[align=center]
[/align]
تسأليني عن جمانه ... ؟
جمانه ياحبيبتي ...
هي أجملُ طفلةٍ أبدعها الخالقُ سبحانَه
جمانه ...
هي أروعُ مَن أسدلَ الليلُ على عينيها سوادَه
جمانه ...
هي أحلى مَن ذابَ السُـكَّـرُ في وجنتيها كفنجانَه
جمانه ...
هي ألذُ مَن سَكَرَ في شفتيها الخمرةُ ورمانَه
جمانه ...
هي أزكى مَن إختلطَ بأنفاسها الياسمينةُ والأقحوانَه
جمانه ...
هي أعتقُ مَن طوقَ عنقها اللؤلؤُ ومرجانَه
جمانه ...
هي أبهى مَن خطَّ كفَّها الذهبُ وقفطانَه
تسأليني عن جمانه ... ؟
جمانه ياحبيبتي ...
هي السرةُ التي ترتوي سُكرها الطيورُ المهاجره
هي تلكَ الكفُ التي تنبتُ على راحتِها أشجارُ الفاكهه
هي أرقُ وأعذبُ هديةٍ أهدتها الآلهه
هي المُـزنُ التي تغسلُ مشاعرنا من الحقدِ والكراهيه
هي المطرُ بعينهِ ...
حينَ يطرقُ عليكِ البابَ والنافذه
وأنتي خلفُ النافذةِ راقده
يتوسلُ إليكِ ...
أن تزرعيهِ في مدنِ صدركِ الدافئه
أن يكسو قدميهِ بصوفِ نهدُكِ الأيمنُ الكشميري
ويلونُ يديهِ بجليدُ نهدُكِ الأيسرُ السيبيري
وفي نهايةِ السالفه ...
يموتُ واقفاً على النافذه
وأنتي راقدةٌ غيرُ آبهه !! .
جمانه ياحبيبتي ...
هي الضحكةُ التي تجلي ضجرَ الليالي السوداويَّه
وتوذنُ بإشراقةِ يومٍ جديد
هي الضحكةُ التي تمزقُ كآبةَ الصورةِ اليوميَّه
وتنثرُ الصلواتَ على الدماءِ التي تزيد !! .
هي تقاسيمُ وجهُ كلَ طفلةٍ جميلةٍ غضَّـه
راحةُ كفَّها المعجونةُ بالثلجِ والحِنطَه
شعرُها الأكحلُ السابِحُ على كتفيها وخصله ..
تغتصبُ الجبينَ وتحتلَّهُ في غفلَه !
بسمتُهنَّ وحلاوةُ الشفَّـه
حياؤهنَّ المغزولُ برِقَّـه
براءتُهنَّ المورِّدةُ الأزقَّـه
روحُهنَّ حين تزرعُ العشبَ قلبي وزوايا قصره
ويشرِدنَهُ في الطرقاتِ يجرجرنَ في الحواري نبضـه
فقلبي ياصغيرتهُ ...
حينَ يتسكَّعُ في الشوارعِ باحثاً عنكِ ياقِطَّـه
تارةً يسائلُ أنوارُ الشوارعَ حبَّـه
وتارةً يشتكي لكلِ نخلةٍ على الرصيفِ همَّـه
لاتسألي ياغادتي وقتَها لِمَ الزمنُ تعثر ؟
ساعةً يتخبطُ وساعةً يتبعثر
لاتسألي لِمَ الحَمامُ في الموقفِ الأخطر ..
يقصدُ عشَّهُ ليحتمي بصغيرهِ الأصغر ؟!!
لاتسألي لِمَ الأرقُ لعيونِ النساءِ صارَ الصديقُ الأكبر ؟
ولِمَ الهمُ نسي نفسَهُ على كلِ نهدٍ أيسر ؟
لاتسألي لِمَ الشاةُ تنقادُ خلفَ حبيبُها المُجبَر
وهي تعلمُ سلَفاً أنها مسيرةٌ حيثُ تُنحَـر ؟!!
لاتسألي لِمَ الشخصُ الأغبر
صار اليومَ هو الأجدر ؟
حينَ أتسكعُ وقلبي ياحلوتَهُ ...
لاتسألي كيفَ صارَ الأمسُ بعدَ غدِ ؟
وكيفَ تشكَّـلَ الخريفُ بخطوطِ يدي ؟
حينَ أُمَـشِّطُ الشوارعَ باحثاً رائحةَ ثوبُكِ
لاتسألي لِمَ العِطْـرُ يشربُ كلَ صبحٍ مِن قدميكِ ؟
ولِمَ الشمسُ تستظلُ وقتَها جفنيكِ ؟
لاتسألي كيفَ يعجنُ النحلَ في بطنه رحيقَ شفتيكِ ؟
وكيفَ انكسرَ القمرُ لنصفين يومَ مولدُ عينيك ؟
وبأنه مازالَ البحثُ جارياً عن نصفٍ في محيطِ خديكِ ؟
لاترهقي عقلكِ بالبحثِ عن مزيدِ الأسئله
وفتشي يامليحتي في ذاكرةِ الزمانِ عن الأجوبه
فتشي عن وجوهٍ متراكمةٍ في ذاكرتُكِ المتشبِّعَه
عن وجهِ صبيٍ أسمرٍ أحبَّ لؤلؤه
وصنعَ مِن قلبهِ بيتاً ومحَّـارةً متلألأه
لابدَ أن تعلمي ياصغيرتي مَن يكونُ ذاكَ الصبيْ ؟
ذاكَ الذي خشيَ أن يجلدَ الرقيبَ حبَّكِ الأبيْ
حبُكِ الطاهرُ الأبيضُ الصادقُ النقيْ
لابدَ أن تعلمي مَن أكونُ أنا .. ؟
ذاكَ الذي أحبَّـكِ .. وسيُحبُكِ حدَّ الفنا
لابدَ أن تعلمي بأني حينَ أعشقُـكِ ...
لاأكونُ في كثيرٍ مِن الأوقاتِ أنا !!
حينَ أعشقُـكِ أيتُها المُختارَه ...
أصبحُ سيدُ هذهِ الحضارَه
وسيفُ الحبِ ونارَه
وأميرُ العطرِ ووقارَه
وللرجولةِ مقاماً ومَنَارَه .
حينَ أعشقُكِ أيتُها الأسمى ...
تصبحُ شقتايَ جدولاً ومرعى
تأكلُ منهُ الحِسانُ السُكرَ وتروى
ويغتسلنَ بماءِ الوردِ الأزكى
ومِن وجنتيَّ يتعطرنَ بالقرنقلِ والدفلى .
حينَ أعشقُكِ ياأجملَ الغنادير ...
أصبحُ فتاتَ خبزٍ تقتاتُ منهُ العصافير
وقُـبلةً خجولةً لعاشقينِ فوقَ الحصير
وأنفاسٌ دافئةٌ تتسابقُ في مضمارِ السرير !! .
حينَ أعشقُكِ أيتُها الجميله ...
تصيرُ خلايايَ حباتُ رملٍ سكيره
لخمرةِ قدميكِ المتعريةِ الأميره
ويصيرُ دمي قطراتُ ندىً أسيره
لرخامِ ساقيكِ الملساءُ الصغيره .
حينَ أعشقٌكِ ...
ياحُـلُمَ الماضي وأملُ المستقبل
تصيرُ الحياةُ في قُبَـبِ نهديكِ أجمل
وعلى مناراتِ ساقيكِ الأعاليَ أسهل
وحولَ خصركِ الأفراسَ تركضُ وتصهل .
حينَ أعشقُكِ ...
يا امرأةً يلبسُها اللؤلؤُ والزعفران
ينبتُ على شفتي السوسنَ والأقحوان
وعلى جبهتي ترتعُ عرائشَ الرمان
وفي أصابعي يحبلُ الأراكَ بغصنِ البان .
تسأليني عن جمانه ... ؟
عن عينيها , خصلات شعرها ويديها ؟
جمانه ياحبيبتي ...
هي طفولتُكِ المولدةُ مِن رحمِ الأنوثةِ والحياءِ المُعَطَّـر
هي طفولتُكَ المكسوةُ ببياضِ الثلجِ الناعمِ المُـزَهَّـر .
عيناها ياعينيَّ عينيكِ ...
زوجُ حَجَلٍ يشربُ الوردَ مِن يدي
يملأُ بالشوقِ مُـغمرِ كاساتِ غدِ
وعلى غصنِ خدُكِ الطري
يُنشِدُ إسمُكِ العذبُ الشدي .
يداها يايديَّ يديكِ ...
مدينةٌ كساها الثلجُ
وأشرقَ في جوفِها الوردُ
وعلى أطرافِها أينعَ العطرُ
مدينةٌ تذوبُ في خاصرتِها الشمسُ
وتعبقُ في خطوطِها ذكرياتُ الأمسُ
ووفي عنقِها يُـدلِلُ الطهرُ الهمسُ .
تسأليني عن شَعرِ جمانه ... ؟
شَعرُها ياخليلتي ...
هو طفلةُ الأعوامُ الأربعةَ وأشهرٍ مُـصانَه
هو أنتي .. تلكَ الطفلةُ التي بعثرت جغرافيتي
وغيرت لقلبيَ مكانـَه !
ينبضُ في عينيَّ تاره
وفي أصابعي تاره
وتارةً أُحِسَّـهُ في نظراتِ الأخلاءِ العطشانَه
حين يتغرغرونَ بإسمُكِ الأخضرُ وأغصانَه .
أما زلتي تسأليني عن جمانه ... ؟
جمانه ياحبيبتي ...
هي التي أحِبُها وأحِبُ أن أشربَ مِن عينيها كما أنتي
هي التي أعشقُها وأعشقُ أن أصعدَ مناراتِها كما أنتي
هي الشمسُ التي يمطرني دفؤها بأملِ اللقاء
وهي البحرُ الذي يخيفني غدرُهُ مِن ألمِ الجفاء
فباعدي بيني وبين الألمْ ...
وامسخي آلامي ياحلوتي بالأمل
فيكفيهِ جسدي منكِ ما احتمل
وعينايَ مافاضت مِن ملحُها وانهمل .
فاقتربي ياحبيبتي إليَّ
وكوني لؤلؤةً بين يديَّ
وطفلةً تداعبُ عينيَّ
وعصفورةً أطعمُها شفتيَّ
تعالي وافتحي ذراعيكِ لأضلُعي الغريقَه
وكوني لي أماً وزوجةً وطفلةً وصديقَه
تنتشلُني مِن خيالي وتزرعني في تقاسيمِ الحقيقَه
فإسمُكِ خلَّـقَ مِن راحةِ كفي حديقَه
ومِن أصابعي المهجورةَ مناراتِ ذهبٍ عريقَه .
أفلا تكوني لي ..
وتطمري بالحبِ جراحي العميقَه
أرجوكِ أن تكوني ...
وتمزجي أحرفَ إسمُكِ بحروفي
لتنبُتَ الجِنانُ في كفُكِ وكفوفي
وتصنعي العطورَ مِن جسدُكِ المصون
لتملئي بها قواريرَ عشقي المجنون
فأنا مِن دونِ رائحتُكِ لا أكون
سوى غُـصنٍ شاحبٍ تُرهِقُـهُ الظنون
يكادُ يسقُطَ مما كانَ يظنُ أنها المُـتون
فكوني لي شجراً وعشباً وماءً ضاحكَ العيون
وعودي إليًّ طفلةُ الأربعةَ سنين
لتحتضنُكِ عينايَ وأنتي تبتسمين
وأُقَـبِّـلُ مابينَ عينيكِ وأنتي تخجلين
فترفعين كتفيكِ , ولعينيكِ تُغمضين
لا أكتفي بقُـبلةً بين عينيكِ
فأحاولُ أن أزرعَ في شفتُكِ الرطبه ...
قُـبلةً يملؤها الحنين
فتغمسين يديكِِ بحلوى شفتيكِِ لتمنعين
قـلباً لا قُـبلةً ...
أحبَّ اللجوءَ لأسفلِ شفتُكِ , كالنازحين !
فأُجبرَ أن ينزحَ لراحةِ كفُكِ الغضُ الرزين .
فعودي يانشوةَ الياسمين ...
وأعيدي قـلباً ترعرعَ في كفُـكِ لصدري الحزين
أعيدي ذاكَ الربيعُ بعدَ العاشرُ الممسوخَ وهو جنين
وتعالي نروي ظمأُ الأربعةَ عشرَ ربيعاً ولا تترددين
وضعي رأسي على كتِفُكِ ..
واربتي على ظهري كطفلٍ جاوزَ العشرين !!
فأرجوكِ أن تكوني ...
ولا ترهقي عقلُكِ وعقلي وتسألين
وتُخَمْنينَ الجوابَ على هوائكِ وتتوترين
فجمانه ياحبيبتي ...
لاتكونُ إلا إذا أنتي تكونين !! .
العرض العادي
