السلام عليكم ..
عروقٌٌ اظمأها العطش
ابتغت ان ترتوي من تلك النفحات
اسأل الله ان يجعلها عمرة مقبولة ..
للمارين من هنا
::
كانت المرة الأولى التي اقبل فيها الحجر الأسود .. والمرة الأولى أيضا التي أصلي فيها في حجر إسماعيل .. في احد الأيام وقبل صلاة الفجر .. قررت أن احمل الكاميرا داخل اطهر البقاع
وأوثق صورا طالما حلمت بالتقاطها وربما ستكون المرة الاخيره .. وعزمت أمري وعاهدت نفسي ألا أضايق أحدا واكتفي بالتصوير من الدور الثاني ..
ومع أنني اكره القيود .. كان لا بد من المجازفة ..
::
في الصباح كنت لازلت أريد التقاط الكثير من الصور ..كنت مترددة قليلا لان الحركة زادت داخل الحرم وخفت التسبب لنفسي بالمشاكل إن احد لاحظ الكاميرا معي..
فكرت مالأسوأ الذي قد يحدث ..؟ ربما أن المحاولة قد تفيد وذهبت إلى حيث الزاوية التي أريد توثيق حركة الناس من الأعلى .. بعض الفضول لا يؤذي
لمحت احد المصورين معه زوجته هكذا بدت لي .. وقد كان يمتلك كاميرا كبيره ,علامتها الفارقة نيكون بالخط الأصفر ..و يصور بأريحيه بالغه .. فكرت انه من الممكن أن يكون قد امتلك التصريح أو الإذن بذلك ..
بعد دقائق مرت إحدى الموظفات قريبا منهم .. لاحظت ارتباكهم, وقام بإخفاء الكاميرا فورا
علمت وقتها أن حالهم من حالي .. كان وجودهم حافزا كبيرا لإخراج الكاميرا اقتربت منهم وبدأت في التصوير .. وثقت الكثير من اللقطات المعبرة أجملها كانت
لمحرم يدفع كرسي متحرك تجلس فيه مسنة تخيلتها أمه أو جدته كان يمازحها بأرجحة الكرسي .. فاتني الكثير أيضا مما لم استطع اقتناصه بسبب الحذر المقيت
::
[align=center][/align]
نزلت إلى الأسفل وأنا اغبط نفسي على الغنيمة التي خرجت بها هذا الصباح والحلم الذي أصبح حقيقة .. كنت أحس أن العيون تنظر إلي وأصابع الاتهام تشير إلي ..
احدهم يضع البطاقة كان ينظر مباشره الي خيل لي انه يريد أن يأخذ حقيبتي ويصادر سلاح الجريمة
كنت أتوجس خيفة كلما مرت إحدى الموظفات من أمامي ..حدثت نفسي لا بأس إن شاء الله ..علي أن أكون مطمئنة .. وأنا متجهه للخارج ناداني احدهم "ياختي " كاد أن يقف قلبي ..
تجمدت في مكاني دون تفاعل ..من السيئ أن يصبح التفكير عاطلا عن العمل ..أحسست باقترابه..
"تفضلي يا أختي "
مد يده بشريط يحوي محاضره .. تنفست الصعداء .. وشكرته .. من الجميل أن يكون قد فكر احدهم بإهدائك شيئا جميلا ولكن من المؤسف أن يصبح توقيتها سيئاً جدا ..
::
[align=center][/align]
من المواقف المؤثرة بالنسبة لي في ذلك اليوم عندما كنت في المكان المخصص للنساء داخل الحرم في هذه الأثناء مر رجل يشبه والدي رحمه الله إلى حد كبير ..
لم اصدق عيني .. حدقت فيه مليا وتابعته بلا شعور أحسست أنني كنت أسير بنظري معه في متاهات الغياب ..ظل ينظر إلي وهو يمشي كان ذلك أشبه برسالة بلا عنوان ..
ترى هل كان صورة من ضباب .. أم تجلى من ضباب صورة ! .. انتبهت إلى أنني لم أكن أضع النقاب على وجهي ..
وضعته بسرعة وعادت عيني تبحث عنه .. لكنه اختفى بلمح البصر ..كنت أتوق لعودته ولكن بلا فائدة
أيقنت مجددا أن الذي تركتني ورحل,لن يعود أبدا ..
::
[align=center][/align]
أصبحت الساعة الثامنة وقد كنت عازمة على تصوير بورتريه لكبار السن خارج المسجد الحرام .. بحثت عن مكامن الشجاعة لدي من الممكن أن تدفعني لأحقق ما أريد ..
كنت أسير وحدي وأوزع النظرات على الأرصفة .. وجدت واحدا واثنين وثلاث ولكن من المؤسف أنني لم أكن املك الجرأة لأطلب منهم الموافقة على تصويرهم ..
نزلت الدرج المؤدي لدورة المياه أعزكم الله وإذا بفتاة سمراء أظن أنها كانت بعمر الثانية عشر ..كانت تعتمر قبعة زاهية اللون حيكت من صوف ..
ركزت على عينيها وملامحها .. كانت مريبة بعض الشيء ,تنظر إلي بحده وتمضغ العلك بطريقه غريبة .. تفحصت ملامحها المعبرة وقرأت حديثها الصامت سريعا .. اجتاحتني الرغبة في تصويرها
عندما حاذيتها ,رفعت أطرافها المبتورة فجأة ..عندها دب الهلع في قلبي وقررت التخلي عن هذه الفكرة تماما ..
ابتعدت عنها وأنا أتساءل ياترى هل خلقت لتشقى .. أم لتُشقي من يراها؟
::
[align=center][/align]
عند العصر وبعد محاولاتي الفاشلة في الصباح .. قررت اصطحاب الصغيرات معي .. أختي وابنة عمي ..
ومع الأطفال سأتداول لغة التعاطف وأتجرأ أكثر على الطلب
مر اثنان يبدو أنهم من طلبة العلم يحملان كتبا دينية ولاحظا الكاميرا بيدي أشاروا علي بتصوير مسكين كان يفترش جانب الطريق يبدو منهكا جدا ..
تأملته طويلا .. كان شيئا مهملا في جزيئات الكون ..
وكمن يسلم نفسه للألم حتى الموت .. لم استطع رفع العدسة وانتهاك خصوصيته البائسة ..
ابتعدت عنه وأنا امني نفسي إلى انه سوف يكون في حال أفضل مستقبلا .. مع ذلك كان علي أن أوقن أنني خسرته .. وأكثر !
::
[align=center][/align]
بينما كنت التقط الصور للصغيرات مع حمام الحرم اقبل عامل النظافة
مبتسما وهو يشير إلى كيس الحبوب أظن انه كان يريد أن نفرغه مره واحده للطيور..
أحسست انه جاء هدية من السماء طلبت منه تصويره .. لم يمانع أبدا
وكانت هذه المرة الأولى في حياتي التي التقطت فيها بورتريه لكبير في السن وتعرفت فيها على ابتسامته
::
وأخيرا كان لا بد من الرحيل .. و نقطة ضوئية في آخر السطر ..
[align=center]تقبل منا ومنك صالح الأعمال
سعي مشكور وعمرة مقبولة
في كل مرة تتحفيننا بصورة خرافية
وما وضعتيه هنا يكمل مسيرة الإبداع والتألق الذي عهدناه منك
ولكن هذه المرة فاجئتينا بسرد قصتك التي تحكي لنا مغامراتك في التصوير داخل الحرم
وعشنا معكي أجواء الرهبة والحذر ومشاعر الخوف عند التصوير في مثل هذه الأماكن الممنوعة
حاولت اختيار صورة تكون بنظري هي الأفضل
ولكن كلما وقع الأختيار على واحدة أحسست أنني سأظلم الباقي
موضوعك جداً رائع
وأشكر الأخت بنت البدائع التي جعلته مميز
ولو كان لدي صلاحيات ليكون موضوع الشهر ما كفاه حقه
بنت البدائع .. اشكرك غاليتي .. والله يتقبل منا ومنك صالح الاعمال ..
وشكرا على ختم التميز كان شرف لي والله .. ودي وتقديري
..
فارس القصيم .. غمرتني بطيب الاطراء .. وحجم الاشادة من طيبك يا اخي .. وارجوا اني كنت خفيفة عليكم بهذا الموضوع وما ازعجتكم بالإطاله
واخيرا ممتنة للتثبيت .. من القلب شكرا وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال
.
Queen of buraydh .. اهلا ملكتنا .. تشرفت بحضورك وارجو ان يكتب الله لك زيارتها قريبا جدا ..
.
مياسه .. هي غير انسيه فعلا لان بها تحرر من هموم الدنيا ومشاغل الحياة على غير طبيعه الانس .. امتزاج روحي مؤقت ينتهي باكتمال سابع مدار .. كل الشكر والامتنان غاليتي ..
.
ămōяẻ ..شكرا لك وسعيده ان الموضوع حاز على اعجابك والله يتقبل منا ومنك صالح الاعمال
.
احلى عالم ..اللهم امين .. وشكرا للاشادة الجميلة جدا
.
سموه بديني .. تسلمين وما ادري وش تقصدين بمصابيح الفتح :$ وفعلا عامل النظافة كنت اصوره بالمكان اللي قلت شكلك خبره ما شاء الله افكر ابحث عنه اذا رحت مره ثانيه كان مرح وابتسامته لا تنسى . .. مشكوره الله يعطيك العافيه حبوبه
التوقيع
اللهم اغفر لوالدي وارحمه واعفو عنه
اللهم تجاوز عنه وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً
اللهم اني اسألك بأن تجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالميزان حسناته
وثبت على الصراط أقدامه واجعل الفردوس قصره ومكانه
[/align]
[/align]
[/align]
..
[/align]
[/align]
[/align]
العرض العادي
