[frame="7 70"]لماذا تجنَّيْتُم ؟
شعر : عبد الرحمن صالح العشماوي
وهمتم ، فما هذا طريقَ المُجاهدِ
وما هذه الأفعالُ أفعالَ راشدِ
ركبتم من الأوهام أسوأ مركبٍ
يسير بكم في درب أهل المكائد
ضَلَلْتُم وربِّ الناسِ عن منهج الهدى
وسيرة خير الأنبياء الأماجدِ
ومَنْ ركبَ الأوهامَ أوْدَى بنفسه
وألْقَى بها في لاهباتِ المواقدِ
سهرتم على التخطيط للبغي والرَّدى
تُوارون في الظلماءِ سوءَ المقاصِدِ
تبيعون إحساس القلوب ونَبْضِها
لو سَوْسَةِ الشيطانِ بَيْعَةَ كاسدِ
عجبت لكم والله ، كيف تطايرت
بأحلامكم دَعْوَى حقودٍ وحاسدِ ؟
وكيف خرجتم من بساتين وَعْينا
إلى أرضِ شَوْكٍ يابسٍ وجلامدِ ؟
تشنُّون حرباً يفرح المعتدي بها
وتُورِدُ أهلَ الخير شرَّ المَواردِ
أحربٌ على أعدائنا بدمائنا
وقتل رجال الأمنِ ، قَتْلِ المُعَاهِد ؟
أحربٌ على الأعداءِ في عُقْر دارنا
بترويع أطفالٍ وإرهابِ ساجدِ ؟
قتال الأعادي في ميادين حربهم
وفي جَبَهاتٍ ، جمْرُها غير خامدِ
لماذا تجنَّيتم على دار أهلكم
ووالدةٍ تشكو أساها ، ووالدِ ؟!
لماذا استبحتم قتل نفسٍ بريئةٍ
وأشعلتم الآلامَ في قلب هاجدِ ؟
سفكتم دماءً حرَّم الله سَفْكَها
وصُغتم لنا منها أَليمَ المشاهِدِ
أما كان أولى أنْ تكونوا لأهلكم
رُعاةً ، وللأوطانِ أقوى السَّواعِدِ ؟
أما ردَّكم شهرٌ حرامٌ وموسمٌ
قريبٌ لحج البيتِ من كلِّ قاصدِ ؟!
ألستم على علمٍ بآي كتابنا
وما فيه من أحكامه والشَّواهدِ ؟
هلكتم فآذيتم بلادَ عقيدةٍ
تجلّى سناها في ظلامِ العقائدِ
بلادٌ غدتْ بالأمنِ مثل قلادةٍ
تفوق بمعنى الحبِّ كلَّ القلائدِ
غضبتُ لها ممن يحاول قَطْعها
وحصّنتُها باللهِ من كلِّ مارد
وما ندَّعي فيها كمالاً ، وإنما
نُلاقي خطايانا بتوبة عائدِ
بلادٌ بنى التوحيد صَرْحَ يقينها
فما وقفتْ تبكي أمام المراقدِ
ولا رفعتْ إلاّ إلى الله كفَّها
ولا علَّقَتْ آمالها بالموالدِ
بلادٌ حباها المصطفى من يقينه
ينابيعَ خيرٍ صافيات الرَّوافدِ
وعلَّمها معنى اللجوء لربّها
ليحرسها من كيدِ واشٍ وحاقدِ
أهانَ عيكم هزُّ أطناب خيمةٍ
تُظلِّلنا بالأمنِ وَقْتَ الشّدائدِ ؟
أيا من فتحتم بيننا بابَ فتنة
نخوفكم بالله من فعل جاحد
سلكتم طريقاً شائكاً فتوقّفوا
عن السير في دربٍ كثير المصائدِ
كشفتم قناعاً عن وجوهٍ قريبةٍ
وبالبغي صارت من وجوه الأباعدِ
لماذا خرجتم من رياضٍ خصيبةٍ
إلى غابةٍ مسكونةٍ بالأَوَابدِ ؟!
أسفْتُ عليكم - إِيْ وربّي - لأنكم
غدوتم لذئب الوهم إحدى الطّرائدِ
تمنّيتُ لو أنا رأينا جهودكم
تُناط بكلياتنا والمعاهدِ
تمنَّيتُ لو أنا رأينا وجوهكم
وراءَ إمامٍ في رحاب المساجدِ
ولكنكم سرتم على شرِّ منهجٍ
سَلَلْتُم به سَيْفَ الجَحودِ المُعاندِ
تريدون إصلاحاً؟ عجبنا لمصلحٍ
تدثَّر للإصلاح في ثوب فاسد !
ومَنْ قَصَدَ الإصلاح في الأرضِ ، زادَها
صلاحاً ، وأغراها بكسب المحامدِ [/frame]