطعم شذا حامل ألوية العربية وخائض معترك المناجزة في سبيل حراستها والمحافظة على إهابها، هل أحتاج الى ان أعرف العلم الذي تتقزم عنده أعلام العلماء، بشهاداتهم وصكوكهم ،هل أحتاج الى ذكر كلمات هي في عداد النافلة في حق المجدد للغة القرآن في عصور التبشير والاستشراق :

"أبافهرَ» حارسَ كنز التراث
وسالك طُرْق الهداة الأُوَل

لقد كان فينا مهيب الجناح
شعاعاً من الفكر أنّى رحل

وسيفاً على مُعنِقات الخنا
يعالج فيها الوبا والعِلل ...


لله دره من مقدام شجاع وجسور عاتي ومصادم عنيد كم هي لحظات قاسية على (لويس عوض) ان يتصدى له أحد (أسود) العرب ممن ينتهي نسبه الى المصطفى صلى الله عليه وسلم وكانت فرصة للويس أن يبقى حديث الركبان إذ تلقاه هذا العلم الهمام ..
ما ادهشني حقيقة هو أن لا ارى ثمة احتفال بهذا المجاهد الفارس من عروض الاحتفالات التي تدشن للأدعياء بكرة وعشيا وهذه الدهشة الساطعة في وجهي عند كل من احادثه عن هذه الشخصية سببت لي الكثير من المتاعب (كيف يجهل محمود شاكر) وهو الذي قاد لغتنا دهرا من الزمان وفرط بدراسته الجامعية غيرة على اللغة والدين ...
وكان ان ثارت عزيمتي بكتابة خلاصات متعاقبة للعلامة محمود شاكر استهلها بحياته ثم بدراساته وكتاباته ومعاركه أبدؤها من المقالة القادمة وعلى ست حلقات:


لك الله - «محمودُ» من والد
رؤوف سكبتَ العنا والوجل

دفعتَ عن الحق رجمَ الهوى
يلذ لك الدفع رغم الكهَل

وتخشى على أفرخ غضة
يطاولها المكر أنّى نزل

تفانيت تبني لها أعمداً
توطّد فيها رشيد السبُل

وصُغت من الحرف قصة حب
لوحي الإله ونهج الرسل

وكنت على حدقات العيون
تعانق فينا شذىً لم يزل

رأيناك تدحر جيش الضلال
وتفضح زيف الغوى والجهل

فذاق (التفرنجُ) طعم الرّدى
وبارزْته بالهدى فانجفل







قديم 23-10-02, 12:27 am   رقم المشاركة : 2
ماجد الأول
عضو قدير
 
الصورة الرمزية ماجد الأول





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ماجد الأول غير متواجد حالياً

سنفيد ونستمتع بما تكتب إن شاء الله. وفقك الله.







التوقيع

[align=center](ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)[/align]
قديم 24-10-02, 08:06 am   رقم المشاركة : 3
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

بعون الله هذه هي المقالة الثانية وبه أستعين والدعاء لكل من ساهم معي وأفدت منه /



يعد العلامة محمود شاكر من أكبر رموز الثقافة العربية المعاصرة التي تقف شامخة في وجه التشويه الثقافي. والضعف الذي أصاب الفكر العربي بالعطب والتبعية. إنه تحمل الأعباء الجسام في سبيل قضية التأصيل، والمحافظة على هوية اللسان العربي. والفكر العربي، وكان إيمانه الراسخ أن اللغة هي ثقافة الأمة، وأن رأس كل ثقافة هو الدين. وقد توج حياته الفكرية والثقافية، وجهاده المتواصل في ميدان الكلمة النقية التي تخلصت من العجمة، والغربة والاستلاب، توج هذه الرحلة المباركة بكتابه الصعب الذي أسماه «نمط صعب ونمط مخيف»(1). وهو تحليل موسوعي شامل لإحدى عيون الشعر العربي.. وهي قصيدة ابن أخت تأبط شرا التي يقول في مطلعها: إن بالشعب الذي دون سلع لقتيلاً دمه ما يُطلُّ وهو بهذا الكتاب الفريد يلقن جيلنا المعاصر، والأجيال القادمة الدرس العميق، والرؤية الجادة، في تحليل الإبداع العربي، وفق منظور عربي، خالص من الشوائب والترجمات الهزيلة..، والتهجين الثقافي. * إنه تحليل يرتكز على إظهار عبقرية اللغة العربية، وجمالياتها الصوتية، والاشتقاقية، والبلاغيةفي خضم هذا الجمال العبقري، لا يغفل عبقرية المكان، ولا تضيع ملامح البيئة الممتزجة بالمفردة اللغوية، والتراكيب وخصائصها المائزة. إنه في هذا الكتاب عاشق جسور للغتنا الجميلة في أبهى عصورها وأقواها. * وأصالته تكمن في إيمانه العميق بسموق الفكر العربي، وتفوق التراث العربي.. لغة وإبداعا.. ومنجزات حضارية وتاريخية وعلمية.. كونت هذه الأمة وجعلت منها في عصورها الأولى: خير أمة أخرجت للناس. وينطلق محمود شاكر في كتاباته من منهج متكامل في مواجهة النص الإبداعي والفكري وذلك وفق منظور عربي خالص، مؤمن بفاعلية الحضارة العربية والإسلامية، ودورها الرائد في حضارة الإنسان، والرقي بمداركه وأخلاقياته. وهذه الرؤية الشمولية النزعة للتجديد والتأصيل، وعدم الاستكانة للمألوف والمتوارث، تتصادم مع السائد في الأعراف والتقاليد الأدبية وخاصة «المناهج الحديثة» التي ألفها جمهور النقاد والأدباء في تحليل النص.. وهي لا تخفى على من له أدنى صلة بالحياة الأدبية المعاصرة. هذه المناهج في تحليل النص، وفي دراسة الأدب لم يحددها الشيخ محمود شاكر، ولم يهاجم منهجا خاصا، ولم ينتصر لمنهج على آخر، شأن الكثيرين من كبار أدبائنا ونقادنا، ولكنه أعلن رفضه الصريح لكل المناهج الأدبية السائدة ويقول وهو يحث على ضرورة المنهج التطبيقي في تحليل النص بعد توثيق المادة وتمحيصها: «إن شطر التطبيق هو الميدان الفسيح الذي تصطرع فيه العقول، وتتناص الحجج. أي أن تأخذ الحجة بناصية الحجة كفعل المتصارعين، والذي تسمع فيه صليل الألسنة جهرة أو خفية، وفي حومته تتصادم الأفكار بالرفق مرة وبالعنف أخرى، وتختلف فيه الأنظار إختلافاً ساطعاً تارة، وخابياً تارة أخرى وتفترق فيه الدروب والطرق أو تتشابك أو تلتقي، هذه طبيعة هذا الميدان، وطبيعة النازليه من العلماء والأدباء والمفكرين، وعندئذ يمكن أن ينشأ ما يسمى «المناهج (2) والمذاهب». وهذا النص «الوثيقة» يفسر قناعة «محمود شاكر» بتعدد المناهج، وتسليمه بذلك، ويجعله بمنأى عن رفض الآخر، والانغلاق على الذات، ولكنه يرى أن لكل أمة منهجا وهوية وطريقة في تفكيرها وتحليلها واستنباطها، يقول مفسرا التناقض الظاهر بين إيمانه بتعددية المناهج وبين رفضه للسائد منها، وربطها بفساد الحياة الأدبية. «أعلم أن حديثي هنا هو الذي يسمى "المنهج الأدبي" على وجه التحديد أي : عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ وعلم الدين بفروعه المختلفة ، والفلسفة بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته.. ووعاء ذلك ومستقره هو «اللغة واللسان لا غير»(3). وما تحدث به الشيخ هو الإطار العام للمنهج.. أما لب المنهج ووسائله الفاعلة المتشكلة من ثقافة أمتنا العربية والإسلامية،، فتتجلى في تحديده لها حيث يقول : إن الإحساس القديم المبهم المتصاعد بفساد الحياة الأدبية. قد أفضى بي إلى إعادة قراءة الشعر العربي كله أولا.ثم قراءة ما يقع تحت يدي من هذا الإرث العظيم الضخم المتنوع من تفسير وحديث وفقه، وأصول فقه، وأصول دين «هو علم الكلام» وملل ونحل «إلى بحر زاخر من الأدب والنقد والبلاغة والنحو واللغة، حتى قرأت الفلسفة القديمة والحساب القديم والجغرافية القديمة، وكتب النجوم، وصور الكواكب، والطب القديم، ومفردات الأدوية، وحتى قرأت البيزرة والبيطرة والفراسة. بل كل ما استطعت أن أقف عليه بحمد الله سبحانه، قرأت ما تيسر لي منه، لا للتمكن من هذه العلوم المختلفة، بل لكي ألاحظ وأتبين وأزيح الثرى عن الخبء المدفون»(4). إن هذه الرؤية الشاملة لثقافة الناقد الأدبي، ولكل من يواجه النص مواجهة تنطلق من الدراية وليس الرواية، تتكئ على الملاحظة والتدقيق، واستكشاف عناصر الإبداع في النص الأدبي، وجمالياته وأسسه وخصائصه الفنية وفق منظور عربي، لا يتصادم مع هوية الأمة ولا خصائصها وتسلمنا هذه الرؤية المنهجية إلى معالم المنهج الذي اختطه "محمود شاكر" في مواجهة النص وتحليله.(5) وهي مواجهة عميقة فاحصة متسلحة بالمعرفة المتآلفة مع الحس الإبداعي المرهف، والوهج الشعوري، والحدس الفني المدرك لما تحمله المفردة الشعرية من طاقات إحيائية، وما تبوح به التراكيب اللغوية من أسرار ومضامين ورموز، وحقائق وأحاسيس، تتراءى للشيخ كائنات حية متجسدة تبرهن عليها عبقرية اللغة وخبرة الناقد بأسرار العربية، ومعرفته المحيطة ببيئات الشعر، وأماكنه، وتاريخه، وتطوره، والفروق الدقيقة بين شاعر وشاعر، وقصيدة وقصيدة، وقد تجلت معالم المنهج التحليلي التذوقي لدى الشيخ في معرض مواجهته لقصيدة ابن أخت تأبط شرا. ويحدد معالم هذا المنهج الصعب.. والطريق المخيف.. إذ يقول: وأظنه صار بينا أو شبيهاً بالبين. «أن مدارسة قصيدة من القصائد (وقديم الشعر وحديثه في ذلك سواء) تحتاج أول كل شيء إلى تمثل القصيدة جملة. وتمثل أجزائها تفصيلا، تمثلا صحيحا أو مقاربا بدلالة جمهور ألفاظها على بنائها ومعناها. ثم تحتاج إلى تحديد معاني الألفاظ في موقعها من الكلام. ثم إلى ضبط الدلالات التي تدل عليها الألفاظ والتراكيب جميعا. ثم إلى تخليص ألفاظها وتراكيبها من شوائب الخطأ الذي يتورط فيه الشراح والنقاد. ثم إلى إزالة "الإيهام» الذي مرده إلى التهاون في تمييز فروق المعاني المشتركة بين الشعراء، إلى الغفلة في حذق الشعراء في استخدام الإسباغ والتعرية والتشعيث في الألفاظ والتراكيب».(6) وهذه الحيثيات الدقيقة في مدارسة النص.. هي البدايات حتى لا يضل الدارس الطريق الصحيح إلى فهم النص.. ثم تبدأ المواجهة بشواهدها المؤثرة ومنها : أولاً: ضرورة الوقوف على حقيقة قائل النص والتعرف على بيئته ومكونات ثقافته وينابيع هذه الثقافة، ومراميها القريبة والبعيدة.. ولأن الشيخ ينتصر للنقد التطبيقي القائم على تناص الحجج.. رأيناه يطبق هذا الشاهد من شواهد المنهج في جدية وتمحيص، حين خالف السائد الذي ينسب إلى تأبط شرا القصيدة التي حللها في كتابه "نمط صعب" فيناقش هذه النسبة في بدايات كتابه من ص 33-62، والمنهج التاريخي التوثيقي هو المسيطر في هذا المضمار، وهو أسلم المناهج في الوصول إلى ما يأمل الباحث من حقائق في مثل هذه القضايا. وقد رتب الشيخ رواة القصيدة ـ كلها أو بعضاً منها ـ مع تباين نسبتها وعددهم خمسة عشر راويا.. بداية من ابن هشام المتوفى سنة 218 هـ إلى البغدادي المتوفى 1093هـ، وقسم هؤلاء الرواة إلى خمسة أقسام، في نسبتهم القصيدة إلى قائلها.. وفي القسم الثاني حدد الرواة الذين نسبوها إلى "ابن أخت تأبط شرا" وهم «الجاحظ في الحيوان، وابن عبد ربه الأندلسي في العقد، والبكري الأندلسي في معجم ما استعجم، والتبريزي في شرح الحماسة، وهؤلاء لم يحددوا اسمه. وابن هشام في كتاب التيجان نسبها إلى أبن اخت تأبط شراً، وزعم أنه الهجال بن امرئ القيس الباهلي، وزعم البكري الأندلسي أنه "خفاف بن نضلة" في كتابه اللآلئ. وابن دريد، وابن بري، والبغدادي نسبوها إلى "الشنفرى» وزعموا أنه ابن أخت تأبط شراً. ويقول الشيخ.. مبينا أهمية هذا المعلم من معالم المنهج. وأول مشكلة معقدة تعرض : هي مشكلة نسبتها إلى صاحبها الذي هو صاحبها. ثم ينبه إلى أن الاستهانة بأمر نسبة الشعر إلى صاحبه مضر، لأنه يدخل الخلط والفساد في تمييز شاعر من شاعر، وفي الكشف عن خصائص بنية كل شاعر في شعره، ثم يقول "ولتحقيق النسبة خطر عظيم في أمر الشعراء المقلين، وفي أمر الشعراء أصحاب المفردات من القصائد ، لأن عبيد الشعر لهم مناهج غير مناهج الذين لم يقولوا الشعر إلا في مواقف بعينها، أثارتهم فانطلقوا يتغنون به، وغير مناهج المقلين أصحاب القصائد ذوات العدد". وتطبيقا لهذا المنهج في مواجهة النص.. ينعى محمود شاكر على "لويس عوض" عدم إحاطته بشخصية أبي العلاء وهو يحلل نصوصه. وقد وقع في ضلال كبير نتيجة لسوء الفهم.. وقلة التعمق في إدراك مرامي فكر أبي العلاء. وعدم تقصي مصادر ثقافته، والمؤثرات الحقيقية في أدبه. يقول أبوفهر «فالدارس ينبغي أن يكون قد ملك الأسباب التي تجعله أهلا لمعاناة المنهج" وهذا شيء يحسن ضرب المثل عليه لتوضيحه. فإذا اتخذنا شيخ المعرة مثلا موضحا. فدارسه ينبغي أن يكون مطبقا لقراءة نصوصه جميعا من نثر وشعر، لا من حيث هما لفظان مبهمان غامضان : نثر أو شعر، بل من حيث تضمنها ألفاظا دالة على المعاني، وألفاظا قد اختزنت على مر الدهور في استعمالها وتطورها قدرا كبيرا من نبض اللغة ونمائها الأدبي والفكري والعقلي، إلى كثير من الدلالات التي يعرفها الدارسون، ثم من حيث هي ألفاظ قد حملت سمات مميزة من ضمير قائلها بالضرورة الملزمة، لأنه إنسان مبين عن نفسه في هذه اللغة بما يسمى"شعرا" أو بما يسمى "نثراً"(7). وهناك دلائل متعددة فطن إليها "محمود شاكر" للتعرف على قائل النص، وقد أعمل خاطره وكد ذهنه. ومن هذه الدلائل: * الاعتماد على نسيج الشاعر وطريقته في صوغ الشعر، وقد مال إلى ترجيح أن تكون القصيدة المنسوبة لتأبط شرا ليست له، اتكاء على الإدراك الواعي لنسيج الشاعر وطريقته في صوغ الأسلوب، حيث يقول: "ووجه آخر هو أني أجد نسبتها إلى تأبط شرا أمرا صعبا، لأن نسجها يخالف كل المخالفة، ما وصل إلينا من شعره وهذا أمر دقيق(8). * والمكان له دور في تحديد قائل النص، حين تتعمق خبرة الناقد المعرفية بجغرافية المكان، وأماكن القبائل، وتحركاتها.. وقد نعى"محمود شاكر" على "ابن هشام"، نسبة القصيدة إلى «الهجال بن امرئ القيس الباهلي" [ابن أخت تأبط شراً] في خبر طويل جداً في كتابه «التيجان» وقال محمود شاكر: إن هذا الخبر فيه خلط كثير، وليس في كتب الثقات ما يؤيده، ثم يقوم بتجريح رواية "ابن هشام" فيقول: إنه كان قليل العلم بالشعر، ويناقش مسألة نسب ابن أخت تأبط شراً وهو الهجال في زعم ابن هشام ويقول: نعم كان «تأبط شراً من بني فهم بن عمرو بن قيس عيلان ابن مضر و«باهلة» التي ينسب إليها "الهجال بن امرئ القيس هم«بنو مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر" ولكني أستبعد أن يكون "الهجال" هو "ابن أخت تأبط شرا" لأن ديار باهلة عند الإسلام باليمامة في شرقي نجد، وديار بني فهم "رهط تأبط شراً" كانت بالحجاز غربي نجد، ويا بعد ما بينهما. ولم أجد في شيء من مراجعي ذكرا لأحد يقال له الهجال بن امرئ القيس الباهلي. ثانياً: العناية الفنية والعلمية بالترتيب الصحيح لأبيات النص، ومناقشة الروايات المختلفة للنص مع ضبطه في إحكام وضرورة التحقق من ذلك. وقد أشاد محمود شاكر بهذا المعلم من معالم منهجه صراحة في القسم الثالث من كتابه "نمط صعب" وأكد على أنه ينبغي ألا يدع المرء جهداً يبذل في تحري أمور أربعة، واستقصائها بكل وجه متيسر، وهي : استقصاء المصادر التي روت القصيدة تامة، أو روت قدرا صالحا منها، مع التزام الترتيب التاريخي لمن أسندت إليه الرواية فيها، ثم إيضاح اختلاف عدد أبيات القصيدة في كل رواية، ورصد الفروق بين رواية الرواة عن شيخ واحد من شيوخ الرواية، ثم اختلاف هذا الترتيب إن كان في رواية غيره من الشيوخ. ثم استقصاء كل اختلاف يقع في بعض ألفاظ الأبيات في هذه المصادر، ثم في سائر مصادر اللغة والنحو والأدب والتاريخ. ثم يؤكد الشيخ على أن الترتيب التاريخي في كل ذلك أمر لا ينبغي إغفاله أو التهاون فيه،(9) وهذه الصرامة في تطبيق المنهج ليست فرضيات يطرحها أبوفهر، وليست تنظيرا يعوزه التطبيق، ولكنه قام بتطبيق هذه الأمور الأربعة في دقة علمية، وهو يحلل قصيدة ابن أخت تأبط شراً، وهو بهذا المنحى التطبيقي قد سلم من الآفة التي تصيب كثيرا من الداعين إلى المناهج. حيث يقدمون قواعد جافة لا تصمد أمام وهج التطبيق، وتظل عاجزة عن تقديم الثمار النافعة لشداة الأدب، وأرباب البيان، وفرسان النقد. ثالثاً: الإيقاع العروضي وصلته بالتجربة : إن النص الشعري تتعدد أبعاده الجمالية، والبحث عن أسرار هذا الجمال ربما يكمن في البناء بالموسيقى، وربما يكمن في التشكيل بالصورة، وربما يكمن في البنية اللغوية والإحساس بالزمن، وكل الأبعاد السابقة تنبثق من الطاقة الشعورية المتدفقة من كيان النص، وهو بدون هذه الطاقة يعد نهرا جافا، وحديقة يابسة، وأفقاً منطفئ النجوم.(10) وهذه الطاقة الشعورية الموارة في وجدان الشاعر تظل بين التوهج والانطفاء من ناقد لآخر.. وهي في أكثر حالاتها خامدة، لأن الناقد يتعامل مع النص في وعي وعقلانية وأناة، ومعه أدواته النقدية وخبرته. ولكن الأمر مختلف جدا مع شيخنا "محمود شاكر" فهو يواجه النص وهو -ربما- أكثر انفعالا وتوهجا، والتحاما بالتجربة من منشئ النص نفسه، وربما تعد هذه الحالة النقدية من المشاهد النقدية النادرة في تحليل النص ومواجهته - وهي تمثل منهجا يقوم على التذوق الجمالي للنص، مصحوبا بحالة من الوجد والصدق الشعوري في استكشاف جماليات االنص، ويؤكد الشيخ هذا المنهج حينما يصور قراءته للشعر بأنها "قراءة متأنية، طويلة الأناة، عند كل لفظ وكل معنى، ثم يقول" كأني أقلبهما بعقلي، وأروزهما (أي : أزنهما مختبراً) بقلبي، وأحبسهما حبسا ببصري وببيدتي، وكأني أريد أن أتحسسهما بيدي، وأستنشئ (أي أشم) ما يفوح منهما بأنفي، وأسمع دبيب الحياة فيهما بأذني، ثم أتذوقهما تذوقا بعقلي وقلبي، وبصيرتي وأناملي، وأنفي وسمعي ولساني، كأني أطلب فيهما خبيئا قد أخفاه الشاعر الماكر بفنه وبراعته، وأندس إلى دفين قد سقط من الشاعر عفوا، أو سهوا، تحت نظم كلماته ومعانيه، دون قصد منه أو تعمد أو إرادة(11). إن هذا الفناء الكلي في النص في سبيل الكشف عن الكنوز الخبيئة، هو نمط صعب ونمط حبيب وغير مخيف لدى عاشقي الشعر ومن فطرهم الله على النقد والتحليل. وانطلاقا من هذا المنهج حلل "محمود شاكر" البنية الإيقاعية "في قصيدة ابن أخت تأبط شرا واحتشد لهذا التحليل، كالعهد به دائما احتشاد المحارب العاشق المدافع عن عرينه، وقد بالغ وأسهب في دراسة "الأطر العروضية" والأوزان، والدوائر، ومما ينبئ عن تغلغل القيمة النغمية والعروضية للنص في منهجه أنه بدأ مواجهة القصيدة بدراسة ظاهرة "التفعيل" ثم ظاهرة "التجريد" وهي حركات وسكنات التفاعيل، ثم عرض في إيجاز للدوائر العروضية(12). وهذا المهاد النظري العروضي، عاد إليه الشيخ مرة أخرى وأسهب في تقديم القواعد العروضية من ص(85-116)، وهو يعد ذلك تأسيسا لأحكامه النقدية الرابطة بين الإيقاعات العروضية، وبين تجربة الشاعر، وتصوير هذه التجربة في إطار من النغم المتدفق، وكان بإمكان شيخنا التركيز على بحر "المديد" وزحافاته وعلله، وتشكيلاته العروضية.. لأن القصيدة تسبح أنغامها في أمواج هذا البحر، الذي أفاض الشيخ في تباين خصائصه النغمية.. وعلاقة إيقاعه بالتصوير البياني، عن طريق التشبيه المفرد وليس المركب وكذلك نغم المديد بتشكيل الصورة الإيحائية، القائمة على الإيجاز والاقتصاد اللفظي، وكذلك علاقة هذا النغم بالكلمة الحية الموجزة المقتصدة. ولا شك أن هذه قضايا شائكة لم تأخذ صفة القاعدة، وإنما بنيت على التذوق، والاجتهاد النابع من سياق النص. ومكونات التجربة ومناخها، وتكوينها الأسلوبي، وأصالة المنهج تنبع من أن أحكام الشيخ وكشوفاته النغمية لا تنفصل عن جذور هويتنا الثقافية العربية والإسلامية، وليست متكئة على مصطلحات أجنبية مثقلة. يقول معقبا على تحليله لظاهرة النغم في النص: "الآن فرغت من هذا الغناء" الفخم" وكنت مستطيعا أن أهزل باسم الغناء والنغم، فأستولج في كلامي ألفاظا للتغرير والإثارة، فأقول "السمفني" و"الهرمني" وكروبا وراء ذلك كثيراً!!! ولكني آثرت أن أدع الأمر حيث هو من القرب، والبعد أيضا، لأن حديث النغم كان يقتضي أن أعود إلى ماقلته في بناء الغناء العربي كله على ماهدانا إليه الخليل رحمه الله،







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 24-10-02, 08:11 am   رقم المشاركة : 4
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

هذه هي المقالة الثالثة والتي أجتهدت فيها واعانني عليها غيري ممن لهم اهتمام بالعلامة /


غيري منها : وسماه "الأسباب والأوتاد" وأن أعود أيضا إلى ما استظهرته من أن الأوتاد وهي الثوابت التي لا يدخلها زحاف، لها في كل بحر منازل لا تفارقها، ومن حولها تدور الأسباب مزاحفة وغير مزاحفة، وأن أبين أيضا أن الزحاف ليس ضرورة كما يتوهم، بل هو أصل في تنوع النغم، يعطيه شيئا جديدا، ويكسبه معاني جمة، لا تكاد تحصر، وكل العمل في الغناء والترنيم هو لمهارة "زمن النفس" الذي يتولى القصيدة في إلحاق هذه المعاني بالنغم، بنسب مضبوطة محكمة مقدرة، صادرة عن حركة الأسباب وزحفها على الأوتاد والتقائها بها، لا في البيت الواحد، بل في جملة الغناء من أول بيت إلى آخر بيت"(13) ويفيض الشيخ شاكر في تحليل إيقاع بحر «المديد» ويحلل قول العروضيين القدامى الذين وصفوا موسيقاه بالثقل، أو الصعوبة والعسر. كما وصفه د.عبدالله الطيب(14)، ويصل بعد تحليل للأسباب والأوتاد وعلاقتهما بالنغم إلى أن الأمر ليس ثقلا.. ولكنه نزاع خفي بين «الحادي والمجيب» وبين الترفيل، وما أوجب عليك نزاعهما من توقف وتردد وإحجام، ومن استفزاز مسرع بك إلى الانطلاق، ثم حدوث ذلك كله في زمن متقارب، وهذا التحليل منبعه الذائقة الفنية، والحدس، وهو كما يقول الغزالي" مفتاح أكثر العلوم"، وتذوق النغم والتأني في التذوق، هما الفيصل في إدراك حقيقة هذه الصفة، أو هذا المنزع في إدراك العلاقة بين البنية الإيقاعية والتجربة الشعرية. ويقول الشيخ "وأجهل الناس من يظن أن جمال الأنغام المتسربة من ألفاظ الشعر وألحانه المركبة، دانية القطوف لكل كاتب أو ناقد" ولا يغفل "محمود شاكر" شطر التطبيق في المنهج، فهو يصهر النغم وتشكيل الصورة والبناء اللغوي في بوتقة فنية واحدة، ويعلق على تصوير الشاعر لكرم خاله وشجاعته حيث يقول : شامس في القُرِّ، حتى إذا ما ذكت الشعرى، فبرد وظلُّ يابس الجنبين من غير بؤس ونَدِيْ الكفِّين، شهم، مدلُّ يقول بعد الغوص وراء موجات الألفاظ وتحليلها مثل شامس، ويابس الجنبين، وندي الكفين وشهم، ومدل، وكأنه يحيي هذه الألفاظ ويعود بها للحياة من جديد في سياق هذا النص الجاهلي بناء على فهمه الدقيق لأسرار لغتنا الشاعرة كما وصفها العقاد. ويعيب على كبار علماء اللغة والرواة والشراح فهمهم القاصر لمدلولات الألفاظ في سياق النص المذكور، فيعلق على تفسير الفراء لكلمة «شهم» بأنه تفسير قاصر جدا، ثم يقول «ولا يغررك كلام الفراء فتحمل عليه هذا الشعر الذي نحن فيه، فإذا هو زاهق، قد أدرج في كفن اللغة "وينعى على المرزوقي في تفسيره لكلمة «مدل» بأنه الواثق بنفسه وآلاته وعدته وسلاحه". وقال متهكما.. هذا تفسير يذبح الشعر بغير سكين". يقول الشيخ شاكر مصورا دور الإيقاع الشعري في إثراء التجربة والالتحام بواقع الشاعر "وتمام المقابلة بين يابس الجنبين"، و"ندي الكفين" "زاد حركة" التنغش في الصورة كلها، بيد أن شاعرنا لن يكف مقتصرا على ما أحدث من تنغش الحياة، فإنه قد عزم أن يجمع مهارته وسطوته إلى مهارة بحر المديد وسطوته فيجعل الصورة في الأبيات الثلاثة جميعا، تتحرك حية، مكتملة الحياة والحركة، فسكت سكتة لطيفة بعد أن انتهى إلى "وندي الكفين" فقطع ما كان فيه، وأعرض عن عطف صفة على صفة بشيء من حروف العطف، انبعث يرمي على "أنغام بحر المديد بلفظين طليقين موجزين، فاهتزت الصورة كلها حية بما دب فيها من حياة جديدة "شهم مدل". ثم يتابع رصده لعنصر الإيقاع قائلا: "كان في هذين اللفظين : "شهم، مدل" من وجيب الحركة ونبضها، ومن حثحثتها واندفاقها، ومن تلهبها ومضائها، قدر لايدانيه شيء مما تدل عليه ألفاظ هذه الأبيات الثلاثة، ومجيئها بعد تنغش الحركة في ثلثي البيت الثالث أتاح لهما أن يسكبا في ألفاظ الأبيات قبلهما حركة دافقة، هزت ما كان ساكنا يترقرق من معانيها"(15). وهذا المنحى في تحليل الإيقاع الشعري يحاول من خلاله الناقد أن يتسمع إلى الإيقاع الباطن وأن يشاهده، وأن يشم رائحته، وأن يقبض عليه.. إنه إيقاع تحسه ولا تراه، تدركه ولا تستطيع أن تقبض عليه، ويكمن في تعادل النغم عن طريق مدات الحروف حينا، وعن طريق تكرارها حينا، وعن طريق استعمال حروف مهموسة أو مجهورة تتساوى مع الإطار العام للقصيدة"(16). وغير خافٍ على شيخنا أبي فهر، وعلى متذوقي الشعر، ومحبي الشعراء أن الشاعر لا يتعمد، وربما لا يعلم عن هذه الجماليات الإيقاعية والأسلوبية شيئا. وإنما مرده إلى السليقة اللغوية، والموهبة الشعرية التي خص بها قوم دون آخرين، ولذلك أجدني مترددا في قبول هذه العبارة على سبيل اليقين، حيث يقول "أبوفهر" بيد أن شاعرنا لن يكف مقتصرا على ما أحدث من تنغش الحياة، فإنه قد عزم على أن يجمع مهارته وسطوته إلى مهارة بحر المديد وسطوته"....إلخ. وإنما الأمر أن الشاعر قال وعلينا أن نتأول، والمتنبي صاحب شيخنا الأثير ألم يقل : أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم؟!! ومن اكتمال. زمن التغني "كما يقول أبو فهر" أو ظاهرة الإيقاع في النص الشعري أن نرصد القيم الصوتية التي تبرز موسيقية الحروف في اللغة العربية. وفي بيت واحد ينوه "محمود شاكر" بخصائص الحروف وقيمتها في إحداث الإيقاع الشعري - أو كما يقول «الغناء» - ويربط بين حركة الإيقاع وبين النفسية للشاعر حيث يجد المستمع من هذا النغم نشوة كنشوة هذا الشاعر في تذكره خاله، معجبا به، مفتونا بأخلاقه وشمائله. والبيت يأتي تاليا للأبيات السابقة، في سياق رصد صفات وسلوكيات المتوجه له بالرثاء. ظاعن بالحزم، حتى إذا ما حلَّ .. حلّ الحزم حيث يَحلّ ويوازن أبو فهر بين ما أحدثه حرف الحاء من نغم في هذا البيت وبين ما أحدثه الحرف نفسه من تنافر في قول أبي تمام: كريم متى أمدحه أمدحه والورى معي واذا مالُمته لمتُه وحدْي حيث يرجع التنافر في هذا البيت "لهاتين الحاءين المقترنتين بالهاء، ثم تكرارهما في لفظين متجاورين، يقول: "ولكن شاعرنا أتى بسبع حاءات في سبع كلمات متتابعات، فما ساغ لأحد أن يعده في تنافر الكلمات، والذي أفسد على أبي تمام كلامه، مجيء الحاء الساكنة بعدها هاء متحركة، والهاء مخرجها من أقصى الحلق، والحاء مخرجها من وسط الحلق، فهما متدانيان، وسكون الحاء زادها دنوا من مخرج الهاء التي تليها، فثقل النطق بهما ثقلا شديدا، فلما كرر اللفظ مرة أخرى أطبق الثقل، ونفرت منه طبائع النطق، أما شاعرنا فجاء بسبع حاءات في سبع كلمات متتابعات، ولما كانت الحاء المتحركة أقوى من الساكنة، كان النطق بها أخف، وكان النطق بها مفتوحة يستوجب شيئا من الأناة والتوقف، فطابق ما يستوجبه النطق بها، طبيعة "بحر المديد" من أناة وبطء،.. فالنغم يبدأ سريعا متحدراً " شهم، مدل، ظاعن بالحزم": ثم يستقبل الحاء المتحركة" حتى إذا ما حل" فيبطئ شيئا ما، ثم يزداد "بطئا وأناة، حتى توشك أن تقف وقفة لطيفة عند مخرج كل حاء" حل الحزم حيث يحل" فكان هذا التقسيم المتدرج في النغم وفي تحدره، راحة تعين على اجتلاء ملامح الصورة المتمثلة في هذه الأبيات، فتزداد وضوحا وصفاء، ويجد المستمع معها نشوة كنشوة هذا الشاعر مع تذكره خاله، معجبا به، مفتونا بأخلاقه وشمائله(17). رابعاً: استقلالية الرؤية في استقبال الآراء التراثية وآراء المحدثين: وهذا المعلم من معالم منهج «محمود شاكر» يؤكد أصالة منهجه، ونزعته التجديدية في قراءة التراث، فهو لا يكتفي بإقامة الشواهد التراثية برهانا على صدق ما يقول، ولكنه يحاور كبار علماء اللغة. ويستدرك عليهم كثيرا من الآراء ومن التفسيرات اللغوية لبعض الكلمات، ولا يتفق مع هؤلاء العلماء في شرحهم لبعض الكلمات أو التراكيب أو الأبيات، فهو يناقش في أصالة وجدة وابتكار أبا العلاء المعري والتبريزي، وابن هشام، وابن عبد ربه، والمرزوقي، ولا يكتفي بذلك بل يدعو إلى أن نزيد على نص اللغة مستدلين بأصل مادة اللغة، وذلك في سياق شرحه لقول الشاعر : "خبر ما، نابنا، مصمئل جل حتى دق فيه الأجلُّ يقول : وأصحاب اللغة يقولون "المصمئل" المنتفخ من الغضب و"المصمئل"، الشديد، فلو اقتصرت على نص اللغة هنا في تفسير هذا اللفظ، لفقد الشعر معناه وانما فحوى مراد الشاعر أن يدلك على أنه كلما زاد الخبر تأملاً، زاد تفاقماً وتعاظماً، وأطبق عليه إطباقاً، وأحاط به إحاطة لا تدع له من إطباقه عليه مخرجا، فأولى أن يقال إنه من قولهم «اصمأل النبات» إذا «التف وعزم وأطبق بعضه على بعض من كثافته»، وأصل هذه المادة في اللغة، صمل يصمل، صمولاً» إذا صلب واشتد واكتنز،، يوصف بذلك الجمل، والجبل، والرجل وما أشبه ذلك، «فأنت في مثل هذا الموضوع محتاج في البيان أن تزيد على نص اللغة مستدلاً بأصل مادة اللغة» (18) وفي البيت العاشر من القصيدة نفسها ينعى «محمود شاكر» على علماء اللغة وشراح الشعر تفسيرهم لقول الشاعر: غيث مزن، غامـرٌ حيث يجدي وإذا يسطو فليث أَبَلُّ يقول: «وأما يجدي فقد ذهب المرزوقي وسائر الشراح إلى أنه من الجدوى» وهي العطية وهذا لغو وفساد، لأن هذا التفسير اللغوي يجعل هذا البيت أشبه بأن يكون تكرارا للمعنى الذي سلف في البيت الثامن وهذا خطل شديد، كما يقول «أبو فهر» لم يرتكب الشاعر مثله فيما مضى، ولا فيما يستقبل، ولا يقع في مثله إلا من لا يحترز من خسيس الكلام. ويرى أبو فهر أنه ينبغي أن يقال: أجدى من «الجدا» وهو المطر و«أجدى» بمعنى أمطر. كما قالوا من «المطر» وهو اشتقاق صحيح لا قادح فيه، وهذا البناء بهذا المعنى، لم تذكره كتب اللغة.. «ولكنه ينبغي أن يقيد ويزاد عليها، وشاهده من كلام العرب هذا البيت»0(19) وحدة أبي فهر وسخريته في النقاش والحوار لم تفارقه وهو يستدرك على «التبريزي» طريقة قراءته لهذا البيت: «حلت الخمر، وكانت حراما وبلأي ما ألمت تحل» فهو يرى أن «قراءة البيت أضرت به إضرارا شديداً فالمرزوقي وأبو العلاء المعري والتبريزي قرؤوه «وبلأي. ما ألمت» ثم قال المرزوقي شارحا هذ التركيب «قوله: «ما ألمت» يجوز أن تكون «ما» صلة «أي زائدة»، ويجوز أن يكون مع الفعل بعده في تقدير المصدر، يريد «وبلأي ألمت حلالا».. ويعلق أبو فهر في سخرية وتهكم «وهذا كلام بارد غث سقيم، فاختلسه التبريزي في شرحه، فلم يحس بشيء من برده، لأنه نشأ بتبريز، من إقليم أذربيجان، وهو إقليم بارد جداً (20) وهذا التعليق ينأى بشخينا عن الموضوعية والحيدة العلمية، وأعتقد أنه من باب التفكه والتندر، وهما من طبيعة أبي فهر في مثل هذه المواقف» (21) يقول بعد ذلك في يقين وثقة «والصحيح في قراءة البيت ما أثبته: «وبلأي ما، ألمت» بينهما سكتة لطيفة «وما» حشو يأتي ليدل على الإعراض عن وصف الشيء بما ينبغي له من الصفات، وهذا الحشو يلزمك بعده سكتة عند إنشاده والترنم، ومجيء هذا الحشو، أسلوب في اختصار اللفظ يفضي إلى اتساع المعنى» (22) ويفيض «أبو فهر في محاورة الرواة وعلماء اللغة وشارحي الشعر الجاهلي، في مواضع كثيرة ويكاد يقف عند كل بيت من قصيدة «ابن أخت تأبط شراًَ» ويدلل على رأيه وفهمه الجديد بأدلة نابعة من رؤيته الثاقبة لتراثنا الشعري الفريد، ومتكئة على وعيه الفذ بأساليب العربية ودقائقها وطرائقها في التعبير، ومن هذه المواقف التقويمية لآراء شراح الشعر ما ورد من تعليق على شرح العلماء لهذا البيت: مُُسْبل في الحيّ، أحوى، رِفَلُّ وإذا يعْدو، فَسمعٌ أزلُّ يقول: «وشرح أبي العلاء والتبريزي، يجعل الشطر الأول متضمنا حلية في لباس صاحبه، أو في شعره أو في لون شفتيه، وهذا لغو لا «شعر»(23) ويرى «محمود شاكر» أن الشاعر مثل صاحبه في الشطر الأول، وهو في الحي فرسا أحوى من الجياد العتاق، ذيالا يرفل من خيلائه وزهوه، ومثله في الشطر الثاني، إذا فارق حِيّه في غاراته سمعاً أزل سريع الخطفة، لا تفلت فرائسه، فقابل بما في الشطر الثاني، ما مضى في الشطر الأول، على سواء واستقامة، لم يذكر في الآخر منهما حلية لصلة به في بدن ولا لباس، فوجب ألا تكون في أولهما حلية له في بدن ولا لباس. وهذا الاستواء ظاهر في الأبيات التي قبله كلها، فمن غير المعقول أن يخل بذلك في هذا البيت الفرد. والمتأمل في هذا التحليل الفني يرى أن التذوق الصحيح القائم على الخبرة والدربة ـ كما قال ابن سلام ـ هو المنهج الذي ارتضاه «محمود شاكر» في تحليله للنصوص، بل في مواجهته للنص، وهي مواجهة جادة عميقة متسلحة بأدوات معرفية شاملة، تستوعب علوم العربية كلها، وتتجاوز تخوم المعرفة الباردة حيث تقتحم المدارات الجديدة، وتكتشف العناصر الإبداعية في أصالة منهجية، وتوهج شعوري، وغيرة على حمى هذه اللغة من إغارات المغيرين، وحيل المخادعين، وحماقات الغافلين، من مدعي الحفاظ على لغة الأمة، وهم يشوهونها في غيبة منهم عن إدراك أسرارها، والجهل المردي بالشعاب المؤدية إلى استكناه تلك الأسرار. يقول أبو فهر في الإبانة عن منهجه في مواجهة «النص» وذلك في مقدمته لكتاب «المتنبي»: «كانت سيرتي في كل هذا الذي أقرؤه، هي سيرتي التي اخترتها ـ آنفاً ـ في شأن «الشعر الجاهلي» وهي «تذوق الكلام»! تذوق الألفاظ والجمل، وتذوق دلالتها على معاني أصحابها، وكيف يصوغ كل صاحب فكر فكره في كلمات؟ وكيف يخطئ؟ وكيف يصيب؟ وكيف يستقيم على المعنى طلبا للحق، وكيف يلتوي طلباً للمغالطة أو الزهو أو الظهور على الخصم» (24). وهذا المنهج التذوقي قاد الشيخ إلى آفاق جمالية، ومناطق جديدة في التعرف على أسرار النص الشعري، التي يعز على الكثيرين من أهل الاختصاص إدراكها..، يقول: «إن تذوق الجمال، والاستغراق في مجاله، والإحساس الشامل بالحي من نبضاته، والنفاذ الخفي إلى أسراره العميقة المتشابكة المشتبهة، بلذة وأريحية واهتزاز، شيء مختلف عن معاناة الإبانة عن ذلك الذي تجد باللفظ المكتوب». وأجهل الناس ـ في منهج «محمود شاكر» و«رؤيته الجمالية» ـ من يظن أن جمال الأنغام المتسربة من ألفاظ الشعر وألحانه المركبة، دانية القطوف لكل كاتب أو ناقد. ويعلل هذا الحكم بأن «اللغة هي قمة البراعات الإنسانية وأشرفها، وهي أبعد منالاً مما يتصوره المرء بأول خاطر، فما ظنك إذا كانت اللغة عندئذ لغة «شعر» أو «كلام مبين»! عندئذ تعي الألسنة عن الإبانة عن مكنون أسرارها، وتقصر همم النقاد أحياناً كثيرة عن بلوغ ذراها المشمخرة» (25) وبـعــد: فقد ألقيت بنفسي في المحيط الشاكري. وأظنني لست بناجٍ، فشراعي لا يصمد أمام رياح الشيخ المضمخة بنسائم الأجداد، وعبق التاريخ، ومخايل القوة، والمحيط مازالت كنوزه خبيئة في قراره الصافي البعيد. والقضايا التي أثارها شيخنا في مواجهة النص مازالت تتحدى.. وتعلن «تناص الحجج» ومنها قضية «الأزمنة والتجربة» وهي من مبتكرات الشيخ ومنها «زمن التغني، وزمن النفس، وزمن الأحداث»، وقضية «تشعيث الأزمنة، وأين مداخلها إلى مدائن النص». وقضية «التشكيل المكاني» أو «الصورة الأدبية» ولماذا لم تظهر بجلاء سافرة في «نمطه الصعب»؟. وقضية «النظم» التي لبست أكثر من قناع في وقفات شيخنا وتجلياته لأسرار التراكيب، لماذا جعلها تمشي على استحياء بين كلماته النافذة إلى أعماق النص؟ وتبقى قامة الشيخ ممتدة شامخة، وتقصر هممنا عن بلوغ ذراها المشمخرة رحمه الله، وهيأ للعربية من بعده من يواصل رسالته الجليلة في الدفاع عن حمى العروبة والإسلام، في قوة واقتدار وحمية لله ولرسوله. إننا مازلنا نحفظ قوله ونراه كائنا أمامنا يوقظ حواسنا الغافية، حتى نظل في رباط إلى يوم القيامة نعد ما استطعنا من قوة للمتربصين بهذه الأمة. يقول العلامة «محمود شاكر» رحمه الله: «وأنا لم أزل أشهد ـ منذ عشرات السنين ـ طلائع التخطيط المدبر، تنقض على أمتي وبلادي من كل ناحية، ويتم لها كل ما تريد، أو بعض ما تريد، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، ومن أجل ذلك لم أحمل القلم منذ حملته، إلا وأنا مؤمن أوثق إيمان بأني أحمل أمانة، إما أن أؤديها على وجهها، وإما أن أحطم هذا القلم تحت قدمي بلا جزع عليه ولا على نفسي. وأبيت منذ عقلت أمري أن أجعله وسيلة إلى طلب الصيت في الناس أو ابتغاء الشهرة عندهم». رحمك الله يا أبا فهر...، وجزاك عن العربية والإسلام خير الجزاء، فأنت ـ كما قال شاعرك المجيد ـ ونعم ما قال... شامس في القُرًّ، حتى إذا ما ذكت الشِّعرى فبردٌ وظلُّ يابس الجنبين من غير بؤس وندي الكفين، شهم مدلُّ ظاعن بالحزم، حتى إذا ما حلّ، حلّ الحزم حيث يحلُّ







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 24-10-02, 08:12 am   رقم المشاركة : 5
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

ـــــهوامش: (1) نشر هذا الكتاب في سبع مقالات بمجلة «المجلة» عامي 1969 ـ 1970م ونشرته دار المدني بجدة 1416هـ ـ 1996م. (2) المتنبي، ص 22/أ. محمود شاكر. دار المدني بجدة ـ مكتبة الخانجي بمصر 1407هـ/1987م. (3) المتنبي. ص 23 ـ 24، أ. محمود شاكر. مصدر سابق (4) المصدر السابق، ص 23 ـ 24. (5) في كتاب «أباطيل وأسمار» فصّل الشيخ القول في أوجه المخالفة بينه وبين د. طه حسين في مفهوم المنهج وآلياته التطبيقية، وهو يخوض الجولة الأولى في صراعه مع «لويس عوض» وقد صرح في كتاب «المتنبي» بأن صراع المناهج يشبه في حدته فعل المتصارعين على حلبة المصارعة يقول: إن شطر التطبيق: هو الميدان الفسيح الذي تصطرع فيه العقول وتتناص الحجج، أي تأخذ الحجة بناصية الحجة كفعل المتصارعين. ص 22. المتنبي. مصدر سابق. وقد نبه إلى ذلك في كتابه المتنبي ص 21، هامش (1) إذ يقول: «بل الفصل كله، بل الكتاب كله، مشتمل على بيان لما يسمى «منهجا» ومتصل بما أقوله هنا اتصالاً لا انفكاك له «ص 21 المتنبي. مصدر سابق. (6) انظر: نمط صعب ونمط مخيف، ص 203 مصدر سابق. (7) أباطيل وأسمار ص 9 ـ محمود شاكر. (8) نمط صعب ونمط مخيف، ص 54، مصدر سابق. (9) نمط صعب ونمط مخيف، 121 ـ 122 مصدر سابق وانظر ص 43، 24، حيث نبه المؤلف إلى قضية عيوب الرواية وجهل النساخ. (10) انظر: موسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور لكاتب الدراسة، ص 25، مكتبة الخانجي بالقاهرة 1413هـ/1993م. (11) انظر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص 6، مطبوعة مع كتاب المتنبي، مصدر سابق. (12) انظر، نمط صعب، ونمط مخيف، 6 ـ 9. مصدر سابق. (13) انظر: نمط صعب، ونمط مخيف، ص 278. مصدر سابق. ونلاحظ أن هذه التغيرات التي تطرأ على التفعيلات داخل النسق الإيقاعي للبحر الشعري تتنوع من تغير حركي، إلى تغير بحذف بعض الحروف، إلى تغيير بزيادة بعض الحروف، إلى تغيير مزدوج باجتماع زحافين في تفعيلة واحدة، وحروف الكلمات التي تقابل حروف التفعيلات تختلف بعضها مع بعض، مابين حروف ساكنة وحروف طويلة وحروف لينة، وهذا الاختلاف الصوتي ـ كما يقول د. محمد غنيمي هلال «ينوع الموسيقى، وينوع معاني الإيحاء الموسيقي في الوزن الواحد [انظر: النقد الأدبي الحديث، د. محمد غنيمي هلال ـ دار الثقافة ـ بيروت. ويرى د. محمد مندور: أن الزحافات والعلل لا تؤدي إلى تغيير النسق الموسيقي العام للبيت الشعري،وقد يكون بعضها مما لاتكاد تدركه الأذن، وإنما يكتشف بالتقطيع لا بالترجيع، وبعضها الآخر يستدرج بعمليات تعويض عند إنشاء الشعر «الأدب وفنونه، د. محمد مندور، ص 34، 37، دار النهضة مصر للطبع والنشر ط. 2. (14) أطلق د. عبدالله الطيب «نمط صعب» على «المديد التام». انظر: الفصل الثاني، من الجزء الأول، كتاب: المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، من ص 137 ـ 142، د. عبدالله الطيب. دار الفكر ط. 2 1970م (15) انظر: نمط صعب، ونمط مخيف، ص 181 ـ 183 مصدر سابق (16) انظر: التجديد الموسيقي في الشعر العربي ص 14، د. رجاء عيد منشأة دار المعارف بالإسكندرية 1987م وانظر: موسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور لكاتب الدراسة، ص 27. مصدر سابق. (17) انظر: في هذا المعلم من معالم المنهج، نمط صعب،ونمط مخيف، الصفحات الآتية على التوالي، 113 ـ 168 ـ 176 ـ 180 ـ189، 276، 278. ومن النقاد البارزين الذين عنوا بإبراز هذا الجانب الصوتي في التجربة الشعرية الدكتور عبده بدوي في كتابه القيم «دراسات في النص الشعري ـ العصر العباسي». دار الرفاعي للنشر والطباعة بالرياض ط. 2 1405هـ ـ 1984م. وكتب شيخنا «أبو فهر» في مجلة «المقتطف» عام 1940 م حول هذه القضية تحت عنوان «علم معاني أسرار الحروف: سر من أسرار العربية». (18) انظر: نمط صعب، ونمط مخيف، ص 145 ـ 146 مصدر سابق. (19) السابق، ص 191. (20) السابق، ص 259. (21) يفسر الأستاذ فتحي رضوان في مقاله «الأسلوب والرجل» حدة شيخنا وسخريته من مخالفيه الذين يجهلون التراث أو يخطئون في تفسيره قائلا «إن الشعر الجاهلي عند محمود شاكر، هو عرض حقاً، لقد وجد فيه نفسه، ورأى في مرآته أمته العربية من أبعد آمادها على فطرتها الأولى، قبل أن تفسدها الأيام وتعبث بها، وتضيف إليها، وتغير فيها صروف الزمان. ورأى أن العدوان على الشعر الجاهلي: إنما هو بداية الكيد لهذه اللغة كلها ص 414. دراسات عربية وإسلامية. مكتبة الخانجي بالقاهرة 1982م. (22) انظر: نمط صعب، ونمط مخيف ص 259 ، 260 مصدر سابق، وانظر ص 143، 144 من الكتاب نفسه. (23) انظر النماذج المتعددة لاستدراكات الشيخ شاكر وتصحيحه لآراء علماء اللغة والرواة وشراح الشعر في الصفحات الآتية على التوالي من كتاب «نمط صعب، ونمط مخيف» 162 ـ 164 ـ 177 ـ 182 ـ 191 ـ 209 ـ213 ـ 224 ـ 225. (24) انظر المتنبي، محمود شاكر، ص 36، 37 مصدر سابق (25) انظر: نمط صعب، ونمط مخيف، ص 169 مصدر سابق، وانظر أباطيل وأسمار ،مكتبة دار العروبة بالقاهرة 1385هـ، ص 147، 152، والمتنبي»، ص 11. مصدر سابق. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 25-10-02, 12:29 am   رقم المشاركة : 6
معاهدات
مستشار المنتــدى






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : معاهدات غير متواجد حالياً

شكرا لهذا الجهد الكبير
نأمل بالتواصل







قديم 25-10-02, 01:25 am   رقم المشاركة : 7
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

بإذن الله ...................شكرا لك اخ معاهدات ........







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 25-10-02, 10:56 am   رقم المشاركة : 8
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

هذه مقالة لأحد أبرز تلامذته وهو العلامة عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الاسلامي حفظه الله : ونظرا لبراعتها والعاطفة الجياشة الملحوظة في أسلوبه ونظرا لأنه أحد المقربين اليه للغاية ومن أكثر من يجالس محمود شاكر أحببت أن أنقلها بتمامها وإن شق ذلك علي فهي مفيدة جدا وهي منشورة في مجلة الادب الاسلامي عدد (16) بتاريخ 1418هـ....

د.عبد القدوس أبو صالح:

كانت النية متجهة إلى إصدار ملف خاص عن شيخ العربية وفارس التراث الشيخ محمود شاكر، ثم رأينا أن من حق الشيخ على مجلة الأدب الإسلامي أن تصدر عنه هذا العدد الخاص، وفاءً بحقه على هذه الأمة، وإسهاماً في رفع الحيف الذي أصابه، في شتى مراحل حياته، وتعريفاً للأجيال بهذه القمة الشامخة، وبهذا الفارس الأخير الذي سقط «تحت راية القرآن» وفي حومة الدفاع عن مقومات هذه الأمة وأصالتها، وقرآنها وفصحاها وتراثها، وهويتها الإسلامية، التي ضاعت الأمة بعد أن أضاعتها. وأردنا بهذا العدد أن تجد الأجيال في الأستاذ محمود شاكر قدوة لها في عزمه وتصميمه، وفي إعداد نفسه وتثقيفها، وفي صبره على تحصيل العلم، وثباته في الدفاع عما يؤمن به، وفي المنهج الذي رأى فيه خلاصاً للأمة، وطريقاً لخروجها من التيه، الذي دونه تيه بني إسرائيل. ونقول للمخلصين من رجال هذه الأمة، سواء فيهم من عرف الشيخ محمود شاكر حق المعرفة فأحبه، أو من لم يصبر عليه فجافاه، أو من كان بعيداً عنه وعن كتاباته فحكم عليه دون معرفة وتبصر..، نقول لهؤلاء جميعاً: لقد ظُلم الشيخ محمود شاكر من كثير من الحكام والناس، وكانت ردة الفعل الة ضد الظلم، مع قسوة الظروف عليه، أن قسا على نفسه وذويه ومحبيه، قبل أن يقسو على غيرهم، وقد صار الرجل إلى ربه بعد أن ترك لأمته منهجاً يقوم على العودة إلى التراث، وعلى التمسك بلغة القرآن، وأدب العربية الأصيل، في شعره الجاهلي وما بعد الجاهلي، ليكون من ذلك كله درع تصّد عن الأمة تيار التغريب الجارف الذي ضيع هوية الأمة، بالتقليد الأعمى لكل ما لدى الغرب. وقد ترك الشيخ منهجه بعد أن أقام له المعالم والصوى، وظل هذا المنهج محتاجاً إلى التقعيد الذي ينبغي أن يُستَظْهَر من مقالات الشيخ ومؤلفاته كلها، وما أجدر طلاب الشيخ وأصحابه أن يقوموا بذلك، وما أجدر الجامعات بأن تسهم في ذلك من خلال الرسائل الجامعية والندوات الأدبية. وأردنا من هذا العدد الخاص، أن يعرف الناس فرادة الشيخ في المجالات العديدة التي أجاد فيها، سواء في مجال التحقيق، الذي كان صاحب منهج منفرد فيه، أم في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، أم في مجال الإبداع الذي بلغ ذروة العطاء في ملحمة «القوس العذراء» التي قال فيها الناقد الكبير الدكتور إحسان عباس: «لا ريب عندي في أن الشعر الحديث قد ضل كثيراً حين لم يهتد إلى (القوس العذراء) وأن الناقد الحديث كان يعشو إلى أضواء خادعة حين انقاد وراء التأثر بشعر أجنبي ورموز غريبة، ولم يستطع أن يكتشف أدواته في التراث كما فعلت القوس العذراء». ومن هنا، وفي سبيل استكمال صورة الشيخ في عطائه المتنوع ومنهجه الأصيل، أبحنا لأنفسنا أن ننشر بعض ما سبق نشره في الكتاب الذي أصدره تلامذة الشيخ وأصحابه بمناسبة بلوغه السبعين من عمره بعنوان «دراسات عربية وإسلامية»، كما نشرنا ملحمة (القوس العذراء) بين يدي الدراسات التي كتبت عنها، حتى تكون تلك الملحمة الرائعة بين أيدي الناس إذ لم يكتب لها الانتشار والذيوع. وأخيراً فما أجدر المملكة العربية السعودية التي أحبها الشيخ وأحبته وكرمته، بمنحه جائزة الملك فيصل، والتي رعاه أولو الأمر فيها بأن تعيد نشر مؤلفات الشيخ محمود شاكر كاملة، على نسق ما يعرف بالأعمال الكاملة، وأن تضم إلى هذه المؤلفات مقالاته المتناثرة في عدد من الصحف والمجلات، ثم أن تقيم له ندوة عالمية حتى تعرف الأجيال من هو محمود شاكر... فقد كان الرجل يؤثر الصمت والعزلة، وكانت وسائل الإعلام المتحيزة تحاول التعتيم عليه في غفلة من الزمان. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 26-10-02, 05:08 pm   رقم المشاركة : 9
ماجد الأول
عضو قدير
 
الصورة الرمزية ماجد الأول





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ماجد الأول غير متواجد حالياً

[[ فما أجدر المملكة العربية السعودية التي أحبها الشيخ وأحبته وكرمته، بمنحه جائزة الملك فيصل، والتي رعاه أولو الأمر فيها بأن تعيد نشر مؤلفات الشيخ محمود شاكر كاملة، على نسق ما يعرف بالأعمال الكاملة ... ثم أن تقيم له ندوة عالمية حتى تعرف الأجيال من هو محمود شاكر ]]


والله هذا الكلام صحيح .. أبحث عن بعض مؤلفاته هنا ولا أجدها .. كما أني سألت أحد الطلاب قبل أيام : ماذا تعرف عن محمود شاكر؟ فأجاب : ممثل كوميدي!



هذه مقالة للكاتب محمد شاويش فيها حديث عن محمود شاكر ومذهب التأصيل الذي انتهجه.

وهذا هو موقع الكاتب ويتحدث عن قضية التأصيل بشكل عام

شكرا لك أخي.


مع التحية
ماجد







التوقيع

[align=center](ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)[/align]
قديم 26-10-02, 05:27 pm   رقم المشاركة : 10
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

د. فهر محمود شـاكر الابن الاكبر للعلامة محموود...



رثاء محمود محمد شاكر



محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ كعبة العلم ومنال الورَّاد، عَلمٌ فريد من أعلام عصره، لا يستطيع القلم أن يصف شموخه وعلو شأوه في العلم، فهو طود باذخ، وبحر فياض من بحور العلم، ورث عن أسلافه العرب علومهم، فاهتضمها جملة وتفصيلا، ثم فاقهم وبذّهم في كثير من الأمور. ولا أصدق من كلمة الشافعي لتعبر عما يصطرع في نفسي من معان إذ قال: «إني لأجد بيانها في نفسي، ولكن لا ينطلق به لساني». فالقيد الذي يقيدني ولا أجد للساني فكاكا ولا انطلاقا، يأتي من جانبين، الأول يأتي من كونه والدي، والثاني يأتي من كونه علماً فريداً شامخاً، لا يطاوله الأفذاذ من الرجال، فكيف الحال بالصغار منهم، ولكن لابد مما ليس منه بد. ولكن قبل أي حديث أرى أن أترجم ترجمة موجزة له ـ رحمه الله ـ فهو محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبدالقادر، من أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، ولد في الإسكندرية الساعة السادسة العربية من ليلة عاشوراء الإثنين عاشر المحرم سنة 1327 للهجرة، الموافق الساعة الثانية عشرة الإفرنجية أول فبراير سنة 1909 الميلادية. إنتقل إلى القاهرة في صيف 1909م بتعيين والده وكيلا للجامع الأزهر (1909 ـ 1913م) وكان قبل ذلك شيخا لعلماء الإسكندرية تلقى أولى مراحل تعليمه في مدرسة الوالدة أم عباس في القاهرة سنة 1916م، وبعد ثورة 1919م انتقل إلى مدرسة القربية بدرب الجماميز. وفي سنة 1921م دخل المدرسة الثانوية، ومع بداية عام 1922م قرأ على الشيخ سيد بن علي المرصفي، صاحب «رغبة الآمل» فحضر دروسه التي كان يلقيها بعد الظهر في جامع السلطان برقوق، ثم قرأ عليه في بيته «الكامل» للمبرد، و«حماسة أبي تمام»، وشيئا من «الأمالي» للقالي، وبعض أشعار الهذليين واستمرت صلته بالشيخ المرصفي إلى أن توفي رحمه الله في سنة 1349 هـ/ 1931م، ثم حصل على شهادة البكالوريا (القسم العلمي) عام 1925م. وفي سنة 1926م التحق بكلية الآداب ـ الجامعة المصرية (قسم اللغة العربية) ـ واستمر بها إلى السنة الثانية، حيث نشب خلاف شديد بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين حول منهج دراسة الشعر الجاهلي، وترتب على ذلك تركه الدراسة بالجامعة. وقد أدى هذا الخلاف بينهما إلى زلزلة عظيمة في نفس والدي ـ رحمه الله ـ كان من جرائها أن أعاد قراءة الشعر الجاهلي كله أولاً، ثم انطلق بعد ذلك إلى قراءة كل بيان، شعراً كان أو نثرا، من تراث العرب على اختلاف الأغراض، ولم يكن غرضه من هذه القراءة إلا اكتشاف أسرار البيان العربي رغبة منه في تبين الفروق بين كلام الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وكلام البشر وأن كلام الله مباين مباينة تامة لكل بيان إنساني، هذه المباينة وتبينها هي ما طولب به العرب، منذ أن نزل الوحي على محمد فمن أجل ذلك أخذ محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ نفسه بالجد والمثابرة والصبر حتى يجلي هذا الأمر لنفسه، ويستبين الفرق بين كلام الله تعالى وبين كلام البشر، فكانت النتيجة أن حوى كل علوم العربية، إذ وهبها نفسه كلها، فأعطته علومها كلها. وهذا الجد الذي أخذ به محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ نفسه لم يكن منصرفاً فقط إلى القراءة والكتابة فحسب، بل صار ديدنه في الحياة، واستتبع هذا الجد ضرباً آخر رفيقاً له ملازماً ألا وهو الإتقان، فهو يظهر في كل عمل يباشره، وكل فعل يفعله. ولم يكن إتقانه منصرفاً إلى عمله فقط بل ينسحب إتقانه إلى كل كبيرة وصغيرة في حياته وفي عمله. فمثلا عندما كان يأتي إلى المنزل عامل ليصلح شيئا فقد كان يقف على رأسه متابعا عمله، بجد ويرى أكان متقنا أم لا، فان لم يكن فإنه ينبهه إلى ما أغفله حتى يتم عمله كاملا. وهكذا هو حاله في كل شيء فهو يرى الإتقان من الدين. وليس هناك مثال أصدق على صحة ما أقول مما كتبه في مقدمة رائعته «القوس العذراء» عن الإنسان فقال: «ابتلي من يومئذ فتمرس، وأسلم إلى مشيئته فتحير، جار وعدل، فعرف وجرب، أخطأ وأصاب، ففكر وتدبر نزع إلى المنهج الأول، فأخفق وأدرك. تاق إلى الهدف القديم فأعطي وحرم، احتفر ذخائر الفطرة فأكدت عليه تارة ونبعت، التمس شوارد الإتقان، فندت عليه مرة واستقادت. وإذا كل صنع يتقاضاه حق إحسانه، وكل عمل يحن به إلى قراره إتقانه». فهذا الوصف الرائع المبين أيّما إبانة كأنه يصف به حالته، عندما رفض آراء أستاذه طه حسين شاكا شكا بينا في كلامه، فالتمس اليقين فيما كتبه أعلام النهج الأول، وظل يدور ويحوم حتى وصل إلى اليقين، وهو في بحثه المضني هذا التزم طريقين لا يحيد عنهما هما: الجد والإتقان فصارا جميعا نمط حياته كلها. ر حم الله محمود محمد شاكر وأدخله فسيح جناته. جزاء ماقدم للعربية والإسلام، {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولاتحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} غفرانك اللهم وحدك لا شريك لك. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







قديم 26-10-02, 05:28 pm   رقم المشاركة : 11
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

الدكتور : حيدر الغدير / من المهتمين بتراث الشيخ..


رثاء محمود محمد شاكر



كان محمود محمد شاكر أمة وحده، فهو شيخ العربية، وعاشق العروبة، وحارس التراث، وفارس الأصالة. جمع إلى غيرة المسلم عزة العربي، وإلى شجاعة المحارب طبيعة المسامح، وإلى عقل العالم طيبة الطفل البريء.. غفر الله له ورحمه رحمة واسعة، وأنزله منازل الأبرار والصالحين. صقر على شم الرعان يحلق ومداه مغرب شمسها والمشرق والنجم والأفلاك في تطوافها والروح في أسرارها والمطلق نسجته من أرض الجزيرة ريحها ونخيلها وخيولها والأينق وجبالها ورمالها وجلالها وبيانها العذب الشهي المونق وحراء والآي الزواهر تزدهي فيه وتهدي العالمين وتعبق فأتى أبر رجالها وأعزهم وأحب ما يرجو الفخار ويعشق * * * باق عطاؤك في الزمان مفاخراً كالنيرات زواهراً تتألق ستظل للفصحى وإن كره العدا العْلم يروي والصوارم تبرق أما عِداك ففي غد راياتهم تطوى كما يطوى الظلام وتمحق فيقول راوٍ عارَهم وشنارَهم انْظر إليهم لا بقين ولا بَقُوا * * * وهبتك آيات الفصاحة سرها فإذا بك القلم البديع الشّيق والضاد أنت نجيُّها ونجيبها وعليمها وكليمها المتذوق والحارس الشاكي يصون ذمارها ويصول إن حمي الوطيس ويهرق غضباً لها وحمية مبرورة وجذاه إعصار يطوف ويحرق فإذا انتصفت لها رجعت مكلّلاً بالنصر وهو مزغرد ومصفق ورجعت بالرضوان أنك صنتها أما الجبين فبالجلال مطوق وعلى محياك الأبي وضاءة تسري فيأتلق الحجا والمفرق والضاد تهديك الثناء متوجاً والمسك أكرم طيبه والزنبق * * * وطويت عمرك عالماً ومعلماً والعلم أجدر بالذكّي وأليق أبداً رواقك للمعارف أفيحٌ وعليه من سمت الجلالة رونق والطالبون الرّفْد فيه قوافل ترنو إليك محبة وتُحدِّقُ يأتون من كل البلاد نفوسُهُم ظمأى لِيَسْتَبقوا لَدَيْك ويَسْتَقُوا فعلى خوانك وهو دانٍ ليّن حَشْدٌ من النجباء فيه تألقوا يأتيك من أقصى البلاد مغرِّب فإذا مضى بالعلم جاء مشرق وتقيل عثرة مخطئ في أمره وسلاحك الحلم الجميل الأرفق ولربما تقسو فأنت: أبوّة ترضى على أبنائها أو تحنق بك يدرك الشادون كل عويصة فتبوح بالسر الخفي وتنطق * * * وجعلت دارك موئلاً أَلِفَ النَّدى للواردين تجمعوا وتفرقوا (مَعْنٌ) «1» عليه مرحب متهلل وَفْدٌ يزايلها وآخر يطرق وذووه قد أَلِفُوا فما يُرْخىَ لهم ستر ولا باب لديهم يغلق وضيوفه هذا غني مكثر وإزاءه عافٍ مُِقلٌ مُمْلق وعميده إرث السماحة حاتم بالمكرمات وقد زهون مخَّلق (2) ورث المروءة كابراً عن كابر وأخو المروءة والحياء مرهَّق «3» ومرزَّأ في ماله ومحسَّد ومبَّرأ ومسدد وموفق ويصون كل كريمة محمودة ويخاف مما قد يشين ويفرق ويقول لا كان التلاد وأهله إن لم يسودوا بالتلاد ويرتقوا * * * ولقد عرفتك في فؤادك حُرَْقة نَّزت جراحاتٌ تفيضُ وتَفْهَقُ أدمنت حزنك إذ رثيت لأمة هي منك قلبك في الجوانح يخفق وجعلت همك أن تكون بشيرها ونذيرها العريان وهو المشفق والسيفَ سُلّ فما يعود لغمده والحاديَ الهادي يقول ويصدق وجعلتها عرضاً يصان ويفتدى بالغاليات الطيبات ويصدق عاينتها فوجدتها مصروفة عن رشدها والجهل شر مطبق فهتفت من قلب يكابر لوعة والحزن عاصفة ونار تحرق أبناء إسماعيل«4» أنتم أمة في التيه مرهقة الخطى تتمزق أنتم أسارى الجهل يدعوكم له لَسِنٌ يقول ومدَّعٍ يتشدق أو سامريٌّ في الجهالة خابط يسعى به حقد قديم أزرق أومستكين قاده مستغرب أو قاده لضلاله مستشرق تتراكضون وراءه وشروُرهُ فيكم أشد من الزعاف وأرهق * * * ولقد رحلتَ وفي فؤادك غصة والعين يغشاها الذهول المرهق أبصرت أمتك الكريمة قصعةً وحمىً مباحاً في المذلة يغْرق عبثت بها أدواؤها وبلاؤها فيها ومنها غاشيات تطرق والمسلمون من الهوان كأنهم دِمَنٌ صواد بالبلى تتمزق «نتن» يعيث بهم ويعلم أنهم لن يثأروا مهما رغوا وتشدقوا يُقْضىَ عليهم غائبين فإن أتوا لم يغضبوا أو يأنفوا أو ينطقوا * * * لا أبا فهر فأمةُ أحمدٍ ستظل كالشمس المنيرة تشرق إن الذي حفظ الكتاب وصانه نوراً يفيض وجدولاً يترقرق سيظل يحفظها ويعلي شأنها ويقيل عثرة أمرها ويُوَفًّقُ منها اللياذ به ومنه حفظها والعهد منه ومنه جلّ الموثق ألاّ تموت وإن كبت في سيرها بل تستجيش ومن جديد تخلق فتعود بالبعث الجديد فتية كالغاب من بعد اليبوسة تورق والله واق من يؤوب لأمره وهو الحفي بمن أتوه الأرفق * * * ولقد كتبت قصيدتي بلواعجي والعهد داع والوداد الأسبق والعهد أكرمُه القديمُ زمانُه والوُّد أكرمه الأصيل المعرق فَعَسَاك تمنحها وشاحاً من رضا وعساك تبصرها بمجدك تخلق فتعود وهي قلادة وضاءة تزهو بمانحها رضاه وتعبق * * * شعري أبا فهر وحبي دمعة مهراقة والصدق مني موثق وعليك تبكي أعين وقصائد وتطول أحزان وليل يأرق نم حيث أنت فدار مثلك رحبة فيحاء والدنيا فِنَاءٌ ضيًّقُ ـــــــــــــــــ هوامش: 1 ـ هو معن بن زائدة المشهور بالكرم. 2 ـ أي عليه الخلوق، وهو نوع من الطيب. 3 ـ كثير الضيوف 4 ـ كان الفقيد يقول إذا رأى في أبناء أمته ما يغضبه «أبناء إسماعيل أنتم في التيه» وكأنه يراهم في حاضرهم يكررون تيه بني إسرائيل في ماضيهم. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 26-10-02, 05:30 pm   رقم المشاركة : 12
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

شعر:عبده علي الغيفي نظمها على نسق قصيدة محمود شاكر المشهورة بـ(القوس العذراء).



رثاء محمود محمد شاكر


لأمرك يا ربُّ تعنو المقلْ
وينزاح عنها الغشا والخطل(*)

وترضى لحكمك مهما جرى
فأنت الحكيم العظيم الأجلّ

نحاذر أمراً - وقد سبقت
إليه المقادير - حتى وصل

هو الموت نخشاه لكنه
قضاء أتى لاكتمال العمل

يسوق العبيدَ لخالقهم
وينقلهم من ديار العمل

تخطف من بيننا «فارساً»
له في النفوس مقام أجلّ

«أبا فهرَ» حارسَ كنز التراث
وسالك طُرْق الهداة الأُوَل

لقد كان فينا مهيب الجناح
شعاعاً من الفكر أنّى رحل

وسيفاً على مُعنِقات الخنا
يعالج فيها الوبا والعِلل

فقوّم منها عويج الخُطا
وكسّر منها غويّ الأسل

ومن جُعبة المجد سل السهام
«بقوس العذار»(1) رمى وانتصل

وفوق ُربى النيل غنّى لنا
فأطرب منا الحشا والمقل

لك الله - «محمودُ» من والد
رؤوف سكبتَ العنا والوجل

دفعتَ عن الحق رجمَ الهوى
يلذ لك الدفع رغم الكهَل

وتخشى على أفرخ غضة
يطاولها المكر أنّى نزل

تفانيت تبني لها أعمداً
توطّد فيها رشيد السبُل

وصُغت من الحرف قصة حب
لوحي الإله ونهج الرسل

وكنت على حدقات العيون
تعانق فينا شذىً لم يزل

رأيناك تدحر جيش الضلال
وتفضح زيف الغوى والجهل

فذاق (التفرنجُ) طعم الرّدى
وبارزْته بالهدى فانجفل

دفعت عن الحق كل سفيه
يناطح بالوهم صدق الأزل

ويحبك بالجهل خيط المراء
ليشنق فيه شموخ الجبل

مضيت تعفّر وجه الهوان
وتبعث بالجد عزم الأوَل

وترسم للسائرين الخطا
على شِرْعة لا تهاب الأذلّ

رأيتك في سامقات العلا
وحيداً تنافح كيد الخطل

وكنت تخوض الغمار وفي
مراد الليوث كؤود السُّبُل

تؤمّل في ومضات البروق
وهزم الرعود هطول الأمل

وتكتب للجيل معنى المضاء
وكيف يكون إذا ما انهمل

شغوف بخد المعالي وما
سَتَرْنَ عن العين حُورَ الجُمَل

فصغت الجمال على أحرف
وقد يعشق الحرفَ طرفُ المُدلّ

وألبستها من كريم الخصال
ومن أغنيات الهوى والغزل

وبلّلت في أكبد الظامئين
ربى الجدب حتى طواها الخمَل

كأن يراعك فوق السطور
ترفّقُ آس يزيح الكلل

وسرت توطّن نفس الهوى
بمحراب عزمك كالمبتهِل

فكنت بطهر التُّقى معْلماً
ومضرب قول بشرع المثل

مضيت وللجرح فينا نزيف
ورثناه بعدك لم يندمل

سنذكرك الدهرَ ما صدّحت
بلابل شدْوٍ تغنّي الأمل

ونذكر صوت الإباء العنيف
حداءً يهاتف فينا العمل

يروح ويغدو على أرضنا
أناس وتعفو رياحٌ وطلّ

ويبقى ذوو الشأن أنجم هدْي
بذاكرةالمجد كالمنتهل

ألا إن مرتحل الشامخين
على النفس صعبٌ وخطبٌ جلل

وإن كان حزن المداد شفى
وردّد بالدمع نبض المقل

فإن بكاء القلوب له
على صفحة الدهر معنى أجلّ

إذا غاب عنّا الشموخ المضيء
وبدّلنا الحزنُ دمع الثَّكل

فما غاب نهج مضى خلفه
تعطر منه ونال الكَحَل

وضمخ في المجد تذكاره
فكان شهيداً له في الأزل

وإن ودّع الطرف إلماحه
ففي ساكنات الصدور نزل

فرحمة ربّي ورضوانُه
رفيقاه في مرقد المنتقل

وجنة خلد وتيجانها
مآل - ويا رب - زده الجذل

سلام عليه - بمحيا الكرام
وموت الكرامة - رمز الأول

(1) «القوس العذراء» قصيدة مطوّلة للشيخ محمود - رحمه الله-

(*) ملاحظة: نظمت قصيدتي هذه على نفس البحر والقافية التي اختارها الشيخ محمود شاكر رحمه الله لقصيدته (القوس العذراء).

نشر في مجلة (الأدب الإسلامي ) عدد (29)بتاريخ (1422هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 26-10-02, 05:34 pm   رقم المشاركة : 13
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

شكرا لكم أشكر كا من أعانني على إتمامه والله أعلم ...



القاموس......




...







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 29-10-02, 06:00 pm   رقم المشاركة : 14
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

أشكر الأخوين

معاهدات

وماجد الاول .......

الشكر الجزيل ...

دمتما بخير ....







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

قديم 30-10-02, 07:24 am   رقم المشاركة : 15
القاموس
كاتب في الشئون السياسية والحوار الفكري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القاموس غير متواجد حالياً

مؤلفاته: 1 ـ المتنبي ـ عدد خاص من المقتطف عام 1936م ـ ط. ثانية في مجلدين القاهرة 1977م ـ ط. ثالثة مطبعة المدني ـ القاهرة ـ دار المدني بجدة 1407هـ ـ 1987م 2 ـ القوس العذراء ـ نشرت أول مرة في مجلة الكتاب 1371 هـ/1952م ـ مكتبة دار العروبة ـ القاهرة 1384هـ ـ 1964م ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة ـ 1392هـ ـ 1972م. 3 ـ أباطيل وأسمار ـ الجزء الأول مكتبة دار العروبة 1385هـ ـ 1965م ـ الجزءان الأول والثاني مطبعة المدني ـ القاهرة 1972م 4 ـ برنامج طبقات فحول الشعراء مطبعة المدني القاهرة 1980م 5 ـ نمط صعب ونمط مخيف دار المدني ـ جدة 1996م [وهو سبع مقالات نشرت في مجلة «المجلة» عام 1969، 1970م] 6 ـ قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام ـ دار المدني ـ جدة 1418 هـ ـ 1997م 7 ـ رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صُدّر بها كتابُ المتنبي في طبعته الثالثة 1407 هـ ـ 1987 م ثم صدرت في كتاب مستقل في سلسلة كتاب الهلال بالقاهرة. ب ـ تحقيقاته: 1 ـ فضل العطاء على العسر لأبي هلال العسكري المطبعة السلفية ـ القاهرة 1353 هـ /1934م. 2 ـ إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع لتقي الدين المقريزي. ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ القاهرة 1940م. 3 ـ المكافأة وحسن العقبى لأحمد بن يوسف بن الداية الكاتب ـ المكتبة التجارية 1359 هـ /1940م. 4 ـ طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ـ دار المعارف ط أولى 1952م ـ ط ثانية 1974م 5 ـ تفسير الطبري ـ الأول والثاني ـ دار المعارف 1954م ـ الثالث والرابع دار المعارف 1955م ـ السادس والسابع والثامن دار المعارف 1956م. ـ من التاسع إلى الثاني عشر دار المعارف 1957م. ـ الثالث عشر والرابع عشر دار المعارف 1958م. ـ الخامس عشر دار المعارف 1960م. ـ السادس عشر دار المعارف 1969م. 6 ـ جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار ـ جـ 1 مكتبة دار العروبة 1381هـ السفر الأول. 7 ـ تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله < من الأخبار للطبري ـ مسند علي بن أبي طالب ـ مسند عبدالله ابن عباس ـ السفر الأول. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1402هـ/ 1982م. ـ مسند عبدالله بن عباس ـ السفر الثاني ـ مسند عمر بن الخطاب. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1403هـ ـ 1982م. 8 ـ دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة 1989م 9 ـ أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني ـ دار المدني ـ جدة 1412 هـ/ 1991م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ هامش * استعنا في سيرة حياته وآثاره بالكتيب الذي صدر عن: الهيئة العامة لدار الكتب القومية والمجلس الأعلى للثقافة في 15/9/1997م. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)







التوقيع

[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] البينة: آية (5).

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:10 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة