جلستُ أنا ووالدي نُتابعُ التلفاز ..
فكان وقتها ..
موعدٌ مع مُسلسل باب الحارة ..
وكُنا نُتابعهُ باهتمام ..
وكُنا نتحسرعلى أيام زمان ..
وكُنا نرى تلك العادات والتقاليد ..
من رجولة واحترام ..
و نخوة بين الجيران ..
وفي نصف المُسلسل ..
وبعد دخول الأب إلى المنزل ..
وحضور بناته ..
يُسلمن عليه ..
ويقبلن يديه ..
سألني والدي ..
هل هذه الفتاة جميلة ..
فقلتُ أسأل مُحمد ..
فقال وما شأنُه ..
قلتُ لا أستطيع ..
فمقاييس الجمال لدي تختلف عنك ..
فأنت تُحبُها سمينه ..
كبيرة الردفين ..
عظيمة المنكبين ..
ممتلئة الوجه ..
فقال لي والدي ..
لا لقد إختلفت ..
ويعلم الله أنني شبه انحرفت ..
وندمتُ على ما أخذت ..
وفاتني الجسمُ السمبتيك ..
فلو عاد الزمان ..
ماأخذتُ أمك ..
فقال لي ..
من أين هذا الجمال ..
قلتُ له من بلاد الشام ..
قال ليتني كنتُ طيراً ..
فوقها حام ..
فالتفت إلي ..
وبنبرة حانية ..
قال يابني ..
لقد أوصى اللهُ بالوالدينِ إحسانا ..
فأنا يابني منذ زمن أنتظرُ إحسانك لي ..
قلتُ وماتريد ..
قال الزواج ..
قلتُ ممن ..
قال من هذه ..
قلتُ هذه من ..
قال التي في التلفاز ..
قلتُ إنها ممثلة ..
قال أعلم ياغبي ..
فليست هي أُريد ..
ولكن شبيهةً لها ..
في جمالها ..
أدبها ..
دلعها ..
فضحكتُ في نفسي ..
فقلتُ انحرف والدي ..
فقلتُ له ..
سوف ترى بري وإحساني ..
وكيف أتبع المنهج الرباني ..
ياوالدي ..
جهز نفسك للسفر ..
وتركتُ أمي في مرحلة الخطر ..
وذهب والدي لإحضار الجواز ..
وهو يرددُ ..أغنية ..
نوينا السفرعنكم نويناه .. حجزنا وقصينا التذاكر
بقلم
الأديب العاشق
ودمــــتــــم .... ســـالــمــيــن .
هذا مافعله باب الحارة بوالدي .