[align=center]
ما أجمل عبق الذكريات وأنت تزهو في قابل الأزمان الماضية ، في متصفح الأعلام تجد الذكريات الجميلة ، فتضحك لصغر عقلك وقلة خبرتك ، وركاكة أسلوبك وكلماتك . . .
كتبت هذا المقال حين طـُلب مني من قبل محرر مجلة "حلقتنا" -حين كانت المجلة تتكون من ثلاث صفحات! - ، وأذكر أني قد انتهيت حينها من قراءة أحد المؤلفات للأديب المنفلوطي وكنت مشغوفاً بها ، وحيث أني لا أتذكر تأريخ ذلك اليوم بالتحديد ، إلا من انتهائي من ذلك الكتاب الرائع.
وقد لاقى المقال قبولاً رائعاً من مشرفينا الفضلاء آنذاك ، وكنت أظنه لقوة المقال! ، حتى أدركت أنه من باب التحفيز فقط لاغير ، فجزاهم الله عنّا كل خير.
ياطلاب الحلقة !!
الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه أحمده حمدا كثيرا وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه
ثم أما بعد ... فكرت في موضوع اطرحه يهم طلاب الحلقات فوجدت أمراً خطيراً جداً ، قد وقع به البعض ، وتساهل به آخرون ، وأحبه الكثيرون ، وهم عن خطورته غافلون ، إنها مسألة عدم الإخلاص في العمل ، وخصوصاً إن كان العمل عملاً شرعياً ، فأنت أخي يا من سعيت وتعبت وبذلت واجتهدت في سبيل مجيئك إلى حلقة الذكر ، أنت يا من تركت الكسل وأتيت بنفسك لحفظ كتاب الله ، إن كنت لم تأتي مجبراً فعندي لك سؤال وأنا أعتبر هذا ليس بسؤال بل هو جواب بحد ذاته ، هل نويت في عملك الأجر؟ ، وهل أخلصت عملك في مجيئك؟ ، هل رسمت لك مخططاً لحفظ القران؟ ، أم أصبحت من الذين يأتون لتسلية وقتهم وتضييعه ، أو من الذين يأتون مرغومين ، فأنا أخشى على عملك الرياء فيحبط ، إلا إذا رحمك أرحم الراحمين ...
يخبرني شيخ عن طريقة حفظهم في بلادهم موريتانيا فيقول : كنا نستيقظ الساعة الثالثة فجراً فنبدأ بالحفظ حتى الساعة الحادية عشر ظهراً ، ثم نبدأ بالتسميع حتى الساعة الواحدة ليلاً ، ثم ننام ساعتين ونبدأ يومنا بحفظ كتاب الله عز وجل ... ويقول : وقد حفظت أنا ومن هم معي القـران وأنا في عمر العاشرة من السنوات ...
فكيف بك أنت أخي ! ، ساعة في اليوم لا تستطيع الاستفادة منها ، الآن أنت تجلس في حلقة ذكر تذكر الله وتحفظ كتابه ، تحفك الملائكة وتغشاك الرحمة بإذنه ، ولكن ياليت هذا العمل يكون بإخلاص فكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لك امرئ مانوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه ) متفق عليه.
فالبعض يأتي ويريد بأي طريقة أن يمر به الوقت وهو لايشعر لانتهاء مدة التسميع ، إما أن يشغل نفسه بالكلام الفارغ أو التفكير الملهي ...
أخي احتسب هذه الساعة التي سعيت فيها وبذلت المستطاع لمجيئك احتسبها لله ، واعلم أن أي عمل تعمله تخلص به لله عز وجل تكسب به أجراً ...
وأني ما أخرجت هذا الموضوع إلا لخطورته فاحذروا من الوقوع في هذه الدائرة ، واحذروا من الرياء الذي لا نجاة منه إلا بفضل الله ورحمته ، وهذا وأرجو أن أكون قد أصبت في كلامي الهدف المرجو من هذه الكتابة ، وأسأل الله الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأن تكون أفعالنا مصداقاً لأقوالنا وأصلي وأسلم على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
. عبدالله السنيدي[/align]