وحدهم من أنتظرهم لا يطرقون بابنــا..
و من لا أنتظرهم..
أرتطم بوجودهم كل ساعة ...
فـ جــارتنا" اللجوجـة "لا تكتفي بقرع بابنا..
بل تقتحم بيتنا كل صباح ..
و هم أنتظـرهم. مكتظةٍ بالتعـب....
و برحيلهم...و لكنهم لا يأتــون
و أصحـاب أبي الكـاذبين المتملقين..
يتمطون ببيتنا..و يأمونها بنفاق صبح مساء
ولكنهم _ هــم _ وحدهم... و بقدر ولعي بهم,
يذوبون هناك خلف الرحيل,و لا يأتون...
و البقال... و رسول الصحف يطرقون بابنا بانتظام..
وهم و لو بالخطأ لِبابنا لا يطرقون...
ربـاه فأني سأمت الترقب
أتفحص الوجوه الغادية و الرائحة لبيتنا
التهمها ... لعلي بهم أكحل ناظري
و لكن كما العدم هم و كقطعة من سراب..
و أنا كـ الطريدة خلف الوهم
تجاهلتهم أمـداً...
بل كفرت بشوقي لهم. ودست على مابين أضلعي
و ظللت أمارس خشونتي و جفائي نحوهم
و لكـــن...
ما إن ذهبوا, حتى هرعت لهم أرقبهم
و قيد العذارى يكبلني ..
و أراهم امـامي يذوبون بعيداً
هناك... يمتطون الغياب
فأمسكت علي صوتي ..
ودفنته بجوف الحياء ووجه أبي ...
و ظللت أشيع رحيلهم
و أتجـرع كؤوس فقدهـم
على أمل أن يأتــون
و يااا أملي كم ينصهر أمامي
كلما أخلف الباب معي وعده ..
.