قصة الشاعرة الزعبيه مع الدواسر
قصيدة ومناسبتها
وقعت قصة قبل ستة قرون تروي أحد شيوخ القبيلة زعب ويدعى (ابن غافل ) كان يجاوره رجل من قبيلة (حرب) له قطيع من خيار الإبل ، وذات يوم طمع أحد الأشراف حكام مكة في ذلك العهد بتلك الإبل وأراد الاستيلاء عليها فأرسل إلى ابن غافل وجماعته ( بني زعب ) طالباً أن يسلموا له أبل جارهم وإلا حاربهم.
ولكي يقوا انفسهم شر الحرب من حا كم أقوى منهم طلبوا من جارهم أن يبايعهم إبله بأي ثمن يريده ، ولكنه أمتنع ، فحتاروا في الأمر ، وبعد التفكير الطويل والغير مجدي ، قاموا بالرد على شريف مكة فقالوا له : إن جارنا لم يقبل بيع أبله ، وعرضوا عليه أن يأخذ منهم فدية عن أبل جارهم ، بحيث يدفعواله فرساً عن كل ناقة منها ، وكانت الفرس آنذاك تشرى بمجموعة من النوق قد تزيد على العشر ولاتقاس بقيمة الأبل ، ولكنهم استهانوا بذلك في سبيل حماية جارهم ، وليدفعوا عن أنفسم خطر الحرب.
غير أن الشريف لم يقبل العرض ، فأصر على تسليمه الإبل أو الحرب ، وكان في إمكانهم أن يأخذوا الأبل من جارهم بدون رضاه وأن يعطوه ثمنها بدلاً من الإقدام على حرب طاحنه تشتت شملهم ،لأنهم قلة وخصمهم يملك من الجنود والاستعداد مالا قبل لهم به ، ولكن ذلك سيكون فيه إهانة للجار الأمر الذي لاتقره الشيمة العربية من إكرام الجار وحمايته ، ولذلك اختاروا أن يخوضوا غمار الحرب مع الشريف المعتدي مهما كانت النتائج بدلاً من أن يُهان جارهم أو تؤخذ إبله دون رضاه.
وبالفعل قامت الحرب واشتبك الطرفان وتغلب عليهم الشريف وقتل معظمهم وشتتهم ، و هرب الباقون وهم قلة.
وفي إحدى معارك حروبهم التي وقعت ليلاً تاهت إبنة أمير القوم على جمل لها ، وأصبحت بأرض نائية عن مرابع حيها ، وظنت أن قومها قد أتت عليهم الحرب عن أخرهم ، فأخذت تهيم في الفلاة ، وذات يوم بينما كانت تستظل بشجرة كبيرة مر بها ركب من قبيلة ( الدواسر) ورأوها بأعلى الشجرة فدعوها للنزول فنزلت بعد أن أخذت عليهم عهداً بأن لا يمسوها بسوء ، وعادوا لأهلهم بها ، ولما وصلوا ورآها ابن أميرهم أعجب بها وتزوجها ، ثم أنجب منها ولداً سماه (سباعا).
وذات ليلة ثلبتها إحدى نساء الحي حيث أتهمتها بأنها مغموزة النسب لايعرف لها أصل ، فتألمت من ذلك كثيراً وهاضت قريحتها بهذه القصيدة التي هي ملحمة شعرية حفظتها الأجيال من قبيلة زعب ، بل وغيرها من القبائل الأخرى ونورد منها بعض الأبيات :
تهـيـضـت يـا(سباع) لــدار ذكـرتهــا *** ولا عـــاد منـهـا الامــواري حـدودها
سبـــاع أمـــك تبكي بعين خفيــــــــة *** دموعهــــا تخفــي مـذاري خدودهـــا
لكن وقـــود النار بأقصـى ضميــري *** هــاض الغـــرام وبيـح الله سـدودهـــا
لـكـن حــجــر العين فيهــــا مليلــــــة *** ولكن ينهش موقهـــا من برودهــــــــا
دمعي يشادي قربــة شوشـليـــــــــــه *** بعيـد مـعشـاهـــا زعـــوج قعــودهــــا
زعبيه ياعــــــــم منـــــي هميـــــــــه *** ولانـي من اللي هافيات جدودهــــــــا
أنا مـــن زعـب وزعـب إذا واجهــوا *** علـى الخيل عجلات سريع ردودهـــا
طريحهم لاطاح ، شـوي ، ترايعــــوا *** تقـول فهـــود مخطـيـات صيـودهـــــا
أهل سربة لا أقـفـت لكنها مهجـــــره *** وإن أقبلــت كــن الجــوازي ورودهـــا
ولكم تحياتي .....................................