كان فتىً مغرماً بالمعاكسات للفتيات ، جل وقته قضاه بالمكالمات الهاتفية والرسائل الغرامية حتى وقع في شباك الحرام . . آذى فتيات المسلمين بالاتصالات عبر الجوال النقال ، والتعرض لهن بالأسواق والمدارس ، هو ذئب بشري بمعنى الكلمة ، سقط في هاوية الرذيلة فأصبح في بؤس وشقاء ، كان ديدنه في كل عام السفر إلى بلاد الغرب لمعاقرة النساء هناك – عياذاً بالله من ذلك – .
ذات مرة سافر إلى إحدى البلاد السافرة فتعرف على فتاة كانت تحمل بعض المواصفات الفاتنة ، عري وتفسخ وفجور وخنا . . بدأت العلاقة تتطور حتى وصلت إلى العشق والهيام وأشياء أخرى تغضب الرب جل جلاله ، صرف الأموال الهائلة والعواطف الساحرة بالتوافه والحماقات ، وقبل أن يودع تلك البلاد الكافرة أخذ صوراً لتلك الفتاة التي تعلقت في قلبه !!! وهو في طريقه راجعاً إلى بلاده ركب سيارة تقوده إلى مدينته التي يقطن فيها ، وكان في قلبه مرضاً وفي جسمه الوهن والضعف وهو يتذكر تلك الفتاة ، وفي محفظته العشرات من الصور الكاشفة لتلك الفتاة السافلة ينظر إليها في كل لحظة ، وكأنها صلاته ، إنها عبودية القلب لغير الله ، عذاب على صاحبها ، فهو يتقلب من نار إلى نار ، إن التفت يميناً أو يساراً فهي له بالمرصاد ، أحرق شعاع نور قلبه بالمغامرات لتلك الفتاة ، تعذب بالحب الزائف ، والعشق الشيطاني حتى أصبح بؤرة فساد لفؤاده وكيانه ، الدموع له بحر لا ساحل له ، بل بحر مسجر بالنار ، تشتعل تلك الصور الخليعة في قلبه في كل ثانية ، لا ينام إلا وهي في جانبه . . ضيع الصلاة وعصى رب الأرض والسماوات ، فوكله الله إلى نفسه وبئس مطية العبد إذا وكل إلى نفسه الضعيفة كيف سيكون حاله ومصيره ؟ .
وفجأة وبسرعة جنونية ارتطمت عجلات السيارة بحجر كان في طريقهم فانقلبت السيارة عدة قلبات ، فلقي هذا الشاب حتفه واستسلم إلى ريب المنون هادم اللذات ومفرق الجماعات ، ويا لها من ساعة رهيبة وموقف هائل !! تُرى ماذا قال صاحبنا ؟ وماذا فعل وعلي أي حال مات ؟ نعم لقد تحركت يداه فرفعت صورة تلك الفتاة إلى عيناه الحمراوان والدماء تسيل من جبينه والموت يدنو منه ويقترب ثم نطق بلسانه وقال : أريد أن أرجع إليها ، فكررها حتى زهقت روحه ومات على أسوأ حال ، نعوذ بالله من سوء الحال .
أخي صح عنه r أنه قال : " يبعث كل عبد على ما مات عليه " رواه مسلم، فأي ميتة ماتها صاحب تلك الحادثة ؟ وأي مبعث سيبعث عليه يوم القيامة ؟ وماذا سيقول لجبار الأرض والسماوات ؟ إنها موعظة وعبرة
والنظرة للصور المحرمة جروح تغدق على القلب آهات وحسرات فتسيل منه دماء من العذاب والنكد والظنك والضيق والحشرجة في الصدر ، فتنغص على العبد عيشه ، فلا يتلذذ بقراءة القرآن ، ولا بمناجاة الرحمن ، فيحرم حلاوة الإيمان ويسلب من قلبه حتى يصبح عبداً لشهواته وملذاته ، ومن كرر النظر إلى الصور المحرمة من الفتيات أو الفتيان الوسام أصيب بمرض في قلبه خطير جداً ، ألا وهو العشق ، ومن هنا يصبح مريضاً في قلبه ، سقيماً في بدنه . . كيف لا ؟ وهو لا يستطيع وصال معشوقه فيتألم من ذلك ويتعب ويصاب بالهم والغم ، فإذا كرر النظر للصور الحسان ازداد عذابه وألمه ، فهو يتنقل من عذاب إلى عذاب ، وإذا استحكمت تلك الصورة المحرمة من قلبه عَظُمَ مرضه واشتد عذابه حتى يهلك وسبب ذلك السهم المسموم النافذ على قلبه وتساهله بالنظر للصور المحرمة