العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > ديوانية الشعر والأدب

الملاحظات

ديوانية الشعر والأدب كل مايتعلق بالشعر والأدب من نظم الكاتب أو من منقوله

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 13-04-06, 11:45 am   رقم المشاركة : 1
العفش
عضو فضي
 
الصورة الرمزية العفش





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : العفش غير متواجد حالياً
أسئلة خفيفة عن الشعر الشعبي


يسمى الشعر الشعبي

ويسمى الشعر النبطي

ويسمى الشعر العامي

ويسمي الحورنيات

كلها مسميات عابرة وكل يسميها على مزاجه


ولكن المهم متى بداء الشعر الشعبي بين الناس

هل بداء بعد إندراس اللغة العربية فالشعر الشعبي لايمت للغة العربية لامن بعيد ولا من قريب


والدليل هي الفاظه وطريقة خروجها من اللسان حيث تقراء بعض مايسمى بالقصائد ولا تستطيع كتابة اللفظ


فاأين هي من الشعر العربي المسطر باالكتب


ثانياً هل من يقول القصائد الشعبية يسمى شـــــــــاعراً

ويمكن ان يقارن بشعرا مثل المتنبي او جرير او الفرزدق وغيرهم من فطاحل الشعر


ثالثاً هل برز شعراء شعبيون في زمن الخلفاء الراشدون او في زمن الدولة الأموية او العباسية

او في زمن الدول الأسلامية السابقة


الا يعتبر الشعر الشعبي هو من اهم ادوات زوال اللغة العربية لغة القراَن


وشكراً







قديم 13-04-06, 12:39 pm   رقم المشاركة : 2
فهد الطويان
شاعــــــــر قدير
 
الصورة الرمزية فهد الطويان






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فهد الطويان غير متواجد حالياً

الأخ العزيز العفش.
.
حياك وشرفت خيمة الشعر بهذا السؤال الذي كثيرا مانسمعه ممن لايستسيغون الشعر الشعبي الذي يكتب بلهجة أهل البلد التي يتداولونها ويفهمونها فيما بينهم..
وأيضا نسمع هذا السؤال ممن يعتبرونه تهديدا للغة العربية وهذا مفهوم خاطيء لأن اللغة العربية محفوظه إلى يوم الدين بالقرآن الكريم ومحفوظة في عقول وقلوب ومهج العرب .
.وأنت يتضح من سؤالك أنك من هؤلاء المنتقدين وغير المرحبين بالشعر الشعبي أو النبطي..
..
وأقدم لك هذه الدراسة عن الشعر الشعبي أو النبطي نقلتها من المواقع الكثيرة التي تهتم بالشعر الشعبي وترد على منتقديه .
أتمنى أن تجد فيها مايجيب على تساؤلاتك.
تحياتي لك وللجميع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1:::

إن الشعر النبطي فن عريق لصيق بهذه الأمة . . . هو شعر الروح والبوح المعبّر عن اللوعة والحنين والصفاء
ولقد وظف شعراء النبط عناصر اللغة التي تتمثل في الأصوات والمفردات المختلفة لخدمة المعاني التي عكفوا على إبرازها في صورة مقبولة نقية غير متكلفة تعزف على أوتار النفس وتهمس في الآذان بأعذب الألحان فتوغل فينا بما تحمله من لوعة فراق أو زفرة وجد أو لحظة صدق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

إن الشعر النبطي عربي النشأة . . . ويمتد الشعر النبطي من (( الزمن الهلالي )) بني هلال
ومعنى كلمة (( نبط )) في اللغة العربية أي ظهر بعد إخفاء . . . والشعر النبطي فيه الظهور بعد الخفاء
يقال : حفر الأرض حتى نبط الماء . . . وجَدَّ في التنقيب حتى نبط المعدن
وتسمية الشعر النبطي اختلفت فيها الآراء

الرأي الأول يقول
إن تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم ترجع للأنباط وهم جيل قدم من بلاد فارس وسكن العراق.

والرأي الثاني يقول
إن أول من قال الشعر النبطي هم (( النبطه )) من سبيع القبيلة العربية المشهورة . . . ورد ذكرها في كنز الأنساب تأليف حمد بن إبراهيم الحقيل الطبعة العاشرة صفحة 180

والرأي الثالث يقول
إن التسمية نسبة لوادي (( نبطا )) قرب المدينة المنورة وهو رأي يفتقر إلى الدليل وتنقصه الكفاية العلمية لذا فهو رأي غير مستقيم

والرأي الصحيح ::
في تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم انه استنبطه العرب من لهجاتهم المحلية المعبرة عن أدب القبيلة ليعبر به الشاعر النبطي عن مشاعره وآماله واحلامه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
2:::

الشعــر .. والشعــر الشعبي

أفضل ما أبتدئ به حمد الله عز وجل بما هو أهله , ثم الصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله خاصة وعلى جميع أنبيائه وبعد :

لا شك أن لكلمة الأدب والشعر المنزلة العظمى بين العقلاء من الناس فالشعر هو لسان الناس المعبر عن شعورهم وأحاسيسهم , وكلمة الأدب هي الكلمة المؤثرة في الجيل المحركة للنفوس الملهبة للحماس .
إن الأدب يعصم صاحبه من زلة الجهل , وأنه يروض الأخلاق ويلين الطباع , وأنه يعين على المروءة وينهض بالهمم إلى طلب المعالي والأمور الشريفة .

وما الشعر إلا من الشعور بل هو الشعور بذاته تفيض به النفس فيتحد بنغم يوقعه الشاعر على أوتارقلبه , ويحمله على أجنحة مخيلته فيولد ما يدعونه القصيـــــــــدة .

الشــــعر كما عرفه الكثير من العلماء والأدباء هــو :
الكلام المقيد بالوزن والقافية الذي قصد به الجمال الفني ( المعبر غالبا عن الانفعال وصور الخيال البديع ) .
وقد تجاوز بعضهم حدود الشعر بالمعنى السابق وأطلقه على كل كلام تضمن خيالا ولو لم يكن موزونا ومقفى .
والشعر موهبة تصقله الثقافة والتجارب التي يمر بها الشاعر في حياته ويكون لها أثر كبير في شعوره وتحريك وجدانه , ولا يستطيع من منحه الله موهبة الشعر إلا أن يكون شاعرا شاء ذلك أم أبى لأن الشعر شيء يختلج به الصدر وتفيض به المشاعر قبل أن ينطق به اللسان .

هو زاد المسافر وملهاة السامر ومسلاة للمهموم وسلوة للمكظوم , وهو جمال القول وفتنة الكلام .
الشعر وسيلة تعبير عن ما يدور في خلجات النفس البشرية ...
000
وهذا يشمل الشعر بشقيه : الشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي

فالشعر الشعبي شعر عربي فقط لغته عامية لكنه يحمل خصائص وفنون الشعر العربي , وتوجد فيه جميع عناصر ومميزات الشعر العربي الفصيح من بلاغة وإيجاز وسرعة خاطر ودقة وصف واتحاد موضوع .
وهو ابداع يحمل الكثير من الملامح الجمالية ويحمل نفس الصور الابداعية التي يحملها أي ابداع آخر .
والحق أن في الأدب الشعبي صورا إنسانية ولفتات فلسفية لا يستهان بها , وهو إلى جانب ذلك فيه تاريخ أخلاقي للجزيرة العربية , وفيه تاريخ أحداث ووقائع أيضا .

وإذا نظرنا إلى الشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي نجدهما ثمرة من ثمار العقل والتجريب ونبع ينبع من إحساس وشعور الشاعر .

ومما لا شك فيه أن للشعر الشعبي المكانة المرموقة بين أفراد المجتمع على اختلاف الطبقات وله بصماته الخاصة والواضحة وتأثيره بالنفوس . وقد قيل : من لا تراث له لا حضارة له .
لذا نجد كل الشعوب تعتز بتراثها وتحافظ عليه, والشعر بشقيه الفصيح والشعبي كلاهما يعدان من تراث العرب وسجل أمجادهم ومفاخرهم الماضية .

ومما يميز الشعر الشعبي اليوم هو أنه يصدر عن طبع وسجية مرسلة والشاعر الشعبي أبعد ما يكون من التكلف في خواطره واجترار العبارات وهو أي الشعر الشعبي من أجمل وأقرب الألحان إلى النفوس .


وفي الختام

أقول مخاطبا من يستهجن هذا النوع من الشعر :
أن الشاعر يولد بموهبته , ولا يستطيع من منحه الله موهبة الشعر إلا أن يكون شاعرا شاء أم أبى فإذا تمكن من تجويد اللغة العربية أبدع فيها , وإذا نشأ عاميا ظلت لغته عامية , وهذا الشاعر العامي أو الشعبي له مشاعر وإحساس وعنده وجدان وخيال ولديه عقل وإبداع فهل نسقط هذه النواحي الجمالية من أدبه دون أن نستفيد منها ونجعلها امتدادا لنموذجنا الأدبي , لا شك أن في ذلك ظلم وحيف .

..............


وقــفــــــــــة :
أخــذت لي في ماضي العمر سجات................ يوم الهوى قايم وانا اتبع هوايه
يوم ان لي مــع تلع الارقاب صرفاتا................ابيـع واشـري بينهن بالســعايه
واليوم شبت وتبت عـن كل مـا فات............ ..وطويت عن كل الـموارد رشــايه
لولاي اوســع خاطـري بالتنهـــــات............ ..وابصر بحالي مـن خلاي بخلايه
لاغدي كما المذهب ورمي بالاصوات............. ..خبل على ما قـال راع الــروايه

ابن سبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3::

الشعر النبطي :

التسمية :

سمي هذا اللون بالشعر النبطي العامي ويسمى ايضا بالشعر البدوي . وذلك لان لغته قد تخلصت في كثير من الاحيان من بعض الظواهر التي تلتزمها اللغة العربية الفصحى بضبط اواخر الكلمات (.(. الاعراب.).) ونحو ذلك .. ..

وسمي بدوي :
لان لهجته ومفردات كلامه هي نفس لهجة وحديث اهل البادية في تعاملاتهم اليوميه وان كانت لاتبتعد كثيرا عن الفصحى ..
ولان اكثر من يتعاطى هذا اللون هم شعراء البادية .. رغم ان هناك من يتعاطاه ممن يسكنون المدن والقرى .
وشاعر النبط ان لم يكن ملما بلهجة اهل البادية تجد شعره يفتقر للجودة التي تسمعها من الشاعر البدوي الملم بهذه اللهجة التي هي في الاساس لهجته اليوميه اضافة الى العفوية التي امتاز بها ولم تخل منها لهجة البادية حيث تاتي بسيطة دون تعقيد او تلوين .
وقيل انه سمي (.نبطي.) نسبة الى اول من قاله وهم عرب يسكنون وادي (.نبطا.) او (.نبط.)
بناحية المدينة المنورة . وليس ثمة دليل على صحة هذا الراي؟!
والقول الراجح :
انه سمي بهذا الاسم لانه استنبط بمعنى استحدث او استمد من مصدر موجود والاستنباط يعني الاستخراج فيقال نبط الماء .. أي .. نبع الماء .
فمن اين يكون ذلك ؟
طبعا من الشعر الفصيح , حيث كان الفصيح سائدا واللغة العربية في اوج ازدهارها وعظمتها وقبائل العرب مجتمعه في موطنها الاصلي جزيرة العرب قبل ان تبدا الهجرات والنزوح لاسباب مختلفه لامجال لتناولها هنا ؟!
فاصبحت كل قبيلة تسير بمفردها ولها مكان تقيم فيه وبالتالي ضعفت اللغة العربية وظهرت اللهجات .
فنلاحظ ان الشعر النبطي لاهو بالفصيح وليس ببعيد عنه , فهو مشتق منه اذا فهو الشعر العربي الفصيح نفسه ولكن دون الالتزام بظواهر الاعراب وقواعد اللغة والنحو .
يقول ابن خلدون . الشعر من البلاغة ولا دخل للبلاغة في الاعراب .. والشعر متى ماكان مستقيما محتفظا باوزانه فلا قيمة لحركات النحاة فيه .) .

الاصـــــــل :

يرجع اصل الشعر النبطي الى بني هلال القبيلة العربية المشهورة والتي عرف تاريخها حتى في الاساطير الشعبية , وهي من اكبر القبائل العربية وهاجرت من جزيرة العرب الى المغرب العربي في اشهر واطول تغريبة (. تغريبة بني هلال .) عرفها التاريخ وقد استغرقت زمنا طويلا مرورا ببلدان كثيره لينتشر بذلك الشعر النبطي في كل المناطق التي مروا بها مسجلا كل ما مر بهم من احداث , والى ذلك ظهر (.(. بحر الهلالي .).) نسبة الى بني هلال .. يوكد ذلك انك لو سالت أي عازف للربابة حاليا عن اصل الربابة فبلا شك سيقول ان جرة (.(.الهلالي.).) هي الاصل والبقية تفريعات لهذه الجره.
وهذا يؤكد ان الهلاليين اول من استنبط هذا الشعر وغناه على الربابة التي هي الآلة الموسيقية الوحيدة التي ظهرت بظهور هذا اللون , واصبح يربط من حيث قصر البيت وطوله على حسب نغمة الوتر الواحد بالربابة .
ومن الامثلة على ذلك :
قول : سعدى الهلالية من ابيات لها :-



تقول فتاة الحي سعدى وهاضها= لها في صفوف الباكين عويل
ايا سايلن عن قبر الزناتي خليفة= خذ النعت مني لاتصيرهبيل




ويطابقها قول : جري الجنوبي رغم الفارق الزمني الكبير من ابيات له :


يقول جري اشرف اليوم مرقب = طويل الذرى للريح فيه زليل
طويل الذرى تهفي الحوايم حوله= وللحر الاشقر في ذراه مقيل



وتتغزل (. عليا .) الهلاليه :


ياركب يللي من عقيلن تقللوا = على ضمرن شروى الحنايا نحايل
يجيكم واحدن مايزر ثوبه= هبيل يلعب بالقلوب الهبايل
تراه ابوزيد الهلالي سلامه = راعي الصخا راعي الوفا والفعايل
قولوالابازيدان بغاني بغيته= وان دور البدلا لقينا البدايل



وسار الشعر النبطي على هذا المنوال عبر ثلاثة قرون من الزمان .. أي من القرن السابع الذي ظهر فيه حتى القرن العاشر الهجري أي على الطريقة الهلالية او على البحر الهلالي .

اقــــــســـام الشعر النبطي :

ينقسم الشعر النبطي الى قسمين :
1- الشعر المنظوم (.النظم.):
ويسميه البعض شعر الديوان وهو الذي ينظمه الشاعر بارادته متى اراد ذلك دون الزام وله بحور عديده واوزان ياتي ذكرها فيما بعد . وسمي كذلك لانه يكتب ويجمع ولامجال للارتجال فيه ويحق للشاعر فيه التغيير والتنقيح والاضافة او الحذف حسب مايراه مناسبا .
2- الشعر المرتجل (. الارتجال.) :
ويسمى بشعر الميدان وهو شعر القلطه او(. المحاوره.) الذي يرتجله الشاعر بنفس الوقت الذي يغنيه فيه (.(.طاروق.).) معين .. فيتقابل شاعران ويبدأ احدهما ببيت من الشعر على لحن معين ويرد عليه الآخر على نفس الوزن والقافية والمعنى ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4::
إذا كان ابن خلدون أول مَن أدرك العلاقة بين الشعر النبطيّ وشعر الجاهلية وصدر الاسلام وعالجها في مقدمته

الشهيرة فإن هذه العلاقة ظلّت مثار التباس طوال قرون مثلها مثل الشعر النبطي نفسه الذي لم يحظ بما ينبغي أن يحظي به من اهتمام علميّ ونقد موضوعي وتصنيف. وإن لم يسمّ ابن خلدون هذا الشعر الذي عرفته الجزيرة العربية في العصور الغابرة بـ النبطي فهو سمّاه بالشعر البدوي والقيسيّ بحسب لغة أهل المشرق وسمّاه بـ الأصمعيات وفق لسان أهل المغرب. علي أنّ التسمية النبطية لم يبتدعها إلا أهل الجزيرة وبدت مقصورة عليهم. ويفيد معظم الدلائل التاريخية بأن هذه التسمية اشتقت وصيغت داخل الجزيرة علي أيدي العلماء والنسّاخ.
قد لا يكون كتاب الباحث السعودي سعد العبدالله الصويان الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النص (ہ) أول بحث يتناول قضية الشعر النبطي، لكنه حتماً أول بحث علمي يرسخ ظاهرة هذا الشعر عربياً ويستفيض في معالجة قضاياه المعقدة، مرتكزاً الي مناهج عدة كالمنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي والمنهج اللغوي ومنهج المقارنة... ولعل الكتاب الذي تخطت صفحاته الستمئة افترض جهداً بالغاً وسنوات من البحث عن المادة الشعرية في ثنايا المخطوطات ومن العودة الي عيون المصادر الشفوية والمخطوطة. وكان لا بدّ للباحث من أن يتصدي بدءاً للمواقف السلبية التي كثيراً ما تبناها النقاد والمثقفون العرب حيال هذا الشعر وحيال الأدب الشعبي عموماً، ومن أن يناقش بعض المقولات الدينية والقومية والسياسية والنخبوية التي عزلت هذا الشعر الشعبي وعادته وكالت له التهمة تلو الأخري. ويري الباحث ان الشعراء الذين كتبوا الشعر النبطي واعتمدوا اللغة العامية لم يتخلّوا عن التزامهم مبدأ إحياء اللغة الفصحي والحفاظ عليها، ولم يسعوا الي تشجيع العامية علي حساب الفصحي وإنما علي العكس، فشعرهم هو سليل الشعر العربي ووليد اللغة العربية. ولعل التحفظ عن هذا الشعر أو الشك فيه لا أساس واقعياً له بل ان منشأه هو سوء الفهم والمنطق الخاطئ. ولم يؤدّ تجاهل الشعر النبطيّ نخبوياً وسياسياً وقومياً إلا الي رواجه وشيوعه في الأوساط الشعبية والارياف والمناطق وبعض المعتركات الأدبية.
يعالج سعيد العبدالله الصويان قضية الشعر النبطي في سياقها المفترض وفي صميم الثقافة الشعبية التي ينتمي اليها هذا الشعر. لكنه أيضاً لا يتواني عن ترسيخ هذا الشعر الشعبي في أديم الشعر الجاهلي وشعر صدر الاسلام وهما ينتميان الي تراث اللغة العربية الفصحي. فالعلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعر النبطي واللغة العربية هي خير دليل علي شرعية هذا الشعر وعلي جذوره العربية الصافية. وهذه العلاقة لا تدل عليها فقط أوجه الشبه بين بعض القصائد أو الأبيات من هذا الشعر وذاك، بل تؤكدها الرؤية الشاملة التي توحّد بين الشعرين وكذلك وحدة النظرة والموقف. والعلاقة هذه لا تُختصر في الناحية اللغوية والبلاغية أيضاً لأنها علاقة عميقة وذات أبعاد عدة وليست علي قدر من البساطة كما يظن البعض. انها علاقة شائكة وكثيرة المنعطفات والمزالق وتحكمها قوانين متشعّبة . وهي تتفاوت بين مرتبتين ولكن غير منفصلتين واحدتهما عن الأخري. فهي علاقة أدبية (ولغوية) وعلاقة تاريخية - حضارية. العلاقة الأدبية علاقة مصطنعة مبنية علي المحاكاة الشعورية والتقليد الواعي . أما العلاقة التاريخية - الحضارية فهي علاقة طبيعية عضوية عمادها النسب اللغوي والفني وقوامها الاستمرار التاريخي والحضاري بين مجتمعات الجزيرة العربية منذ العصور القديمة حتي العصر الراهن. ليس من المستهجن إذاً ان يلتقي الشاعر النبطي وشاعر الجاهلية أو شاعر صدر الاسلام في وحدة الرؤية الحضارية والحس الفني والمعاني المتقاربة والصناعة المتطابقة. فالشعر هنا، كما يعبر الباحث، هو صدي للحياة نفسها وللظروف الطبيعية والاجتماعية نفسها. أما التشابه الناجم عن هذه العلاقة بين الشعر النبطي وشعر الجاهلية وصدر الاسلام فهو تشابه تلقائي وغير شعوري يمليه تشابه الظروف والمعطيات التي تتكون منها المادة الشعرية. لا تقلد القصيدة النبطية القصيدة الجاهلية أو قصيدة صدر الاسلام ولا تحاكيهما محاكاة عمياء بل هي امتداد لهما وتقوم مثلهما علي الابداع الجديد. والشاعر الجاهلي، كما يعبّر الباحث، لا يتجشم معارضة القصيدة الجاهلية ولا يتكلّف تقليد البيت الجاهلي لكنه يغرف من المعين نفسه ويرد الموارد التي استقي منها الشاعر الجاهلي. ولا يختلف الشعر النبطي كثيراً عن شعر الجاهلية وصدر الاسلام في بعض المفاهيم والمثل والرؤي وفي المعاني التي تمنحها حياة الصحراء القاسية. ويري الباحث ان القصيدة النبطية والجاهلية صورة للواقع ورصد للأحداث وسجل للقيم التي جعلت من حياة الصحراء، علي رغم شظفها وتقلباتها، حياة تليق بالانسان .
ويرصد الباحث أوجه العلاقة التي تجمع بين الشعر النبطي والشعر العربي القديم ويتطرّق الي مسيرة الشعر في وسط الجزيرة العربية عبر الحقب المتوالية بدءاً من العصر الجاهلي عصر الفصاحة (كما يسمّيه) وانتهاء بالعصر النبطي عصر العامية (كما يسميه أيضاً). وإذا تداخلت حلقات هذه الحقب حيناً وانفصمت حيناً فهي لا تنفي عمق العلاقة اللغوية ورسوخ الاستمرار التاريخي بين الشعر العربي القديم والشعر النبطي الذي هو سليله بامتياز. وعلاوة علي البعدين اللغوي والتاريخي تكتسب هذه العلاقة تجليات أخري ومرتكزات كالرؤية الثقافية والمضمون والشكل الفني والمعجم الشعري والأوزان وسواها.
يتطلب الكتاب قراءة هادئة ومتمهلة نظراً الي ضخامته وموضوعيته ورحابة آفاقه وكثرة المواضيع والقضايا التي يعالجها بدقة وجرأة. ويصعب بالتالي اختصاره وابراز المفاهيم الجديدة التي أتي بها. فهو أوّل بحث علمي يستفيض في قراءة الشعر النبطي قراءة شاملة تاريخية وحضارية وفلسفية ولغوية وشكلية، انطلاقاً من عيون مصادره ومن المخطوطات المجهولة التي جاءت بها خزائن المكتبات العريقة.
ويملأ الكتاب فراغاً كبيراً في حقل الشعر النبطي ونقده ويلبّي حاجة القرّاء (علي اختلاف أهوائهم ونزعاتهم) الي إدراك معالم هذا الشعر ومضامينه وأسرار صناعته الفني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي لك وللجميع ..







التوقيع

[poem=font="MS Sans Serif,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="backgrounds/30.gif" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فهد عقيل الخالـدي ياهـلَ الطِّيـب = معكُـمْ ينادمْـكُـمْ عـلـى كِــلْ معْـنـا
نطيْب للطِّيبْ ونــتــرْكْ هل العيـب = وراع الـرّدا مانسْمــعِـه لـوْسـمِعْـنـا
والحمدللي يعلم السر والـغـيــب = اللي بلا مــوعد بفضلِــه جـمــعــنــا
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عن هبْس يللـِّـي تنشدَن ليْـه سمـَّـيْت = عِـزوة بنِي خالد على دوْر سِـعْـدُون[/poem]

قديم 13-04-06, 08:43 pm   رقم المشاركة : 3
العفش
عضو فضي
 
الصورة الرمزية العفش





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : العفش غير متواجد حالياً

مشكور ووفيت وكفيت

ويا أخ فهد انا من محبي الشعر الشعبي

وعندي دواوين عدد من الشعراء

مثل محمد العوني

القاضي

إبن سبيل

بن لعبون وغيرهم

وأعجبني هذين البيتين للفارس شالح بن هدلان




من حل بدار الناس حلوا دياره

................................. لابد ماتسكن دياره ويغبن


ومن شق ستر الناس شقوا ستاره

................................ومن ضحك باالثرمان يضحك بلا سن



ومشكور وجزاك الله خيراً على ماتقوم به من جهود خيرة







قديم 14-04-06, 01:05 am   رقم المشاركة : 4
عوض البشري
عذب القوافي
شاعــــــــر قدير
 
الصورة الرمزية عوض البشري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عوض البشري غير متواجد حالياً

اخوي العفش



اشكرك على الموضوع الجيد



والله يخلي لنا استاذنا المبدع


الشاعر فهد الطويان





تقبلو مني خالص الود والتقدير







التوقيع




من قصائدي بالمنتدى



توفي صالح السلمان(مرثيه)



برقيـــــــة للوزاره عاجــــــله جــــــــــدا




الالفيــــــــة الغزليــــــــه



الحــــــــجـــــــاب


awad577@hotmail.com

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 07:10 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة