وبكيت ألماَ الشبح يقتل الأب ويغزو جسد الصغيرة
--------------------------------------------------------------------------------
حكايات الغرام والهوى هو من زرعها في قلبها . رحل دون وداعاَ مسبق .رحل دون أن يلوح بيده كما تعودت منه. رحل بعد أن استولى عليه المرض فافقده التركيز . لم يعد يميز بينها وبينهم. وقد كان يجلس معها و يخاطبها بحنانه المعهود. آه من عبرات الحزن المخنوقة حينما تغتالها وهي تتذكر ذلك الموقف . كان طريح الفراش يحاول الصمود متكأ على يديه .
نعم لازالت تتذكر تلك اللحظات وهي في سن الثامنة من العمر. مضت الآن ست عشرة سنة عجاف ولا زالت تلك اللحظات ترتسم أمامها بكل تفاصيلها وأحداثها. خرج الجميع من المنزل وظل هو في فراشه طريحاَ وهي معه. جلست بالقرب من حبيبها وحاولت أن تطرح موضوعاَ للنقاش . خاطبته بحب وأجاب وكانت كلماته بلسماَ لقلبها الصغير .كان يتحدث اليها وكأنها فتاة راشدة رغم صغر سنها. كانت تتحدث معه بشغف لساعات طوال. عاد الجميع إلى المنزل وكنت معه تجد في حنانه ما يغنيها عن الجميع .آه آه من قسوة الفراق حينما يفرض علينا نغمة حزن خانقه، خناجر صلبه وحادة تطعن قلوبنا فلا نملك أمامها إلا أن نساق إلى قبورنا لندفن أحياء. أجساد تعيش وأرواح ميته، عادت الطفلة إلى المنزل فلم تجد حبيبها بحثت عنه طفلته الصغيرة التائهة صرخت بعمق أبي أين أنت؟؟!!! فردت الأم الرحيمة. رحل إلى المستشفى، لم تطق الطفلة الصبر ذهبت مع أول زيارة واشترت وردة حمراء لا بل وروداً، الشوق كان يحركها ورغبة اللقاء تدفعها أسرعت في خطواتها فلم تحاسب البائع وتركت الحساب لأخيها كانت تعدو مسرعة حتى وصلت إلى غرفة مظلمة انطفأت فيها شمعة نيرة. وجدت حبيبها جسد بلا روح. الأطباء قد نزعوا الأجهزة عن قلبه بعد أن قضى عليه سرطان الحنجرة. صرخت الطفلة وسقطت دمعه ساخنة وتناثرت الورود بعد أن أعلنت انكسار قلبها وجثت على ركبتيها.
منذ ذلك اليوم لم يعد للحياة طعم عند الصغيرة بعد أن غزى _السرطان _جسدها .ها هو الشبح يعود في صورة أخرى لجسد الصغيرة بعد أن قتل الأب.
ـــــــــــــــــــــــــ
منقوول