[align=center]**الحلقة الأولى**
((تأملُ معدم ))[/align]
[align=center]كان إبراهيم رجلاً متديناً ليّن الجانب دمث الخلق نقي السريرة محباً للخير
وكان يعمل أجيراً في إحدى المزارع في قريته لقاء مبلغ زهيد لايكاد يكفيه لسد جوعته وأسرته الصغيرة المكوّنة من زوجته وابنه
وفي أثناء ذلك كان يغالبه طموحٌ إلى أن يمتلك مزرعة كبقية إخوته وأقرانه الذين سبقوه في هذا المجال
حيث أن كل واحد منهم يمتلك مزرعة خاصّة له ويعمل بها ويساعده أولاده وزوجته
فالسائد في تلك الحقبة من الزمن أنّ من يمتلك مزرعة يُعدُ من ميسوري الحال
فعقد إبراهيمُ العزم على أن يجمع مبلغاً يستطيعُ به أن يشتري قطعة أرضٍ ليقيم عليها مزرعة العمر تكونُ عوناً له ولأبنائه من بعده على شظف العيش وتقلبات الدهر
ففكر إبراهيمُ في الطريقة التي تمكّنه من مضاعفة دخله لعلّه يستطيعُ أن يحقق طموحه ...
ونظراً لعدم توفر فرص الكسب المناسب لتحقيق رغبته في بلدته
فقد عنّت له فكرة السفر إلى إحدى المناطق البعيدة عن قريته لكون المناطق البعيدة في نظره أكثر توفراً لفرصة الكسب من غيرها ..
والتي استلهم فكرة السفر إليها من قول الشاعر :
( تغرّب عن الأوطانِ في طلب العلا ## سافر ففي الأسفار خمسُ فوائد )
فودّع زوجته وابنه ذي الثلاث سنوات وأسكنهما بيتاً صغيراً في القرية بجوار بيت أحد إخوته بعدما أمّن لهما مايكفيهما من طعام وماقد يحتاجانه من ملابس
وجلس يترقّبُ في سوق المدينة لعله يظفر بقافلة متجهة إلى حيث يريد
ونظراً لكونه لايملك مايدفعه لأصحاب تلك القافلة كأجرة لنقله فهو قد أنفق مالديه من مال يسير على زوجته وابنه قبل موعد سفره
فقرر أن يعمل خادماً في تلك القافلة نظير نقلهم لــه
وبعد ثلاثة أيام من الانتظار والترقب وجد إبراهيمُ القافلة وبدأت المسير على بركة الله
فكان إبراهيم يواصل عمل الليل بعمل النهار فقد كان عمله شاقاً ومكلفاً ولكنه لا يأبه بذلك نظير رغبته الجامحة في تحقيق هدفه المنشود
فعندما تستريح القافلة يبدأ عمله فيُنزلُ أحمال الإبل ويتركها تأكل من الأشجار القريبة وفي أثناء ذلك كان يعد الطعام لأصحابه تحت أشعّة الشمس اللآهبة وحرارة الرمل الحارقة
والأمل يحدوه بأن يعود إلى زوجته وابنه وقد جمع مبلغاً يكفي لشراء مزرعة صغيره تؤويه وأسرته وتكون مصدر رزقه ويتخلّص من دائرة هذا الفقر الذي يلازمه ...
ننتظر آرائكم ونقدكم الكل يشاركنا .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة هنا .
بقلم أحد الأعضاء .
قريباَ سيكشف عنه !
لكم أطيب المنى [/align]